شفق نيوز/ تعتبر انتخابات برلمان إقليم كوردستان المقرر إجراؤها في 20 تشرين الأول الحالي "مهمة ومصيرية" بالنسبة للقوى السياسية، كونها ستجرى لأول مرة تحت إشراف المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، لذلك ستكون مختلفة عن سابقاتها من حیث المشاركة والمنافسة، إلى جانب توفير "فرصة أكثر" لتواجد المعارضة داخل برلمان الإقليم.
ويقول الصحفي دلوفان برواري، إن "انتخابات برلمان إقليم كوردستان ستكون مهمة ومصيرية بالنسبة للقوى السياسية بشكل عام وللقوتين الرئيسيتين - الاتحاد والديمقراطي - اللتين في سدة الحكم، حيث إن هذه الانتخابات ولأول مرة ستجرى بإشراف المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، بمعنى من قبل جهة يفترض أنها ليست طرفاً في المعادلة الكوردية، خاصة وأن الانتخابات السابقة شهدت اتهامات وبشكل خاص من قبل أحزاب المعارضة للهيئة العليا للانتخابات في الإقليم التي كانت تشرف على العملية الانتخابية".
ويضيف برواري لوكالة شفق نيوز، "وفي ظل الصراع بين القوتين الرئيسيتين، ستكون هذه الانتخابات حاسمة لبيان حجم كل قوة بشكل واقعي، ولا اعتقد أن أي من القوتين ستحقق أغلبية كبيرة تمكنها من تشكيل الحكومة بمفردها، ولكن سيقل الفرق بين المتصدر والذي يله، لذلك لن يبقى الفارق كبيراً كما عهدناه في الانتخابات السابقة".
انتخابات مختلفة عن سابقاتها
من جهتها، توضح رئیس منظمة شوخ لتنمیة قدرات المرأة، هیفاء مجید، أن "هذه الانتخابات ستكون مختلفة عن سابقاتها من حیث المشاركة والمنافسة، ویرجع ذلك إلى دخول كیانات سیاسیة جدیدة فیها، فضلاً عن شخصیات مستقلة، أما الحزبان الحاكمان (الاتحاد والدیمقراطي) فإنهما یعتمدان على كثرة المرشحین لنیل أكثر عدد من الأصوات للقائمة، في حین رشحت الأحزاب التي أطلقت على نفسها تسمية (المعارضة) أقل عدد من المرشحین لكي تستغل فرص النجاح لمرشح واحد أو أكثر".
وتشير مجید خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أن "أربیل مع أنها عاصمة الإقليم ومن المفترض أن تشهد توجهاً انتخابياً وحفاوة أكثر من بقية المحافظات، إلا أن السلیمانیة كانت ولاتزال مقصد الأطراف السیاسیة الكوردية، ويرجع ذلك إلى كثرة الانقسامات والانشقاقات في صفوف الأحزاب وهي مركز للحركات المعارضة منذ ما يقارب عقدین من الزمن، وأشهرها التغییر والجیل الجدید والكیانین المستحدثین حركتا الموقف وجبهة الشعب، فضلاً عن مرشحين مستقلين من وجهاء ومشهوري السلیمانیة".
وعن ثقل أحزاب أخرى غير الاتحاد والديمقراطي، تقول مجید، إن "الجیل الجدید شكل خطورة تنافسية في الانتخابات السابقة ولاسيما في معقله السلیمانیة، ويعتقد البعض أن الحركات التي تشارك للمرة الأولى في الانتخابات ولاسیما الحركتين المشار إلیهما ستشكلان تغییراً جذریاً في موازين القوى في الإقليم على نحو عام وفي كل من اربیل والسلیمانیة علی نحو خاص".
وتضيف، "لكن لا یمكن غض الطرف عن حزب الاتحاد الإسلامي لأنه ذو قاعدة جماهيرية ثابتة ينافس الاتحاد في حلبجة والديمقراطي في دهوك، أما بقیة الأحزاب الصغیرة فقد تقهقرت في الانتخابات النیابیة العراقیة وفقدت جماهيرها ولا ينتظر منها ما نتمنى مثل التغییر وجماعة العدالة".
وتؤكد مجید، أن "هيمنة حزب واحد علی برلمان كوردستان باتت من الماضي، لأن الناخبین الجدد أكثرهم من الشباب العاطلين عن العمل والخریجین، وأصبح للجماهير مطالب تعجز الأطراف السیاسیة عن تحقيقها".
وفیما یخص قوائم المستقلین، تبين مجید، أن "أحزاب المعارضة تتهم بعضهم بالولاء للحزبین الحاكمین، وأن ترشيحهم هو تمويه لرأي الناخب وأنهم مدفوعون ولیس مستقلين على حسب رأيهم، وربما يكون هذا صحیحاً لقلیلهم وخطأ لكثیرهم، ففيهم من الكادحين والسیاسیین المرموقين والأدباء والمثقفين، وفيهم من انشق مؤخراً عن أحزاب بارزة".
"فرصة أكثر للمعارضة"
بدوره، يرى السياسي المستقل، والنائب في برلمان إقليم كوردستان للدورتين الرابعة والخامسة، أبو بكر هلديني، أن "هناك فرصة لشعب الإقليم بانتخابات برلمان كوردستان، حيث إن كل الإجراءات وكذلك قانون الانتخابات واللوائح التي قامت بها المفوضية العليا للانتخابات في العراق توفر فرصة لشعب إقليم كوردستان للإدلاء بأصواتهم".
ويتوقع هلديني في حديث لوكالة شفق نيوز، "حصول المعارضة بقوائمها الخمس من 40 إلى 50 مقعداً من عدد مقاعد برلمان إقليم كوردستان، أما الأقليات فلهم 5 مقاعد للتركمان والمسيحيين".
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، أعلنت أول أمس الثلاثاء، مصادقة مجلس المفوضين على قوائم المرشحين والأحزاب والتحالفات السياسية لانتخابات برلمان كوردستان، وانطلاق الحملات الانتخابية أمس الأربعاء (25 أيلول 2024)، وتنتهي في يوم (15 تشرين الأول 2024).
ويبلغ عدد القوائم المصادق عليها 136 قائمة، فيما بلغ عدد المرشحين في التحالفات والأحزاب السياسية والمرشحين الأفراد المصادق عليهم 1191 مرشحاً، أما عدد المرشحين الذكور فقد بلغ 823 مرشحاً، وعدد المرشحين الإناث 368 مرشحة، فيما بلغ عدد مرشحي المكونات 830 مرشحاً.
ويبلغ إجمالي عدد مقاعد برلمان كردستان 100 مقعد، 95 عامة وخمسة مقاعد مخصصة لكوتا المكونات، بينما يبلغ إجمالي عدد الناخبين أكثر من 2.8 مليون ناخب، من بينهم 2.6 ناخب سيشاركون في التصويت العام، وأكثر من 251 ألف ناخب للتصويت الخاص، كما وحددت المفوضية 1266 مركزاً انتخابياً، و 6318 محطة انتخابية.
فيما خصصت المفوضية 8 مراكز انتخابية خارج الإقليم للتصويت الخاص، أي القوات الأمنية التي تعمل خارج الإقليم، موزعة في محافظات بغداد (الكرخ والرصافة)، والأنبار وديالى وواسط وصلاح الدين ونينوى وكركوك.
وتؤكد مفوضية الانتخابات على ضمان حرية الناخب باختيار من يمثله فلا أحد يمكنه معرفة لمن صوت الناخب، كون عملية الاختيار سرية وورقة الاقتراع لا تحمل اسم الناخب، وفق المتحدثة باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق جمانة الغلاي.
وتوضح، أن مفوضية الانتخابات ستتخذ الإجراءات القانونية بحق أي حزب أو جماعة أو تنظيم أو أفراد أو أي جهة تمارس أي شكل من أشكال الضغط أو التخويف أو التخوين، وفقاً لقانون انتخاب برلمان إقليم كوردستان رقم واحد لسنة 1992 المعدل، وسيحرم الكيان السياسي من الأصوات التي حصل عليها في المركز الانتخابي في حال اقترافه ذلك، ويعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن 10 ملايين دينار ولا تزيد عن 25 مليون دينار.