شفق نيوز / أفادت تقارير غربية، يوم الجمعة، بأن العراق يعد أحد خيارات شن هجوم على إسرائيل في حالة الحرب الشاملة مع إيران، خصوصا أن الأخيرة لها "ميليشيات" تدعمها في أربع دول والعراق أحد تلك الدول، ما سيزيد من الغارات الإسرائيلية مستقبلا ضد الجماعات العراقية.
وذكرت مجلة "فوربس" الأميركية، في تقرير لها، ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "في حال تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران وتدهور إلى حالة حرب شاملة، فان الاسرائيليين قد يواجهون هجمات من ميليشيات مدعومة من الايرانيين، في أربع دول، بينها العراق".
وبعدما أشارت إلى أن الحرس الثوري الايراني أنشأ شبكة واسعة من الميليشيات القوية في انحاء الشرق الاوسط، تعمل لصالح ايران، نقلت المجلة الأميركية، عن الخبير بالشؤون الايرانية نادر أوسكوي، قوله إن "قوة فيلق القدس التابع للحرس الثوري، جند وسلح نحو 200 ألف مقاتل في أنحاء المنطقة".
وأوضحت المجلة، أن "السنوات الماضية، شهدت تزويد الحرس الثوري هذه الجماعات القوية بصواريخ متزايدة الدقة وأبعد مدى، كما أنها ساعدت العديد من هذه الميليشيات على تطوير قدراتها الخاصة لصناعة هذه الأسلحة".
ونقلت المجلة عن دراسة أعدها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية حول القدرات الصاروخية لإيران، نوه فيها إلى "تطور الاستراتيجية الايرانية لتزويد هذه الميليشيات بالصواريخ، وإلى قوة فيلق القدس ومن خلال الاستفادة من الصناعة الصاروخيى الايرانية، تبدو مصممة على تمكين كل القوى الوكيلة لتصبح قادرة على ان تصنع بشكل مستقل قذائفها المدفعية وصواريخها المودجة بالليزر".
واعتبرت أن "نجاح هذا المشروع المتعدد الجنسيات قد تكون له تداعيات أمنية واستراتيجية كبيرة على اسرائيل، من المنطقة الشمالية مع لبنان، وصولا إلى الجنوب الشرقي في اليمن، حيث يتسارع انتشار الصواريخ بين أيدي القوى الموالية لايران".
العراق
في العراق، أشارت مجلة "فوربس" إلى أن "الحرس الثوري نقل في العام 2018، مجموعة صغيرة من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، الى ميليشيات عراقية كجزء من خطة دعم احتياطية في حال تعرضت ايران الى هجوم من الولايات المتحدة أو اسرائيل.
وأضافت أن "صواريخ (زلزال) و(فاتح-110) و(ذوالفقار)، والتي يتراوح مداها ما بين 200 الى 700 كيلومتر، يضع العاصمة السعودية الرياض أو تل أبيب في إسرائيل تحت نيرانها اذا تم نشر الصواريخ في جنوب أو في غربي العراق".
ولفتت المجلة، إلى أن "الاكثر أهمية ان ايران ساعدت الميليشيات على انشاء معامل في العراق لصناعة المزيد من الصواريح، ففي تموز 2020، كشفت منظمة بدر عن صواريخها المصنعة محليا المماثلة لصاروخ (زلزال) الايراني".
وعدّت نجاح إيران في نقل التكنولوجيا والمكونات والمعرفة، "يجعل الامر أكثر صعوبة لمنع صواريخ أرض-أرض عن ترسانة الميليشيات"، مؤكدة أن "الغارات الاسرائيلية مستقبلا ضد الجماعات العراقية، ستستمر بالتزايد، اذا تواصلت جهود تطوير ترسانة الاسلحة هذه من أجل استخدام صواريخ هجومية بعيد المدى اكثر".
وتابعت المجلة، أن "طهران تستخدم الاستراتيجية نفسها في ما يتعلق بطائرات (الدرونز) كالتي استخدمت في ضرب قصر ملكي في الرياض، وهي بحسب التقارير، جرى تهريبها كأجزاء من ايران، وتم تجميعها في العراق، وتم اطلاقها من العراق، وفي نيسان الحالي، استهدفت (درون) مفخخة مطار اربيل الدولي في اقليم كوردستان".
واعتبرت ان "تنامي الترسانة الصاروخية و(الدرونز) في العراق ستشكل في نهاية المطاف تهديدا لاسرائيل في حال نشبت حرب اسرائيلية-ايرانية شاملة في المستقبل".
ولفتت المجلة الأميركية، إلى أن "إسرائيل تدرك هذا التهديد منذ العام 2019 حيث وقفت من دون شك خلف سلسلة من الغارات الجوية ضد الحشد الشعبي في أنحاء العراق، وهي كانت الضربات الإسرائيلية الاولى في العراق منذ أن دمرت المفاعل النووي العراقي في حزيران 1981".
اليمن ولبنان
وإلى جانب العراق، تناول تقرير مجلة "فوربس"، اليمن حيث يستخدم الحوثيون صواريخ باليستية و(درونز) أكثر تطورا باستهداف السعودية، والتي يقول التقرير إن "المساعدة التقنية والامدادات بالمكونات تأتي من ايران، ما يتيح للحوثيين تصنيعها".
وحول لبنان، لفتت المجلة، إلى أن "الميليشيا الوكيلة لايران الاكثر نجاحا هي من دون شك حزب الله في لبنان، والذي أسسه الحرس الثوري في العام 1982 على خلفية الغزو الاسرائيلي للبنان، وان الحزب قاتل اسرائيل لمدة 18 سنة في جنوب لبنان حتى انسحبت في نهاية المطاف في العام 2000".
وبحسب التقديرات الاسرائيلية في العام 2019، فان لدى حزب الله العشرات من صواريخ ارض-ارض الدقيقة التوجيه. واشارت المجلة الأميركية، إلى أن "في العام 2016 قامت ايران بمحاولات لتسليم اجزاء الصواريخ ليتم تجميعها في لبنان محليا، أخذا بالاعتبار ان اسرائيل ستتجنب ضرب أهداف لبنانية خوفا من اشتعال فتيل حرب".
وفي حال اشتعال حرب لبنان ثالثة بين اسرائيل وحزب الله، فان ترسانة صواريخ الحزب اصبحت كبيرة خلال الاعوام ال15 الماضية، لدرجة انها قادرة على الحاق أكبر دمار وخسارة أرواح في الجبهة الداخلية الاسرائيلية منذ العام 1948، بحسب الخبير بشؤون حزب الله نيكولاس بلاندفورد الذي أكد أيضا ان لبنان سيتعرض لدمار هائل.
سوريا
وحول سوريا، ذكرت المجلة، أن "ايران تبذل جهودا من اجل تمكين حلفائها في داخل سوريا من امتلاك القدرة على ان تقوم محليا بتجيع الصواريخ وتطويرها ما يهدد اسرائيل".
وقالت إن "صواريخ حزب الله والمليليشيات العراقية، والصواريخ الاخذة بالتطور مع الحوثيين ستكون قادرة على تشكيل تهديد لاسرائيل، فان اسرائيل نشرت منظومة (القبة الحديدية) و(باتريوت) بالقرب من مدينة ايلات، خوفا من محاولة الحوثيين ضرب اسرائيل بالصواريخ أو بـ(درونز).
وخلصت المجلة الأميركية إلى القول إن "كل هذه التطورات هي تذكير بالكيفية التي يمكن فيها لحرب إيرانية-إسرائيلية أن تتحول بسرعة إلى حرب مدمرة تجتاح العديد من الدول إلى حد غير مسبوق حتى بالنسبة لهذه المنطقة المضطربة بشكل سيئ السمعة".