شفق نيوز/ ذكر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، أن الحكومة العراقية تحاول تسريع عملية تحديد جدول زمني لسحب القوات الاميركية من العراق، في إطار محاولة لسحب البساط من تحت اقدام الميليشيات المدعومة من ايران، وتوفير بعض الهدوء قبل الانتخابات البرلمانية في تشرين الاول المقبل.
وبالنسبة الى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، فان انهاء الهجمات على الأهداف الاميركية في العراق، لن يكون قريبا.
وأشار الموقع البريطاني في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الى الهجوم الجديد الذي تعرض له مطار اربيل مساء الأربعاء بواسطة طائرة "درون"، والذي لم يوقع اصابات، لكنه أثار الكثير من الضجة.
واعتبر الموقع أنه من خلال تحديد جدول زمني للانسحاب وجعل واشنطن تلتزم علانية بهذه الجداول، فإن ذلك سيريح حكومة الكاظمي من ضغوط هائلة، ويتيح لها مساحة أكبر للمناورة الى حين انتخاب برلمان جديد وتشكيل حكومة جديدة.
وكانت خطوات تسريع العملية بدأت بالفعل قبل هجوم أربيل، حيث أعلن الكاظمي تشكيل اللجنة العسكرية الفنية التي يترأسها الفريق عبد الأمير يارالله.
وقالت مصادر عراقية للموقع البريطاني؛ أنه في يوم السبت الماضي، سعى الفريق التفاوضي العراقي الى المتابعة حيث التقى السفير الاميركي وبعض المسؤولين العراقيين حول التفاصيل المرتبطة بتشكيل اللجان بهدف تسريع الخطوات.
وقال أحد أعضاء الوفد التفاوضي للموقع ان "الادارة الاميركية الحالية مدركة للأسباب التي جعلتنا نضغط عليهم من اجل تسريع تشكيل اللجان الفنية والبدء بتحديد مواعيد زمنية". وأشار إلى ان واشنطن حريصة على أن تبرهن على مصداقية البيان الصادر الأسبوع الماضي، في ختام جولة الحوار الاستراتيجي الأميركي - العراقي.
واوضح العضو في الوفد ان الكاظمي اعلن تشكيل اللجنة الفنية برئاسة يارالله، ونحن بانتظار الجانب الأميركي ليعلن تشكيل لجنته وليحدد ممثل الرئيس من أجل البدء بالمرحلة الثاني من المفاوضات.
وتابع "سيكون هناك اجتماع للجان العراقية-الاميركية، ربما هذا الاسبوع او الاسبوع المقبل. ومن المرجح ان الاجتماع سيعقد في بغداد وسيكون وجها لوجه، لكن اذا انضم مسؤولون من واشنطن الى اللجنة، فإن الاجتماعات ستكون عندها عبر تقنية الفيديو".
وقال مفاوضون عراقيون للموقع البريطاني انه يتحتم على العراق تأمين البعثات الديبلوماسية الغربية وقوات التحالف كجزء من الاتفاق، من اجل ان تثبت بغداد انه قادرة على الإمساك بالأمن للمسؤولين الغربيين بعد الانسحاب العسكري المفترض.
وقالت مصادر للموقع؛ إنه خلال اجتماع عقد الخميس الماضي مع رئيس الحكومة العراقية لاطلاعهم على نتائج الحوار الاستراتيجي، فإن قادة غالبية الكتل الشيعية عبروا عن "دعمهم وارتياحهم" للكاظمي.
وأشار الموقع لكن الصورة التي خرجت من الاجتماعات التي عقدت يومي الجمعة والسبت في منزل زعيم كتلة الفتح هادي العامري ومنظمة بدر، كانت مختلفة.
ونقل عن قادة في الفصائل قولهم؛ إن المحادثات التي شملت عصائب اهل الحق وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء، نتج عنها انقسام كبير بين الفصائل المدعومة من ايران.
وفي حين اعتبر بعض المشاركين في المحادثات؛ أن نتائج الحوار الاستراتيجي الأميركي-العراقي، تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح وانجاز، فإن آخرين اعتبروا أنها "خدعة" اتفق عليها الكاظمي مع الاميركيين حيث لا توجد خطوات محددة ولا جداول زمنية للانسحاب ولا تغيير حقيقيا في وضع قوات التحالف، بحسب ما أكد قائد احدى الفصائل القوية المدعومة من إيران.
واشار القيادي إلى ان كتائب حزب الله كانت الأكثر تشددا ورفضت نتائج المفاوضات الاميركية - العراقية، ثم جاءت بعدها عصائب اهل الحق في الدرجة الثانية.
واعتبر الموقع؛ أن ذلك يعني ان الهجمات لن تتوقف وانه حتى الايرانيين لا يمكنهم وقفها هذه المرة، وأنه طالما أن الفصائل الرئيسية ما زالت تنكر ارتباطها بهذه الهجمات، فإن أحدا لا يملك القدرة على وقفها، وان الساحة العراقية ستشتعل مجددا بحسب القيادي.
ترجمة: وكالة شفق نيوز