شفق نيوز / يعود إنشاؤها إلى ما قبل الإسلام، وهي أحد أهم المعالم الأثرية في العراق، أستخدمت سابقا لأغراض عسكرية مثل مراقبة جيوش العدو الذين كانوا يهاجمون المدينة، "مئذنة الفاروق" في أقصى غرب العراق، تواصل الصمود رغم تآكل عمرها وعدم توافق المؤسسات المعنية بشأنها.
وتقع "مئذنة الفاروق" في قضاء هيت الأثرية غربي محافظة الأنبار، وكان قد قام الخليفة عمر بن الخطاب باعادة بنائها وتأهيلها في عصر الإسلام، وسميت بالفاروق تيمنا بالخليفة الفاروق، الذي أعاد تأهيل منارتها،
مراقب آثار قضاء هيت نبيل موسى، أشار لوكالة شفق نيوز، إلى أن "المئذنة كانت تستخدم أيضا لإضاءة الطريق للقوافل القادمة من الصحراء، فضلا عن السفن التي تعبر النهر آنذاك".
وقال موسى، إن "الاضرار التي لحقت المئذنة منذ سنوات طويلة واهمال الحكومات المتعاقبة لها، نتيجة انعدام أعمال الصيانة لها، وإنشاء شوارع عديدة بالقرب منها وافتتاح شارع كورنيش هيت وفتح الأسواق، اثرت بشكل كبير على المئذنة".
وأوضح موسى، بأن "المئذنة يبلغ ارتفاعها 100 متر، ويمكن مشاهدتها من أي مكان داخل هيت، أما قطرها فيبلغ ثلاثة أمتار، وشكلها يشبه الإسطوانة".
وشدد موسى، متحدثا باسم سكان هيت والأنبار عموماً، على ضرورة أن "تتلقى مئذنة الفاروق وباقي الأماكن التراثية والأثرية في الأنبار، دعما حكوميا ينجيها من الإندثار، وأن تقوم بإرسال فريق مختص يعمل على صيانة المئذنة وباقي الأماكن التراثية هناك".
من جهته، أوضح مدير آثار الأنبار، محمد جاسم، أن "هناك ثلاث منارات ومآذن باسم (الفاروق)، الأاولى في قرية جبة بقضاء البغدادي، والثانية منارة جامع الفاروق في قضاء حديثة، والأخيرة مئذنة الفاروق في هيت، وكلها مواقع أثرية وتراثية".
وأكد جاسم، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، وجود "مشكلة تعيق صيانة مئذنة الفاروق في هيت منذ عام، وهي؛ ان المئذنة عائدة إلى الوقف السني، وأثريتها إلى الآثار، وتم إقتراح إجراء أعمال الصيانة على الوقف السني، بإشراف الهيئة العامة للآثار والتراث، وكان رد الوقف بأن صيانة المئذنة تحتاج إلى مبالغ طائلة".
وبين أن "التباحث مع الوقف السني لصيانة المئذنة جار منذ عام 2011 وحتى قبل أيام من الآن، لكن دون نتيجة تذكر، والهيئة العامة للآثار والتراث، لا تملك اي تخصيصات مالية لغرض الصيانة باي مكان في العراق".
وفي سياق متصل، طالب المؤرخ سيف الدين إسلام، الوقف السني بـ"المساهمة في صيانة الأماكن الأثرية بدلا من هدر الأموال ببناء مسجد في (أم المساجد) بكلفة تفوق 80 مليار دينار عراقي، في حين أن الفلوجة تحوي على أكثر من 150 مسجدا".
واستطرد إسلام، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، بالقول إن "مدينة هيت مشهورة بتراثها سواء مئذنة الفاروق، النواعير وقلعة هيت وكل هذه المعالم مهملة ولم تعن بتقديم دعم لصيانتها منذ سنوات طويلة".
ونوه إلى أن "غالبية الشعارات في مؤسسات الدولة تحمل شعار هذه المئذنة، إلا أن كونها شعار دون اهتمام أمر يدعوا لليأس".
وعن كل ما تقدم، أشار وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم، إلى أن "كل المواقع الأثرية تخضع لخطط داخل وزارة الثقافة وهيئة الآثار والتراث لصيانتها وتأهيلها".
وأضاف ناظم، في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "الأمر الذي يعيق المباشرة بأعمال الصيانة، هو الارتباط بمنظمات دولية ترعى الممتلكات التراثية والآثار".
وأوضح أن "الوزارة لديها خطط عاجلة فيما يتعلق بطاق كسرى، وسيتم معالجته، وهناك جدل حول بعض الأماكن الأثرية في المحافظات، لذا لم يتم المباشرة بها لعدم وجود تخصيصات مالية بهذا الشأن، ولعدم إبرام الاتفاقات مع المنظمات الدولية بشأنها لغاية الأن".