شفق نيوز/ ذكر موقع "رابطة الاخبار اليهودية" الامريكي ان التركيبة الديموغرافية في منطقة الهلال الخصيب والتي تشمل العراق، تتغير بشكل كبير في السنوات الماضية، وهي معركة يتزايد الحديث عنها، وأصبحت تخدم مصالح ايران الاقليمية.
وأشار الموقع في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الى ان السؤال الديموغرافي كان في ما مضى، يشكل مفتاح الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، عندما كان زعيم منظمة التحرير الفلسطينية يقول ان ارحام الفلسطينيات هي بمثابة سلاح فلسطيني لتسهيل الاغلبية بين النهر والبحر والتي ستضمن نهاية اسرائيل.
وبعدما لفت تقرير الموقع المتخصص بالأخبار اليهودية، الى أن ذلك الواقع قد انتهى حيث صار هناك غالبية يهودية بين النهر والبحر أقوى من أي وقت مضى، لأسباب من بينها الهجرة اليهودية من روسيا وإثيوبيا، وتزايد معدلات المواليد في الوسط اليهودي، اعتبر التقرير انه خلال العقد الماضي، تجدد الحديث في الشرق الأوسط عن التركيبة السكانية واحصاء المواليد والوفيات والهجرة.
واوضح التقرير؛ ان الحديث هذه المرة "لم يعد يدور حول الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وانما الصراع السني الشيعي والصراع بين إيران والدول العربية وهو ما أصبح عنصرا أساسيا في الأجندة الإقليمية".
ولفت التقرير إلى أن "الديموغرافيا تؤدي دورا حاسما في هذه المعركة"، مضيفا ان الايرانيين وحلفائهم لا يخجلون من "هندسة" التركيبة الديموغرافية من أجل خدمة مصالحهم الإقليمية في الهيمنة.
واستعرض التقرير بعض تلك التغييرات، موضحا أن في سوريا كان السنة يمثلون حوالي 60٪ من السكان قبل الحرب الاهلية، مقارنة ب 12% من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد، لكن تحولا كبيرا حصل بسبب نظام الأسد وروسيا وإيران حيث أنهم طبقوا ما أسماه الموقع "تطهيرا" طال نحو ثلث سكان البلاد، أي حوالي 8 ملايين شخص، تنتمي غالبيتهم إلى الطائفة السنية في المناطق الريفية، بعدما تعرضوا اما للطرد أو فروا من مناطقهم.
واشار الى ان نحو 10 ملايين سوري موجودون في الوقت الراهن في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، في حين تضاعفت نسبة العلويين في تلك المناطق الى نحو 25٪ او اكثر.
اما بالنسبة الى العراق، فقد أشار التقرير الى حدوث تحول فيما بعد الاحتلال الأمريكي حيث تزايدت نسبة الشيعة الحاكمين إلى نحو 65٪، في حين تراجعت المكونات الاخرى من الكورد والسنة، الى مرتبة ثانوية، وفر كثيرون إلى الأردن، وحتى الى سوريا فيما قبل الحرب الاهلية.
أما في لبنان، فقد أصبح الشيعة الطائفة الأكبر في البلد، ويمثلون نحو ثلث السكان، في حين فقد المسيحيون الاغلبية التي كانوا يتمتعون فيها سابقا، وصاروا يمثلون الآن ربع السكان فقط، فيما يشكل السنة والدروز حوالي ثلث السكان.
لكن التقرير اشار ايضا الى تحول آخر حدث في لبنان تمثل في أنه خلال الحرب الاهلية السورية، اصبح واحد من كل 3 أشخاص في لبنان (حوالي 2 مليون من أصل 6 ملايين نسمة) أما لاجئ سوري او فلسطيني.
وتابع التقرير؛ أنه بالنسبة الى الاردن فان الفلسطينيين يشكلون حوالي ثلثي السكان، وحاليا أصبح ثلث سكان المملكة، أي حوالي 4 ملايين شخص من أصل 11 مليون نسمة، هم من اللاجئين أما من العراق او من سوريا.
وفي حين اشار الى ان كل هذه الوقائع أصبح لها تداعيات على الاستقرار الداخلي لهذه الدول، تابع أن هناك عوامل أخرى تتمثل في النمو السكاني المتسارع بالاضافة الى الموارد الطبيعية المتضائلة بسبب ازمة المناخ، التي فرضت على كثيرين العوز والفقر.
وختم التقرير بالقول ان "الهلال الخصيب لم يعد سنيا مثلما كان منذ ألف سنة، وهو ما يخدم المصالح إيران بالهيمنة والتي تريد تقوية مكانتها في المنطقة من خلال تأجيج التوتر العرقي ولا تظهر ترددا في تشجيع التحولات الديمغرافية خدمة لأهدافها".