شفق نيوز/ بعد توقفه لأكثر من عام بسبب التهديدات التركية لشن هجوم على مدينة كوباني عقب احتلالها لمدينتي تل أبيض وسري كاني، عاد نشاط الحركة العمرانية في المدينة وذلك بعد فوز جون بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأت الشركات باستكمال مشاريعها العمرانية مع حالة الأمان والاستقرار.
وكانت الحركة العمرانية وارتفاع البناء ذو الطوابق قد نشطت في المدينة بعد تعرضها للتدمير بنسبة 70 بالمئة، بسبب الحرب ضد "داعش"، كما توسعت المدينة بشكل كبير وتأسست أحياء جديدة في الطرف الغربي والجنوبي للمدينة بعد عودة النازحين إليها ووجود التحالف في المنطقة خلال أعوام 2015 - 2018 ولكن هذه الحركة توقفت بعد احتلال تركيا لمدن شمال سوريا.
ويقول "حمزة أيوب" صاحب شركة لتجارة العقارات وتعهدات البناء في مدينة كوباني، لوكالة شفق نيوز، إنّ الاستقرار الملحوظ في المنطقة وتوقف التهديدات التركية شجعهم على استكمال أعمالهم العقارية من البناء والإكساء، مشيراً إلى أن أغلب الشركات ومكاتب التعهدات عادت الى العمل من جديد بنسبة تصل الى 60 بالمئة.
ويرى أيوب أن العمل سيتوسع مع الأيام القادمة، مؤكداً أن هذا الامر مرتبط "بمدى جدية الولايات المتحدة في دعم امن واستقرار المنطقة".
ويشير حمزة إلى أنّ الحركة الاقتصادية في المنطقة اعتمدت في الآونة الأخيرة وفي الدرجة الثانية على سوق العقارات بعد الزراعة، لافتاً إلى أن البيع والشراء بالإضافة الى البناء يوظف العديد من العمال ويؤمن فرص العمل لمئات الأشخاص.
هذه الحركة التي من شأنها إعادة تنشيط المنطقة من جديد تواجه عدة عواقب، بحسب "توفيق عبدالله" وهو رئيس ورشة عمارة في المنطقة، إذ يقول توفيق، لوكالة شفق نيوز، إنهم يتأخرون اغلب الوقت في انجاز اعمالهم بسبب فقدان المواد من السمنت والحديد، عازياً سبب ذلك الى إغلاق المعابر بين الإدارة الذاتية ومناطق خارجها سواء مناطق النظام السوري أو مناطق الفصائل السورية الموالية لتركيا.
ويوضح توفيق أنّ ارتفاع سعر صرف الدولار الامريكي مقابل الليرة السورية أثر أيضا ًعلى سعر المواد، مبيناً أنّ سعر طن من الحديد وصل الى 700 دولار امريكي والسمنت الى 95 دولاراً، وهذا يعيق أعمال البناء نظراً للأوضاع الاقتصادية المتردية للأهالي وخاصة بعد خروج المنظمات الدولية من المدينة والتهديدات التركية التي أوقفت حركة البناء وانعدام فرص العمل في جميع المجالات .
وبالرغم من أنّ سياسة رئيس ولايات المتحدة الأمريكية جون بادين باتجاه "روج آفا" وشمال شرق سوريا لم تتوضح بعد، إلا إن فوزه بالرئاسة زرع في نفوس سكان المنطقة الطمأنينة والأمل بغد ٍمشرق، وخاصة سكان مدينة كوباني التي كانت تتعرض لتهديدات الحكومة.