شفق نيوز/ ذكر موقع "ميدل ايست آي" البريطاني، أن الفصائل العراقية المسلحة لن تستهدف أي مصالح أو قواعد عسكرية أمريكية في العراق أو سوريا حتى إشعار آخر، حيث قررت هذه الفصائل والقوى السياسية النأي بنفسها عن معارك إسرائيل مع حزب الله اللبناني وإيران، خوفاً من أن يتسبب توسع الحروب الإقليمية المتنامية، بتدمير العراق ومواقع هذه القوى والفصائل.

ونقل التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، عن مسؤولين عراقيين وقادة فصائل مسلحة مدعومة من إيران، قولهم إن تركيزهم سيكون بدلاً من ذلك على تقديم المساعدات الإنسانية والدعم المالي للمدنيين المتضررين من الحرب الإسرائيلية على لبنان.

اغتيال نصرالله

وبعدما أشار التقرير إلى التصعيد الأخير في الحرب، بما في ذلك اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، وإطلاق إيران صواريخ باليستية ألحقت أضراراً بقواعد عسكرية في إسرائيل، قال إن ذلك أثار تقديرات باحتمال مشاركة عراقية أكبر، سواء من خلال الجيش النظامي العراقي أو الجماعات شبه العسكرية المتعددة، إلا أن مسؤولين عراقيين يقولون إن هناك اعتقاداً بأن ذلك قد يتسبب بانهيار النظام السياسي والاقتصادي والعسكري في العراق وسقوط حكومته.

ولفت التقرير إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عقد خلال الأيام الأخيرة، عشرات الاجتماعات مع قادة سياسيين وقادة الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران وكبار ضباط الأجهزة الأمنية.

ونقل التقرير عن أحد مستشاري السوداني، قوله إن رئيس الحكومة سعى خلال هذه الاجتماعات، إلى "شرح حقيقة الوضع الذي يواجهه العراق والعواقب المترتبة على تورط أي طرف عراقي في الصراع الدائر".

وأكد أن السوداني اجتمع أيضاً مع العديد من الدبلوماسيين العرب والغربيين، كما تحدث مع العديد من زعماء الدول المجاورة، بما في ذلك الرئيس المصري وأمير قطر وملك الأردن.

وبحسب مستشار السوداني، فأنه طالبهم بالمساعدة في "وقف العدوان الصهيوني المستمر على لبنان وغزة، والذي يهدد بتوسيع الصراع في المنطقة".

ونقل التقرير عن مسؤولين عراقيين وقادة فصائل قولهم إنهم يعتقدون أن العراق سيكون واحداً من أربع دول ستهاجمها إسرائيل قريباً، رداً على الهجوم الصاروخي الإيراني.

وبعدما قال التقرير إن الهجمات الإسرائيلية الدرامية والوحشية على لبنان وحزب الله خلال الأسبوعين الماضيين أثارت السعادة لدى القيادة الإسرائيلية والإسرائيليين، نقل عن مستشار السوداني قوله إن "الصواريخ الإيرانية بددت نشوتهم".

وبحسب المستشار نفسه، فإن ذلك "يعني أن إسرائيل سترد بالتأكيد على هذا الهجوم، وستهاجم العراق حتماً، كما ستهاجم سوريا واليمن، بالإضافة الى بعض المواقع النفطية في إيران"، مضيفاً أن "السوداني يحاول جاهداً حرمان الإسرائيليين من أي ذريعة يمكن استخدامها لضرب العراق".

واعتبر مستشار السوداني أن "الوضع السياسي والأمني والاقتصادي في العراق هش ولن يتحمل المغامرة من أي طرف، وأن أي تصرف غير مدروس في الأيام المقبلة سيكون ثمنه باهظاً، ويمكن أن يحرق كل شيء".

أهداف محتملة

وبحسب توقعات مصادر في الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية، فإن إسرائيل قد تهاجم عدة أهداف، بما في ذلك مقر قوات الحشد الشعبي.

ولفت التقرير إلى انتشار شائعات خلال الأسبوع الماضي، حول إعداد إسرائيل لائحة تضم 35 هدفاً في العراق، بما في ذلك مواقع وأسماء القادة السياسيين وزعماء الفصائل المسلحة، إلا أن قادة الفصائل المسلحة ومسؤولين أمنيين أكدوا أنه لا يوجد ما يشير إلى وجود مثل هذه القائمة.

ونقل التقرير عن مسؤول كبير في الحشد الشعبي قوله إن "أهدافها في العراق معروفة وواضحة، إذ أنها ستهاجم معسكرات بعض الفصائل المسلحة، بالإضافة إلى معسكرات ومقرات قوات الحشد الشعبي، وقد تستهدف بعض قادة الفصائل المسلحة".

وبعدما أشار إلى أن "الشخصيتين الوحيدتين المستهدفتين فعلياً هما أكرم الكعبي قائد حركة حزب الله النجباء، وأبو حسين المحمداوي قائد كتائب حزب الله"، قال القيادي الحشدي إن قادة الفصائل المسلحة الأخرى المرتبطين بإيران، بدلوا أدوارهم العسكرية بأدوار سياسية واقتصادية أكثر، ولم يعد لهم أي تأثير حقيقي على المقاومة المسلحة ضد إسرائيل.

وبحسب المصدر الحشدي، فإن "الإسرائيليين والأمريكيين يعرفون ذلك ويدركون ذلك جيداً، ولا مصلحة لديهم في استهدافهم".

"المقاومة الإسلامية"

ولفت التقرير إلى أنه مباشرة بعد انتهاء الهجوم الصاروخي الإيراني، أصدرت "المقاومة الإسلامية" في العراق بياناً أكدت فيه أنها لن تستهدف المصالح والقواعد العسكرية الأمريكية في العراق ما لم تساعد واشنطن إسرائيل في مهاجمة إيران، أو إذا تم استخدام المجال الجوي العراقي لشن غارات جوية إسرائيلية، مضيفاً أنه "عندها ستكون جميع القواعد والمصالح الأمريكية في العراق والمنطقة هدفنا".

ونقل التقرير عن أحد قادة حركة حزب الله النجباء قوله إن "الأطراف كافة وافقت على وقف أي عمليات عسكرية في هذه المرحلة، ولكن إذا قامت إسرائيل بضرب أي منها، فسوف يرد الجميع على الفور"، مضيفاً أن "المصالح الأمريكية والإسرائيلية في العراق والمنطقة كلها ستكون مستهدفة".

إجراءات احترازية

وذكر التقرير أن السوداني وضع القوات العسكرية العراقية كافة في حالة تأهب قصوى منذ مساء الثلاثاء، بينما لم يظهر معظم قادة الفصائل المسلحة علناً منذ ذلك الحين.

ونقل التقرير عن قادة في الحشد قولهم إن قيادة الحشد عقدت اجتماعاً الاثنين الماضي لمناقشة آخر التطورات وسبل تأمين مكاتبها وقواتها، وأنه وفقاً لأحد من حضروا هذا الاجتماع، فقد تم الاتفاق على تجنب الانخراط في الصراع الإقليمي المتصاعد، بما في ذلك مهاجمة القوات الأمريكية في العراق، وهو ما فعلوه مراراً وتكراراً قبل بداية هذه الحرب، كما قرروا الحد من عدد العناصر القتالية في مقرهم وإبلاغ القادة بتجنب التواجد هناك أيضاً.

وبالإضافة إلى ذلك، ذكر التقرير أن قيادة الحشد وافقت على توجيه تعليمات صارمة لجميع القادة بضرورة عدم تورط جميع المقاتلين المسجلين لدى التنظيم في الصراع الإقليمي بأي شكل من الأشكال.

ونقل التقرير عن مصدر في الاجتماع قوله إنه "إذا قرروا خوض المعركة، فعليهم ألا يستخدموا مقاتليهم المسجلين في كشوف مرتبات الحشد الشعبي، أو مركباته أو معداته".

وأشار التقرير إلى أن أحد كبار القادة، الذي كان مشاركاً في الاجتماع، وصف الوضع بأنه "حساس للغاية، وأن أي خطأ، سندفع جميعا ثمنه"، مضيفاً "نحن مستهدفون، ومواقع قواتنا ومقراتها ومستودعات أسلحتها مكشوفة ومعروفة، فلا مجال لأي عمل غير محسوب. نحن قوات نظامية، لذا فإن خيارنا هو خيار الحكومة. الأمر بهذه البساطة".

ترجمة وكالة شفق نيوز