شفق نيوز/ تعاني محافظة الديوانية من واقع صحي
"متدهور" من حيث قلة عدد المستشفيات وافتقارها إلى "أبسط الخدمات
والمستلزمات الصحية"، فضلاً عن تهالك البنى التحتية، فيما تتشارك مراكزها
الصحية المعاناة نفسها، ورغم صرف المليارات على هذا القطاع لكنه لا يزال دون
المستوى المطلوب لتلبية حاجة سكان المحافظة، وفق مراقبين.
ويبلغ عدد نفوس محافظة الديوانية 1.4 مليون نسمة، وفيها 4
مستشفيات حكومية و3 مستشفيات أهلية، ومراكز صحية موزعة على أقضيتها، لكن الاعتماد الرئيسي هو على مستشفى الديوانية التعليمي
الواقع في مركز المدينة، لعدم توفر الإمكانيات والمستلزمات عند باقي المستشفيات
والمراكز الصحية، بحسب المراقبين.
وتشهد محافظة الديوانية "تراجعاً في الخدمات على
الأصعد كافة ولاسيما للواقع الصحي لعدم وجود البنى التحتية، حيث هناك ثلاثة
مستشفيات حكومية في عموم المحافظة لا تستقبل الحالات الحرجة، بل ترسل تلك الحالات
إلى مستشفى الديوانية التعليمي في مركز المدينة الذي تعتمد عليه جميع الأقضية
والنواحي، رغم أن هذا المستشفى بني منذ ثمانينيات القرن الماضي بسعة 400 سرير،
لذلك بعض الحالات تتوفى في طريق الوصول إلى المستشفى وخاصة التي في الأقضية
والنواحي"، بحسب المراقب للشأن الديواني، ضياء المهجة.
وأشار المهجة خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى "صرف
مبالغ كبيرة تقدر بالمليارات على القطاع الصحي لكن لا يزال دون مستوى الطموح،
فضلاً عن وجود مشاريع صحية متلكئة في المحافظة، لذلك نطالب الجهات المعنية بضرورة
إيجاد حل جذري للواقع الصحي في محافظة الديوانية".
من جانبها، طالبت المواطنة أم رحيم من منطقة الحفار،
الحكومة والجهات المعنية بـ"توفير مستشفيات في الأقضية والنواحي خاصة قضاء
السنية الذي فيه مركز صحي فقط"، وتضيف السيدة لوكالة شفق نيوز، أن
"الكثير من النساء تعاني من صعوبة الوصول إلى المستشفى في مركز المحافظة بسبب
المسافة البعيدة، وخاصة النساء المقبلات على الولادة وتحتاج إلى عملية قيصرية
مستعجلة لتجنب المضاعفات الصحية".
من جهته، أكد عضو مجلس محافظة الديوانية، أحمد البديري،
أن "القطاع الصحي في محافظة الديوانية لا يرتقي إلى المستوى المطلوب لخدمة
1.4 مليون نسمة في المحافظة، حيث هناك مستشفيات (الشامية والحمزة والعفك
والديوانية العام) وبالتالي هناك 4 مستشفيات في عموم المحافظة، لكن الثلاثة الأولى
تعتمد على الأخيرة التي من المفترض هدمها لقِدم بنائها!".
وأوضح البديري لوكالة شفق نيوز، أن "مستشفيات
(الشامية والحمزة والعفك) ليس فيها صالة ولادة جاهزة للعمل، حيث أحياناً تكون
الصالة غير مهيئة، وأحياناً لا توجد طبيبة، رغم أنها أشبه بصالة ضماد وعمليات صغرى
وليست عمليات كبرى، لذلك تتم إحالة المرضى إلى مستشفى الديوانية العام".
أما المستشفيات الأهلية، "فهناك 3 مستشفيات أهلية في
مركز المدينة، وهي تجري عمليات الولادة والولادات القيصرية، لكنها لا ترتقي إلى
المستوى المطلوب أيضاً"، كما قال البديري.
وفيما يتعلق بالمراكز الصحية، بين أن "في الديوانية
14 قضاءً وفي جميعها هناك مراكز صحية، لكن ليس فيها الدعم المطلوب، ففي مركز
الاسكان الصناعي الذي يقع في وسط المدينة، رغم أنه يستقبل أعداداً كبيرة من
المراجعين، لكنه يفتقر إلى أبسط الخدمات، منها عدم توفر مولدة كهرباء، ما يعرض
الأدوية للتلف نتيجة سوء الخزن".
وتابع البديري: "أما المركز الصحي في قضاء السنية،
فهو متهالك من ناحية البنى التحتية، وتم توفير 6 مكيفات هواء فقط تحت ضغط
التظاهرات الشعبية، كما هناك نقص كبير في المختبرات، وخاصة في جهاز تحليل الدم CBC، ونقص هذا الجهاز هو في كل
القطاعات الصحية، رغم أن هذا الجهاز مهم ويفترض وجوده في كل مركز صحي".
وزاد بالقول: "تمت زيارة المركز الصحي النموذجي في
المحافظة، وطالبتُ بإزالة كلمة (النموذجي) لعدم وجود ما يتفق مع هذه الكلمة على
أرض الواقع، حيث إن المجاري فيه مغلقة منذ عام ونصف العام".
"أما قضاء البدير، فرغم أن هذا
القضاء واسع وعليه أكثر من 70 ألف نسمة، ويعتبر الممر الوحيد مع محافظة ذي قار
الذي يشهد حوادث مرورية، لكنه يفتقر لأبسط المستلزمات الصحية في ظل وجود مركزين
صحيين فيه، الأول ينتهي دوامه في الساعة 2 ظهراً والثاني الذي من المفترض أن يؤدي
خدمات أكثر، فيه طوارئ خافرة تفتقر إلى أبسط الأمور، حيث يتم تحويل المريض إلى
قضاء عفك للحصول فقط على أمبولة براسيتول!، كما أن جهاز الرنين فيه عاطل عن العمل
منذ 3 سنوات رغم أنه أشبه بالأشعة"، وفق البديري.
وفيما يخص المستشفى الأسترالي، ذكر البديري، أن
"المستشفى الأسترالي بسعة 400 سرير من المشاريع المتلكئة منذ عام 2011 لكن تم
استئناف العمل به منذ عام 2021، ووصل حالياً إلى نسبة إنجاز 47 بالمائة، وفي حال
إكماله سوف يفك اختناق مستشفى مركز المدينة بشكل كامل".
وأكد البديري، في ختام حديثه، أن "محافظة الديوانية
بحاجة إلى بناء 3 مستشفيات في المركز عدا الأقضية والنواحي، ومن المهم إنشاء
مستشفى للولادة والأطفال بالإضافة إلى المستشفى الحالي الذي لا يؤدي الغرض".