شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "ذا هيل" الامريكية ان الخبراء والمحللين يتوقعون أن يكون لتمرد مجموعة فاغنر تأثيرات مضاعفة على تماسك وأداء الجيش الروسي إذ يعمل الكرملين على اقتلاع مؤيدي محاولة التمرد الفاشلة التي جرت مؤخرا، ما سيتسبب في تفاقم الانقسامات والصراعات الداخلية وإضعاف القدرات القتالية للجيش خلال الحرب الأوكرانية.
وبحسب المحللين الذين تحدثت إليهم الصحيفة الامريكية في تقريرها الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ فإن التغييرات في القيادة العسكرية الروسية، قد تؤثر بشكل أكبر على القيادة المشرفة على الحرب في أوكرانيا، في حين أن الجنود الروس الذين يعانون بالفعل من مشكلات معنوية اصبحوا الان معرضين لتأثيرات الاقتتال السياسي والشكوك حول الولاء.
وبرغم ذلك، ذكر التقرير انه من غير المرجح ان يتبنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الموقف المتشدد بطريقة خوض الحرب في أوكرانيا والتي يتبناها رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين وأنصاره، والذي تشتمل على فكرة اتخاذ موقف أكثر هجومية في ساحة المعركة وتخصيص المزيد من الموارد للحرب.
وتابع التقرير أن حملة بوتين القمعية في صفوف الجيش تركز على ضمان الولاء وقمع المعارضة في وقت يسعى الرئيس الروسي إلى إصلاح صورته.
ولفت التقرير الى ان اعادة الهيكلة التي يقوم بها بوتين في الجيش يمكن أن تتسبب في تنفير قواته وتقسيمها، لأنه ليس من الواضح مدى الدعم الذي حظي به بريغوجين في صفوف الجيش.
واضاف التقرير انه في ظل تصاعد التساؤلات حول الجنرالات الذين ربما دعموا بريغوجين، فان بوتين حرك المحققين لإجراء مقابلات مع مئات الجنود الروس من قمة الرتب العسكرية إلى ادنى الرتب، وهو ما يبدو أنه بمثابة اختبار للولاء.
ولفت الى تقارير تحدثت عن اعتقال قائد القوات الفضائية الروسية الجنرال سيرجي سوروفيكين الذي تربطه علاقات تاريخية مع بريغوجين.
ونقل التقرير عن الباحث في معهد دراسات الأمن والنزاع في جامعة جورج واشنطن الكسندر داونز، قوله إن بوتين "مصاب بجنون العظمة" وهو ليس واثقا من عدد الأشخاص المتورطين في التمرد.
وبحسب داونز فإنه عندما "يبدأ خصمك في تمزيق نفسه من الداخل، فهذا أمر جيد بالنسبة لك". وتابع قائلا انه سواء تمت الإطاحة بسوروفيكين ام لا، فانه من المتوقع أن يبدأ بوتين في ازاحة الضباط الاكفاء من هيكل القيادة، وهو الأمر الذي سيكون له تأثير سلبي على القوات المسلحة. واضاف "لن يكون من الجيد وجود فوضى في قيادتك العليا".
لكن التقرير اعتبر أنه بعد انتفاضة فاغنر، تبين أن التوقعات بأن أوكرانيا يمكن أن تستفيد سريعا من الفوضى كانت رهانات فاشلة، إذ أنه لم يكن لتمرد فاغنر تأثير فوري على ساحة المعركة في وقت تستمر أوكرانيا بقوة في هجومها المضاد الذي بدأ في حزيران/ يونيو الماضي.
وتابع التقرير أنه بينما يحرز الاوكرانيون تقدما بطيئا حيث تبحث القوات الأوكرانية عن نقاط ضعف في الدفاعات الروسية المحصنة بقوة، لم يتم تحقيق أي اختراق كبير، على الرغم من أن مقاتلي فاغنر كانوا قد انسحبوا من خط المواجهة قبل نهاية الأسبوع الماضي ولم يتسبب التمرد بانسحاب أي قوات روسية تقليدية من خط الجبهات.
ونقل التقرير عن الباحث في "معهد أبحاث السياسة الخارجية" الأميركي روب لي قوله إن "نجاح او فشل الهجوم المضاد الأوكراني يمكن أن يكون عاملا مهما للغاية" بالنسبة إلى الجيش الروسي.
واوضح روب لي مشيرا الى وزير الدفاع سيرجي شويغو ورئيس الاركان العامة الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف الذي يشرف على الحرب في أوكرانيا، أنه "في حال حققت أوكرانيا مكاسب كبيرة وكان أداء الجيش الروسي ضعيفا، فان ذلك سيؤدي إلى تعزيز موقف بريغوجين (ستكون أهمية فاغنر أكثر حيوية)، ما سيؤدي إلى تفاقم التوترات الداخلية" في روسيا.
واشار التقرير الى ان بريغوجين قد نفي الى بيلاروسيا في حين أن مقاتليه قد يتم دمجهم في القوات المسلحة النظامية أو توزيعهم على شركات عسكرية خاصة اخرى، بينما من المرجح ان يخسر رئيس قوات فاغنر قوته ونفوذه.
وبحسب التقرير فإن انتقادات بريغوجين المتكررة للقيادة الروسية، وتحديدا بحق شويغو وجيراسيموف، أثارت احتكاكا بين مؤيدي مواقفه، وبين هؤلاء الأكثر ولاء للكرملين.
وذكر التقرير بتصريح للمتحدث باسم البنتاغون بات رايدر تحدث فيه عن نتائج محتملة للوضع الداخلي في روسيا، قائلا أن "الحقائق موجودة أمامنا جميعا لنراها".
ونقل التقرير عن المحللة الروسية في "معهد دراسات الحرب" كارولينا هيرد اشارتها الى السهولة التي تحركت فيها قوات بريغوجين داخل روسيا وقالت انها كانت تراقب بشكل دقيق وجود فصيل موال لفاغنر وفصيل مناهض لفاغنر أخذ بالتبلور داخل قوات الأمن المكلفة بالدفاع عن روسيا.
وأوضحت هيرد "لقد كشف ذلك بالفعل عن تصدعات وأوجه قصور في جهاز الأمن الداخلي" الذي يساهم في حماية الكرملين ونظام بوتين.
ونقل التقرير عن محللين قولهم إن الروح المعنوية لا تزال تمثل قضية ملحة بالنسبة لموسكو، حيث يتساءل بعض الجنود عن سبب وجودهم في أوكرانيا، وأنه من المحتمل أن يكون بريغوجين قد ساهم في تصعيد هذه القضية.
ترجمة: وكالة شفق نيوز