التقطت عدسة وكالة شفق نيوز، عبر طائرة مسيّرة، مجموعة صور جوية تكشف عن واقع بيئي مؤلم في العاصمة العراقية بغداد، وتسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه المدينة في مجالات البيئة والبنية التحتية.
وتبرز الصور الملتقطة بواسطة كاميرا "الدرون" التابعة لوكالة شفق نيوز، مشاهد مؤثرة لمدينة بغداد، تمتد من طريق سريع السيدية والدورة وصولاً إلى المنصور والجادرية والبياع، مروراً بمحطة كهرباء الدورة ونهر دجلة.
وتظهر هذه الصور التغيير الملحوظ الذي طرأ على هذه المناطق "الراقية" والتي كانت في السابق تتميز بالأشجار والخضرة، وأصبحت اليوم تعاني من هذا التلوث البيئي.
وتكشف هذه المشاهد أيضا عن صورة قاتمة للتلوث البيئي، حيث تسود الأجواء المغبرة وتغطي السماء سحب من الغبار والتلوث، مما يجعل العاصمة العراقية تبدو كصحراء شاسعة تفتقر إلى الخضار والتشجير.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي، أن عوادم المركبات تشكل أكثر من 60% من تلوث هواء بغداد، وذلك ناتج عن محركات الاحتراق الداخلي، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على الصحة العامة.
وأضاف في تصريح سابق، أن الوضع البيئي المتردي قد أسهم في ارتفاع نسب الأمراض السرطانية وأمراض الجهاز التنفسي والباطنية، حيث يعاني العراق من تفشي هذه الأمراض نتيجة ارتفاع مستويات الملوثات في المياه.
فيما يشير عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، باسم الغرابي، إلى أن العراق شهد مؤخراً ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الأمراض المتعلقة بالتلوث، وذلك وفقاً لتصريحات نقلتها وكالة شفق نيوز. ويقول سكان محليون، أن التلوث البيئي يتفاقم، لاسيما في مناطق جنوب شرقي بغداد، بما في ذلك محيط مدينة بسماية الحديثة، حيث تكدست النفايات والمواد الكيميائية، مما أدى إلى تلوث المياه وخلق مخاوف جدية بشأن صحة السكان والبيئة.
عراق في المرتبة الثانية عالميًا في التلوث
وفقاً لتقرير نشرته محطة BBC، يحتل العراق المرتبة الثانية عالمياً في التلوث البيئي بعد روسيا، حيث يتم حرق 18 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً.
وفي تقرير آخر نشره موقع "نومبيو"، تبين أن مؤشر التلوث في العراق ارتفع إلى 73.59%، مع تدهور جودة الأماكن الخضراء والحدائق إلى 38.14%. وأبرز التقرير كذلك أن تلوث الهواء بلغ 66.99%، وتلوث مياه الشرب 55.50%، وارتفاع الضوضاء إلى 52.06%.