شفق نيوز/ غصت المواقع الإعلامية البريطانية، بأخبار حملة مضادة انطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي بالتزامن الإعلان عن منح رئيس الحكومة البريطانية الأسبق توني بلير لقب "الفارس" من جانب الملكة البريطانية اليزابيث، رغم أنها أخرت منحه هذا التقدير سنوات عديدة.
ولغاية لحظة إعداد التقرير، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز عن مواقع بريطانية عدة، انضم أكثر 220 ألف شخص لعريضة الاحتجاج مطالبين بسحب لقب "الفارس" من بلير.
وشغل بلير، منصب رئيس الوزراء بين عامي 1997 و2007، وواجه سنوات من الانتقادات بسبب قراره قيادة بريطانيا إلى الحرب في العراق وأفغانستان، خصوصا بعد أن كشف المحقق البريطاني بشأن غزو العراق السير جون تشيلكوت في العام 2016، أن بلير بالغ وضخم الأدلة المتوفرة من أجل تبرير قراره الذهاب للحرب الى جانب الرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش واحتلال بغداد، متجاهلا الخيارات السلمية التي كانت متاحة كبديل.
وقبل يومين، منحت الملكة اليزابيث، بلير لقب "الفارس"، الذي يمنح عادة كتقدير للخدمة العامة والإنجازات المتميزة، إلى جانب شخصيتين أخريين، هما من المسؤولين في مكافحة فيروس كورونا كريس ويتي، وجوناثان فان تام، ويعتبر الوسام أحد أعرق التكريمات الملكية وأعلى وسام فروسية في بريطانيا.
هذا الوسام، أشعر العديد من البريطانيين والناشطين وأمهات العسكريين الإنجليز القتلى على وجه الخصوص، بالغضب ازاء الخطوة الملكية، واصفين تكريم بلير، أنه بمثابة "اهانة كبرى" باعتباره مجرم حرب، تسبب في موت أبنائهم ومقتل الآلاف في أفغانستان والعراق.
ووفقاً لمواقع بريطانية عدة، فإن الحملة الإلكترونية بدأت على موقع (Change.org ) للمطالبة بسحب الوسام من بلير.
وذكر موقع "جوي" البريطاني، أن فرانكلين لندن (53 سنة) كان من أوائل من وقعوا العريضة، ونقل الموقع عنه قوله إن "وسام (الفارس) يمنح للرجل البغيض بلير، وليس هناك لقب فارس لأحد آخر الأخيار من (معركة دامباستر خلال الحرب العالمية الثانية) جورج جوني جونسون في عيد ميلاده المئة... هذا عار"، مردفاً بالقول بسخرية "وسام الفارس يمنح لمجرم حرب وليس لبطل حرب".
أما دوبرا وارفاور، وهي من الموقعين أيضاً على العريضة، فقد قالت "بلير يجب ان يحاكم لا ان يمنح لقب فارس"، مضيفة أن شخصاً كهذا يجري تكريمه يظهر كم أن هذا النظام فاسد".
فيما قال فيرغوس موراي: "طالما ان أشخاصاً كبلير يجري تكريمهم، فإن النظام برمته يحط من كرامتنا جميعا".
بدورها، أشارت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية، إلى أن مقدم عريضة الاحتجاج هو أنغوس سكوت الذي كتب في العريضة أن "بلير تسبب بضرر لا يمكن اصلاحه لكل من دستور المملكة المتحدة ونسيج مجتمع الأمة"، مستدركاً بالقول "كان مسؤولا شخصيا عن التسبب في مقتل عدد لا يحصى من الابرياء والمدنيين في نزاعات مختلفة، لهذا يجب ان يحاسب على جرائم الحرب".
ونصت العريضة أيضاً، على أن "بلير هو الشخص الأقل استحقاقا لأي تكريم عام، ولا سيما أي شيء تمنحه جلالة الملكة".
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن غالبية رؤساء الحكومات البريطانية كانوا يكرمون عادة بمثل هذه الالقاب بعيد خروجهم من الخدمة بفترة قصيرة، لكن بلير انتظر 14 سنة ليحصل على التقدير الملكي.
واشارت الصحيفة الى علاقة ملكة بريطانيا المتوترة مع بلير خلال السنوات العشر التي أمضاها في الحكم ربما تكون قد ساهمت في هذا "الازدراء" الملكي تجاهه.
من جانبه، قال توني بلير في تغريدة له على "تويتر"، إنه "شرف عظيم أن أسمى فارساً، وأنا ممتن للغاية لصاحبة الجلالة الملكة"، مضيفا "كان شرفا كبيرا أن أكون رئيسا للوزراء وأرغب أن أشكر كل من خدموا بجانبي في السياسة والخدمة العامة".