شفق نيوز/ مدينة يحضنها جبل متين من الشمال، وجبل كاره من الجنوب، وتلفها العيون والينابيع المتدفقة لترسم صورة فريدة لمدينة تسكن قلعة ترتفع (1400م) عن سطح البحر.. بيضاوية الشكل ترتكز على قطعة صخرية واحدة محدودة المساحة تقدر بحوالي (3600م2) تكثر فيها الجداول والينابيع والعيون، تحيط بها البساتين من كل الجوانب حيث تبدو وكأنها حجر كبير وسط حديقة غناء.
اسمها بتحليل كوردي واخر بتاريخ إسلامي.. العمادية او آميدي قلعة مسكونة منذ الازل.. صخرة تحدت كل من حاول الدخول اليها عنوة..
في شمال محافظة دهوك يبرز اسم العمادية او آميدى المدينة التي تجلت في على مساحة صغيرة من الأرض بتاريخها وعراقتها وشواهدها التي تخلد جزءا هاما من تاريخ المنطقة.
يتوسطها قلعة تعود اصولها الى الألف الثامن قبل الميلاد من دون ان تتمدد جغرافيا.
هي العمادية او آميدي ظلت مساحة الالف كيلو متر مربع تسجل التاريخ منذ قرون؛ وازهى هذه عصور القلعة حسب الدكتور (برفان آميدي) المختص في مجال التاريخ بجامعة دهوك تعود الى عهد السلطان حسين الولي في القرن السادس عشر ميلادي الذي اهتم بشكل ملفت للنظر بالثقافة والعلم وجميع نواحي الحياة وباتت العمادية في عهده ملتقى للعلماء من الدول الاسلامية.
مدينة تصغر ولا تكبر قلعة تنهشها قساوة الطبيعة.. قاومت المحتلين والغزاة والطامعين الا انها لم لاتستطيع مقاومة الطبيعة.. فهي لاتستوعب ابناءها الجدد لضيق المساحة والمكان.
ابناء هذه القلعة يضطرون الى ترك مدينتهم لاكرها لها وانما لعدم توفر مكان للسكن .
حسين احمد من اهالي العمادية يتحدث لوكالة شفق نيوز عن معاناة اهل العمادية بالقول "ولدت في العمادية وكان همي الوحيد ان ابنائي سيضطرون الى ترك القلعة عندما يتزوجون.. العماديون يتكاثرون خارج مدينتهم.. وهذا هو حال القلعة منذ الازل".
ويقول رجب العمادي الذي يعيش حاليا مع زوجته وأطفاله في منزل مؤجر خارج القلعة في حديث لوكالة شفق نيوز، "ازور القلعة بين حين واخر، لا أطيق الخروج من القلعة؛ ولكن هذا هو حكم هذه المدينة وهناك الكثير من العماديين يعيشون الان في دهوك وغيرها من المناطق".
علماء الآثار تحدثوا عن العمادية كما يقول الكاتب والمؤرخ فريق عبدالرحمن بأنها هي مدينة آمات الواردة في الالواح الآشورية، ولعل اقدم ذكر لها كان في سجلات أخبار الملك الاشوري شمس آدات الخامس (823-810) ق.م والتي وردت في مسلة الملك شمس آداد الخامس التي عثر عليها في القصر الجنوبي الغربي في نمرود وهي موجودة حالياً في المتحف البريطاني تحت رقم (110) ونشر ترجمتها العالم الآثاري لوكينيل، وكذلك ذكرها الملك الآشوري آداد نيراري الثالث (805-782)ق.م بالتسمية ذاتها في مسلته التي تتضمن اعماله وفتوحاته الموجودة حالياً في متحف اسطنبول للاثار، وكان لها في عهد الأشوريين اهمية كبيرة من الناحيتين الاستراتيجية والاقتصادية اذ كانت القوافل التجارية تمر بها حاملة البضائع من بلاد آراتي الى بلاد آشور، كما كانت الجيوش الآشورية تسلكها في غزواتها فتمر من مضيق دهوك… الا ان المدينة تفتقر الى اي اثر يخص الاشوريين سوى التماثيل المنحوتة عند باب الموصل…. والتي يعود زمنها الى العصر الفرثي بين عام (1841ق.م -826ب.م)
المدينة الجميلة العمادية تشتهر بمواقعها الأثرية من البوابات والجوامع واضرحة سلاطين حكموا المنطقة في بوتقة امارة بادينان بالقرن السادس الميلادي والزاخرة بتخريج مشاهير في مجالات العلم والفن والثقافة والتربية اضافة الى موقعها السياحي الخلاب كل ذلك لم تشفع لاهاليها بالبقاء في قلعتهم التي حافظت على صمودها ليومنا هذا.