شفق
نيوز/ يحذر مختصون أمنيون وسياسيون من أن أي رد فعل عسكري عراقي ضد إسرائيل بسبب
هجومها الأخير على لبنان، سيؤدي إلى نتائج "كارثية"، حيث يرجحون تنفيذ تل
أبيب ضربات مباشرة لأهداف حيوية مثل الموانئ والمصافي النفطية والمنظومات
الكهربائية العراقية.
وشن
الجيش الإسرائيلي يوم أمس هجمات صاروخية وغارات جوية على جنوب لبنان أسفرت لغاية
كتابة هذا التقرير عن 558 قتيلاً و1835 جريحاً وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة
اللبنانية.
مخاطر
استهداف العراق
وفي
هذا السياق، يشير الخبير الأمني، سيف رعد، إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي،
بنيامين نتنياهو، يحاول جر محور المقاومة والمنطقة إلى التصعيد والصدام من خلال
حرب لبنان التي لها تداعيات خطيرة وكبيرة على المنطقة والعراق".
ويضيف
لوكالة شفق نيوز "أما وحدة الساحات فمن الناحية العسكرية من الصعب القيام
بعمل نافع ضد الكيان الصهيوني لبعد المسافة، وقد تسبب إحراجاً للحكومة وفرض عقوبات
على البلاد".
ويتابع
"وقد يُستهدف العراق بشكل مباشر من قبل الكيان الصهيوني باستهداف أماكن
حيوية، مثل ميناء البصرة أو مصافي النفط أو منظومات الكهرباء، ما يشكل عائقاً أمام
الحكومة والفصائل المسلحة".
ويؤكد
رعد على أهمية "دراسة الوضع من جميع الجهات، وتقديم المساعدات للشعب اللبناني
إنسانياً وطبياً وغيرها كما أشار إلى ذلك المرجع السيد السيستاني، فضلاً تقليل
البعثات الدبلوماسية كما دعا إلى ذلك مقتدى الصدر، فهي لها تأثير في الوقت
الراهن".
رد "تنسيقية
المقاومة"
بدوره،
يقول عضو المكتب السياسي لحركة "عصائب أهل الحق"، سلام الجزائري
"بما أن الصهاينة بدأوا بحرب مفتوحة على جنوب لبنان بل على جميع أنحاء لبنان،
فهذا يحتم على جميع الشرفاء التدخل ومساعدة ومعاونة اللبنانيين سواء الشعب أو
المقاومة".
ويوضح
الجزائري لوكالة شفق نيوز، أن "بيان المرجع الأعلى السيد السيستاني كان
واضحاً بالدفاع عن وحدة لبنان، وطلبه بحملة إغاثة كبرى جاء لمعرفته بأن العدو همجي
وسوف يقتل ويشرد، لذلك نشر هذا البيان الاستباقي من أجل إجراء التحضيرات للكارثة
التي سيحدثها العدو".
وعن
موقف "تنسيقية المقاومة"، يبيّن أن "موقف تنسيقية المقاومة في
العراق ثابت ومتعاون في جميع المحاور، أما الرد فإن هناك تكتيكاً تستخدمه المقاومة
العراقية للرد المناسب على الاحتلال الصهيوني، ويتنوع الرد بين مسيّرات وصواريخ
ومقذوفات متطورة".
ويؤكد
أن "المقاومين سواء في العراق أو لبنان أو اليمن يمتلكون أسلحة متطورة، وكلما
صعّد العدو أكثر كلما استخدمت المقاومة أسلحة متطورة مؤثرة أكثر، وفي ظل إصرار
العدو على إراقة الدماء فإن الحرب ستكون مفتوحة جواً وبراً وبحراً كما أعلن عن ذلك
نصر الله".
ويلفت
إلى أن "هناك استعداداً شعبياً للذهاب إلى ساحات لبنان، لكن الحرب الظاهرية
سوف يستغلها العدو الذي يمتلك صواريخ مدمرة، وفي حال استمرار العدو في القتل
العشوائي سيكون الرد من جميع الجهات وباستخدام أسلحة متطورة".
تهديد
لاستقرار المنطقة
من
جهته، يحذر أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات الدولية في الجامعة الأردنية، حسن
المومني، من أن "التصعيد في لبنان إذا خرج عن نطاق السيطرة بفتح جبهة بمستوى
غزة، فسوف يؤثر على استقرار المنطقة سياسياً واقتصادياً وحتى اجتماعياً من حركات
نزوح وغيرها".
ويضيف
المومني لوكالة شفق نيوز، أن "هذا يأتي في وقت والمنطقة تعاني منذ العام 2011
من اضطرابات وصراعات، لذلك المنطقة لا تحتاج إلى تصعيد إضافي يعقد الوضع
أكثر".
"لكن
نتنياهو يسعى لفصل الجبهات بين المقاومة في لبنان وغزة، وكذلك يسعى للضغط على
الدولة اللبنانية لتضغط بدورها على حزب الله من أجل وقف الدعم والإسناد، لكن هذا
لم ولن يتحقق"، بحسب الخبير الأمني والباحث السياسي من لبنان، حسن العليان.
ويؤكد
العليان لوكالة شفق نيوز، أن "الدولة اللبنانية وقفت إلى جانب المقاومة كما بيئة
المقاومة ازدادت أكثر رغم كل المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي منتهكاً في
استهدافاته كل القرارات الدولية بدعم ومباركة وتأييد أمريكي مع تواطؤ عربي الذي
لولاه لما تجرأ على التمادي في العدوان بغزة ولبنان والعراق واليمن وإيران".
فيما
يرى المستشار في القانون الدولي من إيران، هادي عيسى دلول، أن "إسرائيل تنقص
من عمرها كلما دخلت حرباً، لأن السلاح الموجود معها يدفعها إلى معركة الهلاك طالما
هي وحدها في المعركة".
ويبين
لوكالة شفق نيوز، أن "أمريكا تزود إسرائيل بالمال والسلاح فقط دون التواجد
معها على الأرض، أما الاتحاد الأوروبي فهو في غيبوبة بسبب حرب أوكرانيا، لذلك
الحرب المباشرة صعبة على إسرائيل ما دفعها للجوء إلى المنصات الصاروخية للضرب من
بعيد".
تحذير
من التصعيد العراقي
لكن
في المقابل، يقول الخبير الأمني والإستراتيجي، علاء النشوع، إن "حرب لبنان هي
حرب يمكن أن نطلق عليها اسم الحرب المحدودة لأنها بين فريقين أحداهما معروف وهو
إسرائيل والثاني تشكيل مسلح".
ويوضح
النشوع لوكالة شفق نيوز "شكل الحرب غير المباشرة واضح بين قوتين في الشرق
الأوسط هي إسرائيل وإيران، باعتبار أن حزب الله مدعوم عسكرياً وأمنياً واقتصادياً
وسياسياً من إيران، التي تمتلك أذرعاً في دول أخرى لها حدود مشتركة ومتداخلة مع
إسرائيل، ومنها سوريا ولبنان، والعراق واليمن كحدود تضامنية مشتركة غير
مباشرة".
وفيما
يخص العراق، يلفت إلى أن "العراق إذا ما كانت هناك تحركات للفصائل المسلحة
المدعومة إيرانياً في دعم حزب الله اللبناني، فإن من الطبيعي أن يكون طرفاً في هذا
النزاع، لكن ومن خلال المواقف والمعطيات التي اتخذت فيها الكثير من هذه الفصائل
مواقف الدعم المادي والمعنوي دون الدعم العسكري، فاعتقد أن قضية تأثر العراق في
دخوله كطرف محارب لإسرائيل بعيد جداً".
ويكمل
في تحليله "لأن إعلان أي فصيل الحرب ضد إسرائيل سيحرج الحكومة العراقية بشكل
مباشر مع الأمريكان والتحالف الغربي الذي يسيطر على كل المقدرات الأمنية والعسكرية
العراقية، وأن أي عمل عسكري عراقي رسمي ضد إسرائيل سيكون كارثياً سواء للحكومة أو
الفصائل التي تتواجد على الأرض العراقية وهي قوات واهنة أمام سلاح الجو
الإسرائيلي"، على حد وصفه.
ويختتم
بالقول "أما الحرب العالمية الثالثة فلا توجد أي مؤشرات ومعطيات على حدوثها،
حيث إن كل الدول العظمى تدعم إسرائيل في عملها ومواجهتها العسكرية سواء ضد
الفلسطينيين أو اللبنانيين، الذين وقعوا ضحية للوعود الإيرانية في
الدعم والمساندة".