شفق نيوز/ يوميا يُصاب العشرات من أصحاب السيارات في محافظة كركوك، بصدمة كبيرة تضعهم بين أيدي الميكانيكيين، بسبب أعطال تطال سياراتهم، ويحمّلون السبب الى نوعية البنزين المجهز من قبل المنتوجات النفطية في المحافظة.

ويشكو مواطنون وسائقو سيارات من رداءة الوقود (البنزين) الذي يتسبب بأضرار واعطال كثيرة للسيارات، خصوصاً خلال فصل الصيف، مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، أما البنزين المحسن والسوبر فهو جيد لكنه غير مناسب لأصحاب الدخل المحدود، وسائقي سيارات الأجرة مما يدفعهم الى البنزين العادي او ذلك المنتوج المحلي الرديء.

شكاوى السائقين

يقف صاحب السيارة سمير عبدالله أمام ورشة تصليح السيارات في منطقة كراج الشمال وسط كركوك، قائلاً لوكالة شفق نيوز، إن "سيارتي حديثة واستغرب تكرار الأعطال فيها وخلال اسبوع واحد استبدل الأجزاء التي تعطلت، خاصة ما يعرف بالسوق المحلية (الفيت بمب) وهي مصفاة تربط بين البنزين المار باتجاه محرك السيارة، وفي كل عطل يتم إصلاحه بحدود 60 الى 100 دولار وخلال اسبوع واحد أصاب الخلل السيارة وخسرت بحدود 200 دولار أمريكي وهذا فقط للمواد".

ويضيف أن" الميكانيكي حين يفتح المكان الذي اصيب بالعطل يجد بنزين متسخ ولأكثر من مرة وهذا يسبب اعطال في السيارة وكذلك خسائر مالية لأصحاب السيارات وبعد استبدال القطع المتضررة قمت بعملية تبديل القطع وقمت بوضع بنزين من النوع المحسن استقرت السيارة وعادت للعمل بصورة جيدة ولكن مع تغير نوعية البنزين الى العادي عادت الاعطال وعدنا معه الى ورشة الاستبدال والان صرت احمل معي في السيارة قطع غيار وأين ما تعطلت سيارتي أقوم بإصلاح العطل بعد أن صار لدي الخبرة في فك واستبدال هذه القطعة".

بنزين رديء

ويقول صاحب سيارة نوع تيوتا ويدعى أحمد عباس لوكالة شفق نيوز، أن "السيارة هي جزء من حياتنا اليومية ورداءة البنزين حولها إلى جحيم يوميا نزور الميكانيك ونضع في جيبه بحدود  60 دولار في كل عطل واستبدال الفيت بمب لان هذه القطعة تعتبر محرك وعقل السيارة واي ردائة في البنزين يعني عطل السيارة وهو قلب السيارة".

ويؤكد أن" البنزين في المحطات ذات نوعية غير جيدة ويجب على المنتوجات النفطية التقصي ومعرفة أسباب رداءة البنزين في محطات كركوك وهذا لا يعني كل البنزين ليس جيداً، فالبنزين المحسن ذا نوعية جيدة ولكن الأسعار تجبر المواطن وصاحب السيارة الى استلام المنتوج من البنزين العادي والاعطال تتكرر بين فترة واخرى والسبب البنزين".

ويقول صاحب ورشة في المنطقة الصناعية بكراج الشمال ويدعى مراد محمد، لوكالة شفق نيوز، إن "كثرة الأعطال التي تصيب السيارات وخاصة الفيت بمب هي بسبب البنزين ورداءة نوعيته، حيث يزورنا يوميا عشرات من أصحاب السيارات ويشكون من الاعطال وانا مثل طبيب اشخص الحالة ومن ثم أعطي العلاج ونحدد سبب الاعطال نفتح السيارة ونستخرج الفيت بمب ونفرغ البنزين الذي فيه ونشاهد الأوساخ التي تظهر للعيان، وهذا  دليل على أن  البنزين هو السبب الأول للاعطال".

ويضيف أن "أسباب رداءة البنزين أولها عدم مطابقة المنتوج للمواصفات التي تنتج في المصافي، ويضاف لها ان هناك محطات لم تقم بتحديث الخزانات القديمة التي مضى عليها عشرات السنوات، ولكونها هي أسفل الأرض يصيبها التكلس والأوساخ وعندها تنتقل من الخزان الى السيارات وتصيبها بالعطل وتحديد الفيت بمب".

ويشير إلى أن "ورشتي مختصة في علاج هذه المرض ويكلف العمل الواحد بين 30 الى 60 دولاراً وإذا تكرر العطل نساعد صاحب السيارة ولا نأخذ منه أجور العمل فقط نأخذ منه أجور المواد التي نغيرها في السيارة لتكون السيارة مثلما كانت ويعود علها بصورة سلمية وعملنا معروف بالدقة والامانة وقوة الانجاز بعيدا عن الغش والاحتيال".

ويقول الخبير الاقتصادي علي خليل لوكالة شفق نيوز، أن" البنزين المحسن او عالي الاوكتان يفرق كثيراً عن البنزين العادي، ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك على جودة أداء السيارة"، منوهاً الى أن "تكلفة البنزين عالي الأوكتان عالي الحكومة هو 1200 دينار، لذا تقوم بخلطه وذلك لأسباب اقتصادية".

وتابع أن" مادة النفثا هي أحد منتجات النفط الوسيطة التي يستحصل عليها في مصفاة النفط، وهي لا تعتبر مادة نقية بعينها، بل هي مزيج من عدة قطفات مختلفة؛ وتنقسم أنواع النافثا إلى قسمين: النفثا الخفيفة والنفثا الثقيلة".

ثلاث مراحل للتصفية 

ويقول مصدر مسؤول في دائرة المنتوجات الشمالية لوكالة شفق نيوز، إن "منتوج البنزين في كركوك يمر بثلاثة مراحل للتصفية حيث تبدأ بالمصافي والمستودعات والمنتوجات ومن ثم نقلها عبر صهاريج إلى محطات التوزيع ويتم تجهيزها من ثلاثة مصافي وهي مصافي بيجي ومصافي قيوان ومصافي الدورة، ولدينا دائرة التفتيش ومراقبة المنتوج حيث إذا كان المنتوج غير مطابق للمواصفات تعاد الصهاريج الى الجهة التي أتت منها".

ويشير المصدر إلى أن "هنالك ثلاثة أنواع من البنزين دخلت إلى العراق بعد تشغيل مصفى كربلاء المقدسة، وهو بنزين سوبر (Super) معدل الأوكتان فيه 95، وقد أعطيناه اللون الأخضر، لكي يستطيع المواطن تمييزه عن بقية الأنواع".

ويتابع: "والبنزين المحسن معدل الأوكتان فيه يتراوح من 95 - 90، والبنزين العادي معدل الأوكتان فيه 85، وهناك مشروعاً لاستخدام الغاز السائل في المركبات، حيث تكون نسبة الأوكتان في الغاز السائل 110، أي أكثر من السوبر الذي يساوي 95"، مشيراً إلى أن "عملية استخدام الغاز السائل أكثر راحة وبتكلفة أقل وعملية صيانة أقل وعلى المواطنين لوضع منظومات لاستخدام الغاز السائل في مركباتهم مما سيخفض من كلف الاستخدام ونوعية المنتج ستكون نوعية عالية جداً

وختم المصدر، بالقول إن "كركوك تحصل اليوم على مليون و600 ألف لتر يوميا من البنزين والمنتوج مطابق للمواصفات".