شفق نيوز/ تتصاعد مخاوف البيت السياسي الشيعي في العراق من تطورات الأحداث المشتعلة في سوريا، على خلاف البيتين السياسيين السني والكوردي، الذي يلاحظ عليه الهدوء والترقب لما ستؤول إليه الأحداث في مقبل الأيام في سوريا.
ويعزو مراقبون هذه المعادلة، إلى أن البيت السياسي الشيعي قلق على اعتباره هو المتحكم بالمعادلة السياسية في العراق، أما البيت السياسي السني فهو "ليس بصانع قرار ولا يمتلك التأثير ليكون طرفاً في المعادلة، بل هو يخضع لإملاءات القرار السياسي الشيعي".
ويؤكد المراقبون، أن البيت السياسي السني هو مع الدولة العراقية والحكومة الاتحادية بما تقرره من موضوع السلم أو الحرب، وكذلك الحال مع البيت السياسي الكوردي.
وفي التفاصيل، يقول الباحث في الشأن السياسي، عزام الحمداني، إن "البيت السياسي الشيعي هو صانع قرار في العراق، ويشعر أن الحرب في سوريا قد تُحدث تغييراً وولادة أنظمة جديدة في المنطقة، لذلك هو يخشى على مصالحه وكذلك على العراق، على اعتباره هو المتحكم بالمعادلة السياسية في البلاد".
أما البيت السياسي السني، يوضح الحمداني لوكالة شفق نيوز، أنه "ليس بصانع قرار في العراق، بل هو يمثل الحلقة الأضعف في المعادلة السياسية، وبالتالي لا يعنيه ما يحدث في المنطقة بقدر الاعتماد على نتائجها".
ويرى الحمداني، أن "الفاعل السياسي السني ضعيف وغير مؤثر ليكون طرفاً في المعادلة، بل هو يخضع لإملاءات القرار السياسي الشيعي، حتى وإن كانت هناك شراكة في الدولة ضمن النظام السياسي، لكنه يتقيد بما يفرض عليه من قبل القرار السياسي الشيعي".
ويبين الحمداني، "لذلك البيت السياسي السني لا يمتلك قدرة المواجهة وإبداء الرأي، بل هو مع الدولة العراقية والحكومة الاتحادية بما تقرره من موضوع السلم أو الحرب، فهو مشارك وليس شريكاً، ويذهب لما يذهب إليه القرار السياسي الشيعي، وكذلك هو الحال مع البيت السياسي الكوردي".
من جهته، يقول المحلل السياسي الكوردي، عبد السلام برواري، أن "النظام السوري علوي ولديه تحالف استراتيجي أيدلوجي مع النظام الإيراني، حيث كانت سوريا هي معبر للمساعدات الإيرانية إلى حزب الله اللبناني عبر العراق، وأن الخشية الحالية هي من العناصر السنية التي تقوم بالعمليات العسكرية ضد النظام السوري واحتمالية تمددها نحو العراق".
ويرى برواري خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "من الظلم القول إن السنة والكورد غير مهتمين للأحداث في سوريا، لكن ردود الفعل السنية والكوردية من الأحداث السورية هي أهدأ من المواقف الشيعية، وهذا يعود إلى عدم الشعور بوجود تهديد مباشر لهم، لكن إذا تم استهداف العراق فأن التهديد سيطال الجميع".
ويؤكد برواري، أن "الساسة السنة والكورد يشعرون بالخطر نفسه الذي يشعر به الشيعة، لكن ربما وسائل الإعلام والصحافة تسلط الضوء أكثر على السياسيين والمسؤولين الشيعة، لهذا يلاحظ حضورهم الإعلامي أكثر عن الباقين".
بدوره، يوضح عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي، محمد الشمري، أن "القضية ليست قضية البيت الشيعي والبيت السني، بل هي قضية الأمن القومي العراقي المهدد بسبب الأحداث الخطيرة التي تجري في سوريا، والتي قد تلقي بظلالها على العراق".
ويؤكد الشمري لوكالة شفق نيوز، أن "الحدود العراقية - السورية مؤمنة بشكل جيد، وهناك اطلاع على جميع الإجراءات المتعلقة بالوضع السوري، والوضع مسيطر عليه داخل العراق".
من جانبه، يرى القيادي في الإطار التنسيقي، عبد الرحمن الجزائري، أن "خوف البيت السياسي الشيعي واضح، خاصة إذا تطورت الأحداث في سوريا، ما قد يهدد المحافظات الغربية وحتى بغداد".
ويلفت الجزائري خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يرى أن العراق ليس جزءاً من المعركة على عكس ما يتحدث به الساسة بأن الحرب قادمة على البلاد".
وعن الاجتماع الثلاثي، (العراقي – السوري - الإيراني)، يبين الجزائري، أن "اجتماع الوزراء الثلاثة هو بروتوكولي لا يقدم ولا يؤخر، حيث إن موقف الحكومة العراقية يختلف عن موقف المقاومة"، موضحاً أن "الحل في سوريا لا يكون عسكرياً بل لا بد من تقديم التنازلات من قبل حكومة بشار الأسد"
وانطلق في العاصمة بغداد، يوم الجمعة، الاجتماع الثلاثي، العراقي السوري الإيراني لبحث تداعيات الأحداث الأمنية المتسارعة في سوريا، وتأثيراتها على المنطقة ككل.
ويضم الاجتماع، كلاً من وزراء الخارجية العراقي فؤاد حسين، والإيراني عباس عرقجي، والسوري بسام الصباغ، حيث بدأوا التباحث حول تداعيات الأحداث التي تشهدها سوريا.
وبحسب مصدر مطلع، أبلغ وكالة شفق نيوز، فإن المجتمعين سيناقشون كذلك "وساطة العراق" لعقد اجتماع دولي في بغداد، خلال الفترة المقبلة، لحل المشكلة السورية عبر الأطر "السياسية والدبلوماسية".
وكان ائتلاف إدارة الدولة، الذي يضم القوى السياسية المشكلة للحكومة العراقي، قد أعلن عن مبادرة عراقية لدعوة دول الجوار، والدول المعنية بالأزمة السورية إلى اجتماع عاجل في بغداد.