شفق نيوز/ كُشف النقاب عن تفاصيل مثيرة في الذكرى السنوية الاولى للهجمات الصاروخية التي شنتها ايران على قاعدة عين الأسد حيث تتواجد قوات امريكية في العراق، انتقاماً لاغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني والقائد في الحشد الشعبي ابومهدي المهندس، وخلصت إلى ان تأثير هذه الضربات كانت أسوأ مما هو معروف حتى الان.
وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، "فان الهجمات الصاروخية الايرانية التي لا مثيل لها من قبل، جرى التقليل من حجمها وقتها".
ونقلت عن تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الاميركية يشير فيها الى ان العديد من الجنود الاميركيين الذين كانوا يتمركزون في عين الاسد، يعانون من حالات قلق نفسية حتى يومنا هذا، كما يعانون من الكوابيس ومن آلام دائمة في الرأس وغيرها من الحالات.
واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى ان ما هو معروف الان، هو قوة الهجمات الصاروخية وحدتها، حيث شملت استخدام 11 صاروخا، بطول 40 قدما، ويحمل كل صاروخ 800 كلغ من المتفجرات. وبناء على المعلومات المتوفرة، فان الصواريخ من طراز "قيام" و"فاتح"، قادرة على حمل ما بين 650 و750 كلغ من المتفجرات. ومن غير الواضح ما اذا كانت المعلومات حول ال800 كلغ يعني ان صواريخ برؤوس تفجيرية اكبر قد استخدمت.
وكان هناك 110 ناجين من الهجمات عانوا من إصابات في الدماغ. وكان هناك 29 جنديا اصيبوا بجروح خطيرة لدرجة انه تم منحهم أوسمة "القلب البنفسجي" العسكرية.
وفي الفترة التي سبقت تنفيذ الهجمات التي كانت متوقعة، توقف مجيء الموظفين المدنيين الى القاعدة العسكرية. وبحث الاميركيون الموجودون في القاعدة كيفية مغادرتها اذا احتاجوا الى ذلك، بما في ذلك عبر طوافات "في-22 اوسبراي" التي بامكان الواحدة منها حمل 32 شخصا الى جانب طاقمها المؤلف من اربعة، لكنها تحمل اقل من ذلك اذا جلس ركابها على المقاعد.
وفيما كان جنود القوات الخاصة سيغادرون عبر ال "في -22"، فان افراد السلاح الجوي قرروا اخلاء نصف وحدتهم العسكرية التي تضمنت 160 فردا، بطائرة من طراز "سي -130" الى الاردن.
وفي حين ان المعلومات الاستخباراتية في 7 يناير/كانون الثاني اشارت الى احتمال وقوع هجوم ايراني كبير، وليس فقط عبر صواريخ من عيار 107 التي تستخدمها الميليشيات الموالية لايران في الماضي، فان الاستعدادات الاميركية للتعامل مع هذا الاحتمال لم تكن واضحة.
وتجول جنود من فرقة كنتاكي للحرس الجوي الوطني، بعربة لمكافحة الالغام من طراز "ام ار ايه بي"، فان التحذير من اطلاق الصواريخ نحو القاعدة جاء بعد الساعة 1.30 صباحا. وجاءت الصواريخ على اربع دفعات ولمدة ساعة. وظل الجنود متحصنون في مخابئهم حتى شروق الشمس. ونال الجنود الذين كانوا في القاعدة ميداليات تكريم ومكافآت اخرى.
وبحسب الصحيفة، فان المعلومات الجديدة التي توفرت تظهر حجم الخطر الذي كان يواجهه الجنود، وكيف ان الاجراءات التي اتخذت لم تكن تتلاءم مع طبيعة الخطر وحجمه. ولم يتضح لماذا لم تعمد واشنطن بشكل اسرع الى نشر نظام مضاد للصواريخ، او طرح خطة ناجحة اكثر من مجرد الاختباء في الملاجئ التي لم تكن لتوفر الحماية للجنود لو انها تعرضت لضربة صاروخية مباشرة.
الا ان تفاصيل ما جرى في ذلك اليوم، تشير الى الافتقار للاجراءات الكافية من جانب القوات الاميركية في الخارج للتعامل مع التهديدات التي تمثلها الصواريخ. وفي وقت لاحقا، ارسلت واشنطن نظام "سي رام" لحماية سفارتها من الصواريخ الاصغر التي تستهدف المنطقة الخضراء.
لكن بشكل عام، فان القواعد الاميركية بشكل عام، تفتقر الى انظمة متعددة مضادة للصواريخ كتلك التي تنشرها اسرائيل التي سلمت الجيش الاميركي مؤخرا نظاما ثانيا من طراز "القبة الحديدية". الا ان القوات الاميركية في العراق تحتاج الى ما هو اكثر من ذلك، ويبدو ان الجنود لم يتمكنوا من استخدام نظام الباتريوت الذي كانوا بحاجة اليه.
وبكل الاحوال، فان اي جندي لم يقتل في الهجوم الايراني. وبحسب "جيروزاليم بوست"، من غير الواضح ما اذا كانت ايران خططت ليكون الامر كذلك.
وتدرك ايران مدى دقة صواريخها، وهي طورتهم اكثر في السنوات الاخيرة. لكن في هجوم الثامن من يناير/كانون الثاني 2020، يبدو ان اربعة صواريخ اطلقتها لم تعمل. واستخدمت ايران صواريخ من طراز "فاتح 110" ضد المسلحين الكورد المعارضين على الاراضي العراقية في العام 2018، وبعضها لم يعمل ايضا. لكن طراز هذه الصواريخ التي لم تعمل، معروفة ايضا بدقة اصابتها للاهداف.
وتساءلت الصحيفة عما اذا كانت ايران لديها معلومات استخباراتية حول انتشار ومواقع القوات الامريكية في قاعدة عين الاسد، مضيفة انه بالنظر الى تغلغل الايرانيين امنيا في العراق ، فانه من المرجح انها كانت تعلم تماما اقسام القاعدة وحتى الوحدات العسكرية المنتشرة فيها.
وتشير المعلومات الجديدة الى اي مدى كان يمكن للجنود الاميركيين ان يتعرضوا للقتل بسبب القصف الصاروخي بفارق لو ان الصواريخ سقطت على بعد امتار قليلة، وهو ما كان سيجعل الرئيس دونالد ترامب ينفذ تهديداته بالرد، اي ان الولايات المتحدة وايران كان على وشك الدخول في حرب.