شفق نيوز/ حذر تقرير أوروبي، يوم الأحد، من الثقافة العالمية التي تعزز مفهوم الحروب في العالم، وفيما اشار الى تطلع تجار الأسلحة لما يسمى "الحرب المثالية"، تطرق إلى ما جرى في العراق كـ"مثال حي"، وقت توجد بؤر ساخنة عدة قد توقد فتيل نزاع عسكري جديد.
وبداية، ذكر معهد "أوبن ديموكراسي" الأوروبي، في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز، أن انتعاش صناعة الأسلحة، تعني الحاجة إلى حروب، ويفضل أن تكون طويلة الأمد، وتدخل مرحلة الجمود المدمر.
الحرب وإنتاج أسلحة
وأضاف التقرير الأوروبي، أن "تجار الأسلحة في العالم وظيفتهم الرئيسية، كسب الأموال للمساهمين مع ضمان رواتب ملائمة والمزيد من المكافآت للمدير التنفيذي، وكبار أعضاء مجلس الإدارة".
وبالنسبة لتجار الأسلحة، فإن "الحرب المثالية" هي تلك التي تصل الى مرحلة الجمود العنيف الذي يخلق الطلب النهم على الأسلحة واستبدال المعدات العسكرية القديمة، في حين أن كل طرف يسعى باستمرار إلى تطوير أسلحته وتكتيكاته، ووفق هذا المفهوم، فإن "الأرباح أهم من الأرواح".
كما أن السيناريو "الأفضل" بالنسبة إلى تجار الأسلحة، هو بيع الأسلحة إلى دولة أخرى غارقة في حرب لا نهائية لا تخوضها دولتهم، لكن السيناريو "المفضل"، أن يتمكن التجار من بيع الأسلحة إلى الطرفين في الوقت نفسه، بحسب التقرير.
خسائر وأرباح
ولفت التقرير، إلى أن "العالم في الواقع الحقيقي توصل في أوائل القرن الـ21، إلى نتائج غير عادية ومروعة، وأن حرب التحالف بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان كانت طويلة، وساعدت 20 عاماً من الصراع بالتأكيد صناع الأسلحة في العديد من البلدان على كسب الكثير من الأموال، تماماً مثلما فعلت الحرب الأقصر في العراق والتي استمرت 8 سنوات".
واشار التقرير إلى أن "أي من الحربين لم تحظ بشعبية خاصة في الوطن، وكلاهما وصل إلى نهاية كارثية إذ أن مئات الآلاف من الأشخاص قتلوا وتم تدمير دولتين، وفي الوقت نفسه كان هناك الكثير من الأرباح لصانعي الأسلحة".
العراق "مثال حي"
ولتوضيح الفكرة، استعان التقرير بحرب العراق، حيث قال إن "هذا البلد انتقل إلى حرب أكثر تعقيدا، حيث خرج تنظيم داعش بسرعة من الفوضى التي خلقتها قوات التحالف"، مؤكداً أن "الحرب لم تنته حتى الآن، وبالتالي فإن الأرباح ما تزال مستمرة".
وعن الحرب على داعش، نقل التقرير عن موقع "AirWars" (حروب جوية)، إشارته إلى الهجوم على نحو 30 ألف هدف باستخدام أكثر من 100 ألف صاروخ وقنبلة موجهة، بينما قتل ما لا يقل عن 60 ألف شخص، بينهم عدد من عناصر المجموعات المسلحة التابعة لداعش، إلا أن الآلاف كانوا من المدنيين من جميع الأعمار، في حين لم يقتل أي عسكري غربي، باستثناء خلال وقوع حوادث عرضية.
مناطق نزاع جديدة
لكن الآن، رأى التقرير الأوروبي، أن "هناك العديد من النزاعات حول العالم التي تبحث عنها شركات الأسلحة على أمل جني الأرباح، من منطقة المحيطين الهندي والهادئ حيث توجد الكثير من الفرص الجديدة لتسويق الأسلحة، حيث تتلاقى المناورات الصينية حول تايوان مع تزايد النشاط العسكري الأمريكي، مما أدى إلى تزايد مبيعات الأسلحة في أنحاء جنوب شرق آسيا، حيث تستثمر كل من ماليزيا وإندونيسيا والفلبين، بكثافة في شراء الأسلحة، خاصة في القوات البحرية الجديدة".
وأما أستراليا، فإنها تتحد بموقفها العسكري مع الولايات المتحدة وبريطانيا في "برنامج اوكوس" لامتلاك غواصات هجومية جديدة تعمل بالطاقة النووية.
كما هناك تطور في سباق التسلح بين الهند وباكستان، حيث يستثمر كل منهما في أجيال جديدة من صواريخ الدفاع الجوي، فالأسلحة الباكستانية الجديدة تتركز على امتلاك صواريخ "اس-400" من روسيا، وبينما تشهد الهند مشكلات مع الصين، إلا أنها مهتمة أيضا بالروابط القوية بين الصين وباكستان.
وبالإضافة إلى ذلك، ذكّر التقرير بحرب روسيا في أوكرانيا والتي تبين أنها طويلة ووحشية، في ظل وقوع العديد من الكوارث والخسائر الكبيرة في الأرواح، مشيراً إلى أن "من غير المرجح أن يتمكن الهجوم الأوكراني المضاد من إجبار روسيا على الموافقة على شروط وقف القتال".
وتابع التقرير أن "القطاع العسكري الروسي أظهر أنه قادر على الاستمرار في إنتاج كميات كبيرة من المدفعية والذخيرة، بينما تعلمت القيادة الروسية من بعض أخطائها المبكرة، وما يزال الرئيس فلاديمير بوتين في موقع السيطرة الصارمة".
وختم التقرير بالقول إن "أوكرانيا ما تزال تتلقى الكثير من الأسلحة والذخيرة والعتاد من حلف الناتو"، مرجحاً أن "الحرب قد تستمر لسنوات وليس لشهور، وهو ما يخلق الظروف المثالية لشركات الأسلحة لتحقيق الأرباح".
وخلص التقرير الأوروبي، إلى القول: "بينما يتجه الصراع في اوكرانيا ببطء نحو (الحرب المثالية)، فان ذلك سيعني أن المزيد من الناس سيموتون، وسيجري تدمير المزيد من البلدات والقرى، وهو ما سينظر إليه في ظل ثقافتنا العالمية للحرب، على انه بمثابة أضرار جانبية فقط".