شفق نيوز/ سلط موقع "ذا باست" البريطاني المتخصص بأخبار التاريخ والآثار، الضوء على عمليات التنقيب والاكتشافات التي تظهر في مدينة نمرود الاشورية القديمة بالقرب من الموصل، التي يؤمل أن تكشف المزيد عن الملكة سمورامات، التي صارت تعرف فيما بعد باسم "الملكة سميراميس".
وذكر الموقع البريطاني المتخصص بأنه خلال أربعينيات القرن ال19، تمكن عالم الآثار البريطاني أوستن هنري لايارد من التنقيب عن قصر الملك الآشوري أداد نيراري الثالث (حكم من العام 810 الى 783 قبل الميلاد) في مدينة نمرود.
وأشار التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الى أن القصور الاشورية الاخرى كانت بشكل ما موحدة في هندستها وتقسيماتها، الا ان عمليات التنقيب التي قام بها العالم لايارد، لم تكن عادية في مخطوطاتها.
وتابع قائلا انه في ظل تعذر الوصول الى بقايا القصر وهي التي كانت مدفونة تحت مترين من الأنقاض، فإن الأسئلة التي أثيرت حول تخطيط هذا المبنى، ظلت من دون إجابة.
وفي هذا السياق، ذكر التقرير؛ أنه في المرحلة الأخيرة، فإن باحثين من متحف بنسلفانيا تعاونوا مع علماء آثار عراقيين من أجل التنقيب في موقع نمرود، الذي كان البابليون نهبوه خلال القرن السابع قبل الميلاد، ثم استهدفه تنظيم داعش بالتخريب في العام 2016.
ونقل التقرير عن مدير برنامج حماية التراث العراقي في بنسلفانيا مايكل دانتي قوله "إنه من المدهش أن يتاح لك فرصة كشف هذه الالغاز الاثرية، بالتنقيب في مناطق جديدة من نمرود وخنادق علماء التنقيب من العصر الفيكتوري"، مضيفا ان الاخطاء السابقة في عمليات توثيق ونشر المكتشفات المتعلقة بالقصر، تراكمت على مدى الاعوام الـ170 الماضية".
وأوضح دانتي أن تلك الاكتشافات، مثل الملامح التقليدية للقصر الآشوري المتعلقة ببلاطة التطهير المعتقد أنها كانت تستخدم في مراسم الطقوس أو التطهير، تكشف أن العالم البريطاني لايارد، ارتكب أخطاء وان قصر الملك أداد نيراري يشبه قصر اسلافه الملكيين.
كما اوضح التقرير؛ ان المكتشفات الاخرى من القصر تشمل مزهرية حجرية كبيرة، وقاعدة عمود وتاج، بالاضافة الى صندوق حجري يحمل نقوش، وآثار منقوشة من العاج ومن قشر بيض النعام.
ولفت التقرير إلى أن القصر قد يكون أيضا بمثابة مقر اقامة الملكة سمورامات، التي اشتهرت لاحقا باسم سميراميس، وهي كانت والدة الملك أداد نيراري التي قيل أنها كانت ترافق ابنها في حملاته العسكرية.
وتابع التقرير؛ أنه مع استمرار الحفريات الآن، فإن الآمال هي أن تظهر المزيد من الأدلة حول هذه الملكة.
وأشار الى حفريات حالية تقوم بالتعاون بين علماء الآثار من متحف بن وجامعة بيزا باستكشاف موقع لجس في بلاد ما بين النهرين، وذلك في جنوب العراق، وهي كانت مدينة مزدهرة في الالفية الثالثة قبل الميلاد، وان علماء الاثار الذين كانوا يدرسون دور الإنتاج الحرفي في اقتصاد المدينة القديمة منذ العام 2019، توصلوا الى اكتشاف 7 افران فخارية وكميات كبيرة من قطع السيراميك بالاضافة الى طرق وازقة ومنزلين.
وختم التقرير بالإشارة إلى أنه خلال العمل الميداني، اكتشف الفريق وجود مطعم عام كبير يتضمن مطبخا ومنطقة لتناول الطعام في مكان مفتوح. وتابع أن تاريخ النزل يعود إلى العام 2700 قبل الميلاد، وهو كان مجهزا بمقاعد وفرن وثلاجة. كما عثر العلماء على بقايا طعام ما قدم لمحة عن الحياة اليومية لسكان لكش، بما في ذلك العديد من الأشخاص الذين لم يكونوا بالضرورة من طبقة الأثرياء.
ترجمة: وكالة شفق نيوز