شفق نيوز/ قرر حسين خديدا الهجرة إلى المانيا عن طريق الحدود البيلاروسية، غير أنه عاد بخفي حنين الى المخيم مرة اخرى بسبب اليأس من الوصول الذي أصابه بعد غلق الحدود البولندية بشكل كامل.
يقول خديدا لوكالة شفق نيوز؛ انه تجرع الموت بعد أن ضاع لايام في الغابات البيلاروسية على الحدود مع بولندا، مشيرا إلى أن المهاجرين تعرضوا لاعتداءات من قبل الشرطة البيلاروسية. ويضيف "كنا نجهل الخلافات السياسية بين بيلاروسيا وبولندا، كان البيلاروسيون يتاجرون بالمهاجرين بدفعهم لتجاوز الحدود الى داخل الاراضي البولندية وعندما تجاوزنا الحاجز كانوا يمنعوننا من العودة وهكذا".
ويتابع خديدا سرد آلامه: "تعرضنا للجوع والعطش لايام كنا نخزن الماء والتمر والخبز لكن لم تكن تكفي هذه المؤن لأنها كانت قليلة وكنا نقتصد في الأكل والشرب ورغم ذلك بقينا ليومين في بعض الأحيان بدون اكل او ماء".
وبعد اليأس من العبور الى المانيا يقرر خديدا العودة، ويقول "سجلنا اسماءنا لأجل العودة ونقلنا الى العاصمة البيلاروسية ثم الى اربيل دون ان ندفع فواتير الطائرة أو الفحوصات او اي رسوم اخرى".
شاني خلات والدة خديدا تتحدث هي الاخرى عن معاناتها في بيلاروسيا وتقول لوكالة شفق نيوز؛ إن "الأيام التي قضيناها في الغابات بين الحدود البيلاروسية البولندية ذكرتني بايام اقتحام داعش لمدينة سنجار عندما نزحنا وتعرضنا للجوع والعطش والحرمان".
وتضيف شاني "صرفنا مبلغ 20 ألف دولار لمصارف النقل والسكن والاكل والشرب ولا ندري ماذا نفعل الآن".
ووصلت يوم الخميس (18 تشرين الثاني الجاري) وجبة مكونة من أكثر من 430 مهاجراً من العالقين في الحدود بين بيلاروسيا وبولندا إلى مطاري اربيل وبغداد.
وفي أغسطس/آب الماضي، أعلنت السلطات العراقية إجلاء 690 من مواطنيها ظلوا عالقين لأسابيع على الحدود بين بيلاروسيا وليتوانيا شرقي أوروبا.
وفي أغسطس/آب الماضي، طلبت دول الاتحاد الأوروبي المتاخمة لبيلاروسيا (ليتوانيا ولاتفيا وبولندا) مساعدة من دول الاتحاد الأوروبي، وسط ارتفاع كبير في عدد المهاجرين غير النظاميين القادمين من العراق وأفغانستان وسوريا.
واتهمت حكومات هذه الدول الثلاث الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بتعمد دعوة "سائحين" إلى بلاده، وتسهيل هجرتهم بشكل غير نظامي إليها.
فيما أعلن الرئيس البيلاروسي أن بلاده ستتوقف عن منع وصول المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي عبر أراضيها.
والشهر الماضي، أكد العراق رفضه استخدام مواطنيه في صراعات دولية هم بعيدون عنها كل البعد، وأكد أن المهاجرين العراقيين الذين يتدفقون على حدود ليتوانيا من بيلاروسيا مغرر بهم، وهم يستحقون الرعاية من كلا البلدين.