شفق نيوز/ توقفت صحيفة "ستار تريبيون" الامريكية عند معاني اعلان الرئيس الامريكي جو بايدن انتهاء المهمة القتالية للجنود الامريكيين في العراق مع نهاية العام الحالي، مشيرة الى المغزى الكبير لدلالات الاعلان، والى ان غالبية القوات التي ستبقى سيعاد تصنيف دورها، ولكنها لن تسحب سريعا.
خطوة حكيمة
وأشارت الصحيفة الامريكية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إلى أنه برغم إعلان بايدن عن نهاية المهمة القتالية، وتحويلها الى مهمات تدريب واستشارة ودعم للتعامل مع تهديدات داعش، فإن عددا محدودا من الجنود سيتم اعادة نشرهم، وان غالبية الجنود الـ 2500 الموجودين حاليا في العراق، سيبقون، وسيعاد تصنيف مهمتهم لتصبح في مجالات التدريب والاستشارة.
واعتبرت الصحيفة أن ذلك يمثل خطوة "حكيمة" بالنظر الى التهديد الذي تمثله داعش التي تعيد احياء نفسها، والتهديدات القائمة من جانب إيران التي تتمتع بالفعل بنفوذ هائل في العراق بما في ذلك مع الميليشيات الشيعية المسؤولة عن الهجمات على الجنود الأمريكيين.
وتابعت أنه خلال الانتخابات المقبلة سيتضح ما إذا كانت سياسة بايدن الدقيقة ستكون كافية لتحقيق الاستقرار في الموقف السياسي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مشيرة إلى انها لا ترجح ان ترضي جماعات المعارضة الشيعية الأكثر عدائية، التي طالبت بانسحاب امريكي كامل.
الحروب الأبدية
إلا أن الصحيفة اعتبرت ان التحولات السياسية في العراق وأفغانستان، والجهود المتجددة لإنهاء حقبة احتجاز المعتقلين في خليج غوانتانامو في كوبا، تؤكد عزم بايدن إنهاء "الحروب الأبدية"، والتحول بشكل أوسع من حقبة "الحرب على الإرهاب"، نحو آسيا، خاصة باتجاه الصين، البلد الذي باجماع خبراء السياسة الخارجية يمثل أكبر التحديات الجيوسياسية.
وتابعت أنه مثلما تعثرت رؤية ادارة باراك اوباما للتوجه نحو آسيا، بسبب ظهور داعش واستمرار الصراع الإقليمي، فان الشرق الأوسط قد يربك ادارة بايدن ايضا، مشيرة إلى أن ذلك سبق أن حدث في العراق من قبل عندما اضطرت القوات الامريكية الى العودة عسكريا الى بلد كانت انسحبت منه في العام 2011 من أجل القضاء على داعش وهزيمتها.
وفي مقابل الانسحاب الذي نفذه بايدن من أفغانستان وهو ما يلقى شعبية مؤيدة بين الامريكيين، الا ان ان الامريكيين والبنتاغون والحلفاء قد يدقون ناقوس الخطر إذا سيطرت طالبان على البلاد مجددا وعادت الى ممارسة الوحشية، خاصة ضد النساء والفتيات، التي ميزت حكمها السابق، وهو المرجح ان يحدث.
أدوار خبيثة
وذكرت الصحيفة الامريكية ان التهديدات الاخرى ما زالت قائمة، بما في ذلك التوسع من جانب ايران التي اختارت رئيسا جديدا متشددا قد يرفض في نهاية المطاف محاولة بايدن التفاوض على العودة إلى الاتفاق النووي الايراني، مشيرة الى الادوار الايرانية "الخبيثة" في مناطق اخرى، بما فيها اليمن الذي يشهد أسوأ ازمة انسانية في العالم، وفي سوريا، حيث دعمت ايران وروسيا نظام الاسد، وايضا في لبنان الذي يسقط الى هاوية اقتصادية تزيد من زعزعة استقراره.
واشارت الى ان هذه الأزمات بما فيها أيضا الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين وتهديدات الإرهاب الدائم، كلها يمكن أن تجذب الولايات المتحدة الى المنطقة.
ولهذا خلصت الصحيفة الى القول ان بايدن لم يكن مخطئا بشأن الحاجة إلى استراتيجية للتركيز على الصين، لكنه كان سيطمئن البلاد والعالم، لو أنه تعامل مع الانسحاب في أفغانستان كما هو الحال في العراق.