شفق نيوز- بغداد
يستمر طموح النواب الكورد الفيليين في تمثيل ناخبيهم داخل مجلس النواب العراقي، خاصة وهم يتوزعون في العديد من المحافظات العراقية، بعيدا عن التمثيل الكوردي في إقليم كوردستان ومقاعد "الكوتا" أيضا، حيث حمل الفائزين منهم بهذه الانتخابات الأخيرة، مطالب ناخبيهم وكافة الشرائح المهمشة لقبة السلطة التشريعية، آملين بتقديم ما يساهم بتطوير البلد عامة.
وفي هذا الصدد أعرب المرشح الفائز بمقعد "الكوتا" حيدر أبو تارة، الذي حصل على أكثر من 17 ألف صوت وفق النتائج الاولية للانتخابات، لوكالة شفق نيوز، عن شكره لـ"الزعيم الكوردي مسعود بارزاني الذي منحني صوته في هذه الانتخابات"، مؤكداً بالقول: "عازم على الالتزام بوصية الرئيس بارزاني في خدمة الشعب العراقي بجميع مكوناته وقومياته وأطيافه من الفاو إلى زاخو".
وأشار أبو تارة، إلى أن "برنامجي للفترة المقبلة يتضمن العمل على توحيد الكلمة ووحدة صف المكون الفيلي الذي عانى الأمرين خلال الحقبة الماضية، ولم يتمكن من استعادة حقوقه المشروعة، فضلاً عن تفعيل العمل التشريعي والرقابي في مجلس النواب المقبل".
من جانبه يقول المرشح علي شامل الذي حصل على 4 آلاف صوت، لوكالة شفق نيوز إنه "على الرغم من التهاني التي تلقيتها من قبل كثيرين، إلا أن فوزي في الانتخابات لم يتأكد بعد"، موضحاً، أن "الأصوات التي حصلت عليها قد لا تؤهلني لحجز مقعد في البرلمان القادم وتجعلني احتياطي أول".
وأعرب شامل، في ذات الوقت، عن سعادته بفوز مجموعة من المرشحين الفيليين في بغداد والمحافظات الاخرى، منوهاً، ان "الوصول إلى البرلمان ليس هدفاً شخصياً بالنسبة لي، بل أن الهدف الحقيقي هو خدمة العراق من خلال التشريعات المهمة التي تخدم العراق، ودعم حقوق الشرائح المحرومة".
ولفت إلى أن "الشخصيات من الفيليين الذين رشحوا أنفسهم للانتخابات ضمن كتل سياسية عديدة وأسعفهم الحظ بالفوز، سيمثلون العراق خير تمثيل في البرلمان المقبل، وسيبذلون أقصى جهودهم في خدمة الوطن".
واختار بعض المرشحين الكورد في المحافظات تحالفات عدة وانضموا لها في عملية الترشيح، ومنهم المرشحة عن الحزب الديمقراطي في محافظة ديالى نازك أحمد، التي رشحت نفسها مع تحالف عزم، وحصلت على مقعد في مجلس النواب بعد حصولها على أكثر من سبعة آلاف صوت.
وتقول المرشحة الفائزة نازك أحمد، لوكالة شفق نيوز: إن "هذا الفوز يحّملني مسؤولية كبيرة في تقديم الخدمات لمحافظة ديالى التي تعاني من تردي الواقع الصحي والخدمات الحيوية الاخرى".
وتضيف، أن "هناك الكثير من العمل ينتظرنا في البرلمان، إذ أن مسؤوليتنا لاتقتصر في السعي لتقديم الخدمات لمحافظة ديالى أو القومية الكوردية وحسب، بل السعي بكل جهد إلى خدمة العراق والعراقيين جميعا بما يرضي تطلعات الجماهير العراقية"، مبينة أن "تشريع القوانين والدور الرقابي المناط بأعضاء مجلس النواب يمثل أهمية كبيرة في استقرار البلاد ودفع عجلة التقدم".
يُذكر أن الكورد الفيليين - وهم شريحة كوردية شيعية - تعرضوا لجرائم تهجير واعتقال وإبادة ممنهجة إبان نظام البعث في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بسبب انتماءاتهم القومية والمذهبية.
وتم ترحيل نحو نصف مليون منهم إلى إيران، وسحب الجنسية من عشرات الآلاف، وغيّب ما لا يقل عن 15 ألف شاب فيلي لم يُعثر على رفاتهم حتى اليوم، رغم الاعتراف الرسمي بجرائم الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحقهم.
وبعد أكثر من عقدين على سقوط النظام السابق، لم تُحل غالبية ملفاتهم العالقة، وأبرزها الجنسية والمفقودين والتعويضات واسترجاع الأملاك والتمثيل السياسي.
وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت في وقت سابق عن حصول المرشحة الفيلية عن ائتلاف الإعمار والتنمية، آيات أدهم حسين ميري، على أكثر من 4 آلاف صوت.
وترشح عن الجبهة الفيلية في بغداد 12 مرشحا، إلا أن نتائج التصويت كانت مخيبة، إذ أن مجمل الأصوات التي حصل عليها مرشحو الجبهة حسب النتائج الاولية التي اعلنتها المفوضية بلغت 1158 صوتاً فقط.
وكانت مفوضية الانتخابات أعلنت في وقت سابق، ان توزيع المقاعد البرلمانية سيتم على وفق نظام سانت ليغو، مرجحة أن يتم اعلان النتائج النهائية للانتخابات خلال الأسبوع المقبل.
يشار إلى مستشار شؤون الكورد الفيليين في البرلمان العراقي، فؤاد علي أكبر، أكد في تصريح سابق لوكالة شفق نيوز، قبل إجراء الانتخابات، أن "المال السياسي غير متساوٍ وبالتالي فرص المرشحين غير منصفة".
وأضاف في حينها، أن "خطاب الكورد الفيليين عادة وطني ينطلق من مظلومية وبحث عن الهوية الوطنية أمام تناحر الصراع السياسي للسلطة والنفوذ"، مؤكدا أن أحد التحديات هو أن الجيل الجديد "ليس لديه فكرة كاملة عن معاناة الفيليين"، الأمر الذي يستوجب إعادة بناء ثقافة تُذكّر بالمآسي التي جرت في حقهم.