شفق نيوز/ بمناسبة اليوم العالمي للطفولة، سلط تقرير فنلندي، الضوء على مستقبل الطفولة في العراق، مشيراً إلى أنهم ما يزالون يكافحون للهروب من تداعيات العنف والنزوح والإرهاب نتيجة للمأساة التي شهدها البلد، ما بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003.
وذكر تقرير لصحيفة "ديلي فنلند" الفنلدية، ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "علماء النفس توصلوا الى ان سنوات العنف الدموي والنزوح والانقسام الاجتماعي والأزمات السياسية في العراق، قد ألحقت أضراراً جسدية ونفسية عميقة بالأطفال"
وبحسب التقرير، فإن الولايات المتحدة وبعد سنوات من الغزو العسكري، انسحبت على عجل من العراق في العام 2011، فاستفاد تنظيم داعش من الفراغ الامني الذي نشأ ووسع سيطرته على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية، بما في ذلك محافظة صلاح الدين، حيث يقع منزل الطفل هذال. صبار.
وتناول التقرير الفنلندي، قصة الطفل "هذال صبار" البالغ من العمر 10 سنوات، والذي ولد في قضاء الضلوعية ضمن محافظة صلاح الدين.
ونقل التقرير عن شلال الشمري، وهو جد هذال، قوله ان "ارهابيي داعش هاجمونا داخل المنزل بعد غروب الشمس واخذوا ابنائي الثلاثة. وقبل ذلك قتلوا والد هذال صبار"، فيما رحلت والدة الطفل من المنزل المحطم بعد ذلك.
ومنذ ذلك الوقت، يعيش هذال صبار مع جده (80 عاما) الى جانب ارامل اعمامه الثلاثة، وابناء عمومته ال7 الاصغر منه سنا، وفقاً للتقرير الذي أضاف: "لكي يتمكن من المساهمة في اعالة الاسرة، فان هذال، وهو في السنة الثالثة الابتدائية، يمضي وقت فراغه في رعي الاغنام".
وأشار التقرير، إلى أن القوات العراقية وبعد أكثر من عامين من المعارك الشرسة، حررت في العام 2016 محافظة صلاح الدين من مسلحي داعش، الا ان الذين واجهوا فظائع التنظيم الارهابي ما زالوا تطاردهم تجاربهم المأساوية.
ونقل التقرير الفنلندي أيضاً، عن الشمري قوله إن "هذال صبار ما يزال يعاني من اضطراب في النوم ويستيقظ في احيان كثيرة ليلا خائفا وهو يصرخ قائلا "مقاتلو داعش قادمون الينا".
ونقل التقرير عن الطبيب ماهر عباس، من بغداد، قائلا إن "مشاهد الدمار المروعة والجثث الممزقة المبعثرة في الشوارع ومشاهد مقتل افراد عائلاتهم وأقاربهم وأصدقائهم ستبقى راسخة في أذهان أطفال العراق، وتترك بصمات نفسية سلبية على سلوكهم المستقبلي".
وبحسب الناشط الاجتماعي حسين محمد، الذي يعمل ضمن فريق الضلوعية التطوعي لرعاية الايتام والعائلات المحتاجة، فقد نقلت عنه وكالة انباء "شينخوا" قوله ان الصدمات النفسية التي يعاني منها هؤلاء الاطفال غالبا ما تستمر لسنوات طويلة، مردفاً: "شاهدنا العديد من حالات الاطفال الذين يطاردهم الرعب مثل الكوابيس وغيرها من المشكلات النفسية، لانهم راوا مسلحي داعش يقتادون افراد عائلاتهم ويقتلونهم في بعض الأحيان".
ونقل التقرير، عن حسين محمد قوله "اننا نبذل قصارى جهدنا لمساعدة هؤلاء الاطفال، لكنني لا ارى حتى الان اي حل شامل من اجل حماية الاطفال العراقيين من دون خلق بيئة سياسية واجتماعية مستقرة، والتي تعتبر ضرورية من اجل تحقيق التقدم في مجال حماية الاطفال".
وختم التقرير الفنلندي، بقول الطفل هذال صبار: "أريد أن أصبح طياراً" وهو ما يزال يحلم بأن يحققه، على الرغم من العيش في فقر وعدم اليقين بشأن المستقبل.