شفق نيوز/ مع نقر الدفوف تصدح أصوات حناجر الموصليين، بإقامة المناقب النبوية في أمسيات رمضان ابتهاجاً بشهر الصوم في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، التي كانت ابرز معاقل تنظيم داعش.
وترتبط المناقب بشعر المديح الإسلامي الذي يخص الرسول محمد، وقد ذاع شعر المديح مع بداية الدعوة والفتوحات الاسلامية وارتبطت بعدها بالتصوف وشعراء التصوف المعروفين.
الشيخ رامي العبادي، (أحد سكان الموصل) أبلغ وكالة شفق نيوز، أن "داعش كان يمنع إقامة المناقب ويحرمها طوال سنوات سيطرته على المدينة، ولكن بعد تحرير المدينة عاد الإقبال عليها أكثر من السابق بسبب اشتياق الناس لسماع المديح والذكر في المناقب وذلك حباً بسيد الخلق والكائنات محمد خاتم الانبياء".
ورغم مرور أربع سنوات على انتهاء الحرب، إلا أن المناقب، وفقا للشيخ العبادي، "ما تزال تشهد اقبالاً واسعاً وتقام كثيراً وتزداد في خلال أيام شهر رمضان على وجه الخصوص، وهذه المناقب هي موشحات رجاء وذكر للاحتفاء دائماً بالنبي محمد والأولياء والصالحين".
وتشتهر الموصل بالمديح والمناقب والمداحين المعروفين، وغالباً ما تكون المناقب معتدلة يسودها شعر المديح والحب للرسول وآل بيته والأولياء الصالحين، بحسب الشيخ شهلان الدليمي.
الدليمي، وهو (أحد المداحين) المعروفين في الموصل، لفت خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن المداحين "بدأوا يقيمون المناقب خارج المدينة وفي مدن عراقية أخرى".
والمناقب النبوية، وفق آراء الموصليين، من الألوان الدينية الجميلة التي تشعر المستمع بالارتياح عند سماع الخصال الحميدة التي يتصف بها الرسول محمد.
أبو مصطفى، أحد سكان الموصل، كان يأسى كثيرا لتحريم المناقب النبوية في مدينته بسبب الإرهاب، كما يشير لوكالة شفق نيوز، إلى "تعرض المداحين والمنشدين لمضايقات كبيرة حينها".
وأضاف "أما الآن اختلف الوضع وقد طُرد الإرهاب إلى غير رجعة، وأصبح بالامكان إقامة المناقب حتى في شوارع المدينة".
وتعرف المناقب محلياً في الموصل بتسمية "مولدية" وهي مشتقة من كلمة مولد أي يقصد بها مولد النبي محمد.
المنشد مشتاق طالب (منشد بـ20 ربيعا) بين لوكالة شفق نيوز، أن "حجم تعلقه بالانشاد والمديح ويراه المسلك الأفضل للالتزام الديني، كما أنه يفخر بإنشاده ومديحه للرسول في المحافل والمناقب".
وبشأن الآلات المستعملة، أوضح طالب، أن "الدفوف تستخدم في المديح فقط ولكن في الأناشيد الدينية يتم استخدام الالات الموسيقية أيضا".
وترتبط المناقب النبوية والمديح عموماً بالطريقة الصوفية، وغالبية المنشدين والمداحين من اتباع هذه الطريقة.