شفق نيوز/ اعتبر موقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي، يوم الاثنين، ان عودة سوريا الى الجامعة العربية تمثل "منارة أمل" بعد أكثر من عقد على الحرب فيها، من خلال دور عربي للمساعدة لإنجاح عملية السلام فيها، وهو أمر لم تقم به الدول الكبرى.

وبداية، قال التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، ان الشرق الاوسط كان دوما منطقة استراتيجية مهمة، لأنه يربط الغرب بآسيا، وليس فقط لأنه منتج للنفط والغاز، وانما ايضا لان طرق التجارة تمر فيه نحو العالم، كقناة السويس السويس.

وبالاضافة الى الاهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة، فانها ايضا تشهد صراعات كبيرة على مستوى العالم، من الحرب على الارهاب في العراق، والطموحات النووية الايرانية، والصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وخطر تنظيم داعش، وصراعات اخرى، كما في سوريا مثلا التي جذبت انتباه العالم ووسائل الاعلام مؤخرا بعد اعادة قبولها في الجامعة العربية.

وبعدما لفت التقرير الى الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به سوريا، بين العراق واسرائيل والاردن وتركيا ولبنان على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، اشار الى ان الحرب مزقتها في الربيع العربي عندما اندلعت حرب أهلية دامية في البلاد بأكملها، واصبحت معزولة بسبب حملة القمع التي قام بها نظام الرئيس بشار الأسد.

واوضح ان المنطقة التي تقع فيها سوريا وفلسطين والعراق وتركيا هي أقدم مكان مأهول على وجه الأرض، وهي كانت مكاناً لغالبية الأنبياء والمرسلين، وبالتالي فهي مسقط رأس الديانات الابراهيمية الثلاثة، الاسلام والمسيحية واليهودية.

وتابع التقرير أن سوريا تعرضت للحكم الاستعماري بعد الحرب العالمية الاولى عندما انهارت الإمبراطورية العثمانية ودخلت القوات الفرنسية المنطقة، واستمر الاحتلال الفرنسي حتى حصلت سوريا على استقلالها في العام 1945، ثم انضمت إلى "الجمهورية العربية المتحدة" التي تضم مصر وسوريا، وانفصلت سوريا عن هذه الوحدة في العام 1961 بعد انقلاب عسكري.

واضاف انه خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، شهدت سوريا اضطرابات وحالة طوارئ وانظمة حكم عسكرية.

وتابع ان بشار الاسد استكمل إرث والده حافظ الأسد الذي توفي في العام 2000، وسيطر على حزبه والبلد بشكل فعال إلى أن جاء الربيع العربي في العام 2011، وهو ما غير مسار السياسة الداخلية حيث وقفت الاغلبية المهمشة من السنة ضد سياسات بشار الاسد القاسية والتمييزية.

وبين التقرير أنه صار هناك آمال كبيرة بحل هذه الحرب الأهلية التي دامت عقدا من الزمن واودت بحياة الالاف من الاشخاص، مضيفا أن اعادة قبول سوريا في الجامعة العربية هو بمثابة ضوء أخضر من الدول العربية الأخرى لتسريع عملية السلام في سوريا التي مزقتها الحرب.

إلى ذلك، تناول التقرير التغييرات الكبيرة التي شهدها الشرق الاوسط في السنوات الأخيرة، من بينها مثلا التطبيع بين الإمارات واسرائيل والتقارب السعودي الايراني.

وبالاضافة الى ذلك، فقد رحبت الجامعة العربية في 8 ايار/ مايو 2023، بعودة حكومة الأسد الى صفوفها، وإنهاء عزلة استمرت 11 عاما.

واردف بالقول ان الخبراء يقولون إن هذا التطور جزء من رؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتطبيع العلاقات مع دول الشرق الأوسط بما في ذلك قطر وايران، مشيرا الى ان الاجتماع الاخير لوزراء الجامعة العربية أكدوا حرصهم على بذل جهودهم لحل الصراع السوري لتجنب العواقب غير المرغوب فيها للازمات الإنسانية والسياسية والامنية.

وبينما ذكر التقرير بتصريح الامين العام للجامعة العربية بأن "هذا القرار سيساعد الدول العربية على فهم المشكلة بشكل شامل"، لفت الى ان بعض الوزراء العرب اعتبروا ان هذه الخطوة "بداية وليس نهاية لحل النزاع".

واستكمل التقرير أن دور القوى العظمى كالولايات المتحدة وروسيا على سبيل المثال، كان مهما في الصراع السوري، حيث تدعم روسيا نظام الأسد اقتصاديا وعسكريا، بينما تدعم الولايات المتحدة في المقابل قوات سوريا الديمقراطية، بالاضافة الى ان تركيا لديها نزاعات حدودية مع سوريا خاصة فيما يتعلق بالأقلية الكوردية، مشيرا إلى أن كل هذه الصراعات تسببت في خلق فوضى في سوريا.

واكد التقرير ان القوى العظمى والدول المجاورة المذكورة، لم تلعب أي دور ايجابي لحل النزاع السوري، ولهذا فان قرار اعادة قبول سوريا مجددا في الحظيرة العربية سيؤمن لسوريا على الاقل منصة لإصلاح علاقاتها مع دول المنطقة.

وختم التقرير بالقول انه من المقرر أن تشهد سوريا التي وقعت ضحية للاضطرابات المدنية والإرهاب والأزمة الإنسانية والحرب، "منارة أمل بعد ما يقرب من عقد من الزمان"، مضيفا ان هذا التطور الايجابي لاعادة قبول سوريا في الحظيرة العربية، سيشهد حرص الدول العربية على انهاء الحرب الاهلية في سوريا وإيجاد حل سلمي يكون مقبولا لجميع المكونات.