شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "آسيا تايمز" التي تتخذ من هونغ كونغ مقرا لها، أن ما يجري في العراق يمثل قصة إخفاق امريكية، وان التوقف الحالي في العنف هو مؤقت، لكن "البلد منهك"، مشيرة الى ان الازمة القائمة تعكس استمرار تقلص دور الولايات المتحدة في العالم.
وتحت عنوان "بوجود القتلة في موقع المسؤولية، يواجه العراق المزيد من الفوضى والويلات"، ذكر التقرير، الذي نشرته الصحيفة باللغة الانجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، أن اقتحام المنطقة الخضراء في بغداد مؤخرا، ترك العراق في مأزق غير مستقر في ظل مفاوضات سياسية غير حاسمة.
وبداية ذكر التقرير بمذكرة الاعتقال الصادرة بحق الزعيم الصدري مقتدى الصدر في العام 2003، فيما يتعلق بمقتل السيد عبدالمجيد الخوئي عند مقام الامام علي في النجف، بعدما نقله الامريكيون الى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، مشيرا الى أن قاضياً عراقياً أصدر المذكرة، وان القوات الامريكية تعهدت باعتقاله وجلبه إلى العدالة، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
واعتبر التقرير، أن قضية الخوئي ومذكرة اعتقال الصدر التي لم تتحقق، تمثل قصة من الاخفاقات العراقية وتخبط الولايات المتحدة والتدخل الإيراني الذي أبقى العراق في حالة مزمنة من الفوضى.
كما اشار التقرير الى الاشتباكات التي وقعت في المنطقة الخضراء في بغداد، مع مسلحي التيار الصدري، معتبرا أن التوقف القائم حاليا في العنف، ليس سوى فترة استراحة.
وتابع قائلاً، ان الصدر كان قد طلب من نوابه الاستقالة من البرلمان قبل وقوع الاشتباكات وانه سيعتزل العمل السياسي، مشيرا الى ان هذا الموقف يمثل "مناورة لعبها من قبل".
وحول الازمة السياسية الحالية، ذكر التقرير أنه بمثابة "تنافس غير قابل للحل"، مضيفا أنه في ظل "الفساد المستشري في البلاد فإن السياسة الداخلية تعكس ساحة معركة مفتوحة، مشيرا الى الصراع بين الصدر وبين الإطار التنسيقي الذي يضم قوى مدعومة من إيران، ومن بين قياداتها رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي الذي ما يمكن تذكره عنه إستخدامه القوات الامنية ضد خصومه بما في ذلك السنة والمكونات المسيحية.
ونقل التقرير عن الصحفي نيد باركر الذي كان مراسلا لوكالة "رويترز" قوله في مقال في العام 2012، إن "رئيس الوزراء نوري المالكي يترأس نظاما يعم فيه الفساد والوحشية، ويستخدم فيه الزعماء السياسيون قوات الأمن والميليشيات لقمع الأعداء وترهيب عموم الناس".
وكان باركز نشر مقاله هذا في مجلة "فورين أفيرز، العام 2012 تحت عنوان "العراق الذي تركناه خلفنا"، وبعنوان فرعي يقول "مرحبا بكم في الدولة الفاشلة التالية في العالم".
وتساءل التقرير عما بإمكان الولايات المتحدة أن تقوم به متابعا ان الازمة العراقية بالنسبة إلى الولايات المتحدة، تعكس التراجع المعلن أمريكياً كزعيمة عالمية خلال العقد الحالي.
وبعدما أشار التقرير إلى أن الفوضى العراقية تحل في المرتبة الثانية بعد المثال الآخر لازمة اقليمية كبيرة تتمثل بالانسحاب الامريكي الاخرق من افغانستان وانهيار نظامها الحاكم والعودة السريعة لحركة طالبان، المتصادقة مع الإرهاب.
ولفت الى ان الرئيس الامريكي جو بايدن يسعى للتحول والانتقال من حملات نشر الديمقراطية والتدخلات الجزئية، الى التنافس والمواجهة الجيوسياسية التقليدية القديمة والتي تعكس الان التمحور في مواجهة الصين.
وتابع ان استجابة بايدن للازمة العراقية الحالية كانت هادئة، وهو خلال اتصاله الهاتفي مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أشاد بقوات الأمن، وقدم التعازي بضحايا العنف داعيا إلى الحوار، لكن لم يتم التطرق إلى الدعوة جديدة من محكمة عراقية من أجل اعتقال الصدر.
وختم التقرير بالاشارة الى ان العراق يشهد هدوءا في الوقت الحالي، وهو ربما يكون منهكا، مضيفا انه "من الصعب كسر الجمود، فالصدر يريد انتخابات جديدة، والمالكي يريد استمرار البرلمان المنتخب من دون الصدر"، مشيرا الى ان المحادثات العراقية من اجل محاولة إحياء الخطاب السياسي الطبيعي، لم تتم بشكل جيد، وقاطعها مقتدى الصدر".