شفق نيوز/ يؤكد مراقبون أن زيارة وزير الشؤون الخارجية الايراني عباس عراقجي إلى بغداد، تأتي ضمن الجهود الرامية لتطويق الأزمة في المنطقة وتحشيد المواقف الدولية مع طهران، خاصة في ظل وجود مواقف متطابقة ومشتركة مع العراق في الكثير من الملفات الإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

ويعد الهدف الرئيسي لزيارة عراقجي إلى العاصمة العراقية هو "للتنسيق بخصوص التطورات المهمة والحساسة والخطرة التي تعيشها المنطقة جراء الاعتداءات الصهيونية المتكررة التي بدأت من غزة وامتدت إلى لبنان وحالياً تهدد كل دول المنطقة وبالدرجة الأولى العراق وإيران"، بحسب الباحث والخبير في الشأن الإيراني، نويد بهروز.

ويضيف بهروز لوكالة شفق نيوز، "لذلك التنسيق بين البلدين يعتبر الهدف الرئيسي للزيارة خاصة في ظل وجود مواقف متطابقة ومشتركة في الكثير من الملفات الإقليمية وعلى رأسها موضوعي غزة ولبنان والقضية الفلسطينية بشكل عام والعدوان الصهيوني الأخير على المنطقة بشكل خاص".

ويشير إلى أن "الأهم في الزيارة، كان تأكيد الجانب العراقي بأنه لن يسمح لأي جهة وتحديداً الكيان الصهيوني باستخدام أجوائه للاعتداء على الجمهورية الإسلامية، وهذا ما أشاد به عباس عراقجي خلال المؤتمر الصحفي".

ويؤكد، أن "موقف العراق كان متوقعاً لأنه يقف ضمن جبهة المساندة لمحور المقاومة ضد الاعتداءات الصهيونية وفي مواجهة حرب الإبادة ضد فلسطين المحتلة ولبنان، لذلك هناك تنسيق في المواقف بين البلدين في ظل الأجواء التي تعيشها المنطقة التي هي على منزلق حرب شاملة وهذا ما يدفع به نتنياهو".

ووصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ظهر اليوم الأحد، الى العاصمة بغداد في زيارة رسمية لن تستغرق وقتاً طويلاً يلتقي خلالها المسؤولين العراقيين للتباحث بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة.

وكتب المتحدث باسم الخارجية الايرانية إسماعيل بقائي في منشور على منصة "إكس - تويتر سابقاً"، إنه "استمراراً لمشاورات وزير الشؤون الخارجية الدكتور عراقجي مع الدول الإسلامية بشأن الوضع المتأزم في المنطقة نتيجة الإبادة الجماعية واعتداءات الكيان الاسرائيلي في غزة ولبنان، وصلنا إلى بغداد".

وتأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى العاصمة بغداد "ضمن الجهود الرامية لتطويق الأزمة وإفهام المجتمع الدولي بأن إيران غير راغبة بتوسيع رقعة الحرب وشرح مخاطر استهداف مفاعلاتها النووية أو منشآتها النفطية وما قد يؤدي ذلك إلى غلقها مضيق هرمز، وبالتالي يدخل العالم في أزمة طاقة عالمية"، وفق أستاذ العلاقات الدولية، سعدون الساعدي.

ويضيف الساعدي لوكالة شفق نيوز، أن "هذا الأمر حذر منه وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين باتساع الحرب وتحولها إلى حرب طاقة، خاصة وأن العراق يعتبر من أكثر الدول في المنطقة تأثراً بمجال الطاقة، على اعتبار أن معظم النفط العراقي يصدر عبر هرمز، وإذا توقف التصدير عبر هذا المضيق فإنه ستتوقف صادرات العراق بالكامل، وبالتالي يكون العراق هو الخاسر الأكبر".

ويتابع، "نتيجة لذلك، تحاول الحكومة العراقية ثني الفصائل عن مهاجمة الكيان الصهيوني عبر الأراضي العراقية ونجحت في ذلك إلى حد ما، ليس خوفاً منها، وإنما هو شعوراً بأن العراق سيتضرر من ضربات الرد، على اعتبار أن العراق يحتفظ بعلاقات مع الولايات المتحدة والغرب، وفي الوقت نفسه يحتفظ بعلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تريد التحشيد لموقفها".

ويؤكد، أن "على الحكومة العراقية السعي جاهدة لتحييد الجانب العراقي من هذه المعادلة، وهناك مفاوضات جارية مع الفصائل وبعضها أذعنت لطلبات الحكومة ولم يتبقَ إلا ثلاثة فصائل لا زالت فاعلة في توجيه الضربات عبر الأراضي العراقية".    

وكان وزير الشؤون الخارجية الايراني عباس عراقجي، صرّح فور وصوله إلى بغداد، اليوم الأحد، بأن بلاده ستبذل مع الحكومة العراقية قصارى جهدها من أجل إبعاد المنطقة عن شبح الحرب.

وأضاف أنه "لا نريد الحرب ولا نريد الاستفزازات، لكننا على استعداد تام لمواجهتها، وسنبذل كل مساعينا بالتشاور مع الحكومة العراقية لإبعاد المنطقة عن شبح أي كارثة حربية".

وثمّن عراقجي في مؤتمر صحفي مشترك ببغداد مع وزير الخارجية العراقي، موقف العراق بعدم السماح باستخدام أجوائه لشن أي هجمات على إيران.

وأكد عراقجي، أن المنطقة تمر بمرحلة حساسة، حيث تتزايد احتمالات اندلاع اشتباكات وتصاعد التوتر بشكل كبير، مرجعاً ذلك إلى "الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، والتي امتدت تداعياتها إلى لبنان، مع احتمال أن تمتد إلى دول أخرى في المنطقة مما يشكل خطراً عليها".

بدوره، حذر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في المؤتمر الصحفي، من اتساع نطاق الحرب التي تخوضها إسرائيل في المنطقة لتشمل إيران مما يهدد مصادر الطاقة ويخلق أزمة عالمية، رافضاً في الوقت ذاته استخدام أجواء البلاد في ضرب إيران.

وفي هذا السياق، يقول عضو المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق، سلام الجزائري، إن "ما يحدث اليوم على الساحة الإقليمية والدولية هو بين محورين، محور الحق الذي يتمثل بلبنان وفلسطين والعراق وسوريا واليمن وتجمعنا قيادة إيران، ومحور الشر الذي تقوده إسرائيل وأمريكا وباقي الدول الداعمة العربية مثل مصر والمغرب والسعودية والإمارات، أما زيارة عراقجي فهي ذات طابع سياسي أكثر من طابع عسكري أو مقاومة".

ويهدد الجزائري خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "أي ضربة توجه إلى إيران سيكون الرد حتمياً على تلك الدول المذكروة آنفاً، لأن الحرب أصبحت مفتوحة، تشمل جميع فصائل المقاومة في المنطقة سواء في العراق أو اليمن أو سوريا ولبنان وفلسطين، وأن فصائل المقاومة بتنسيقيتها متحدة بقرار واحد وهو دعم فلسطين ولبنان في هذه الحرب".

ويؤكد، أن "المقاومة العراقية مشتركة بالحرب ضد إسرائيل وليس لها هدنة أو مهادنة ومستمرة في ردع الكيان، وسترفع من جهوزيتها أكثر خلال الأيام المقبلة".  

ويوضح، أن "المقاومة العراقية تعمل وفق جوانب شرعية وأخلاقية ووطنية وهي المحافظة على العراق من الاستهتار الصهيوني، ولا يوجد شرخ أو تباعد بالآراء مع الحكومة العراقية، بل على العكس حيث إن الحكومة تدعم الفلسطينيين واللبنانيين واثبتت أنها مع محور المقاومة وترفض الظلم والظالمين".

ويشير إلى أن "عمل رئيس الوزراء هو أن ينأى بالشعب العراقي والعراق بالتعرض لحرب شاملة، لذلك هو آخذ دور سياسي دبلوماسي بالتواصل مع الدول التي ترفض استكبار إسرائيل، كما أن بيانات السوداني تتفق مع التوجه العالمي بإنهاء الحرب، وإذا حصل توافق دولي على إنهاء الحرب فلا بأس بإنهائها، ولكن في حال استمرت إسرائيل بالقتل في فلسطين ولبنان، فما على العراق إلا أن يدافع لردع هذه القوة الغاشمة". 

ومن المقرر أن يتوجه عراقجي بعد ختام زيارته للعراق الى العاصمة العمانية مسقط لمواصلة مشاوراته الإقليمية التي بدأها منذ الأسبوع الماضي.

وزار وزير الخارجية الإيراني كلا من: قطر والسعودية، في نهاية الأسبوع الماضي في سياق المشاورات والتنسيق لوقف الإبادة والاعتداءات في غزة ولبنان.