شفق نيوز/ يخيّمُ التوتر السياسي على مجالس محافظات (كركوك، ونينوى، وديالى، وصلاح الدين)، رغم استقرار الوضع الأمني نسبياً في هذه المحافظات لكن المشهد السياسي بعد انتخابات مجالس المحافظات أربك الوضع وانعكس على الأداء الخدمي والإداري في تلك المحافظات، بحسب مراقبين.  

ففي محافظة كركوك، يقول أمين عام حزب الهدف الوطني، إسماعيل الحديدي، إن "الصراع في المحافظة ليس بجديد لكنه اختلف بتجاوز مرحلة الصراع بين القوميات إلى التنافس فيما بينها، أما الخلافات الحالية فهي بسبب الاتفاق الذي أفضى إلى تشكيل الحكومة المحلية".

ويوضح الحديدي لوكالة شفق نيوز، أن "القوى التركمانية لم تشارك في الاتفاق الذي أسفر عن تشكيل الحكومة المحلية، وكذلك جزء من العرب الذين انقسموا في تشكيل الحكومة، والمعارضة مستمرة لحين إصدار المحكمة الاتحادية العليا قراراً بهذا الخصوص، فإذا أيدت المحكمة الاتحادية تشكيل الحكومة المحلية فمن المتوقع حضور التركمان في التشكيلة مستقبلاً".

ويشير إلى أن "الخلاف الكوردي بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني ليس بجديد بل هو موجود سابقاً، أما التركمان فهم تحالفوا مع القوى العربية وحافظوا عليه وانضم لهذا التحالف جزء من الكورد (الديمقراطي) وحاولوا تشكيل الحكومة، ورغم أن الاتحاد الوطني يعتبر الأول في كركوك، لكن الديمقراطي حقق النصاب في تشكيل الحكومة ما شجع الطرف الثاني من العرب للذهاب إلى الاتحاد الوطني وتم تحقيق النصاب وتشكيل الحكومة".  

ويرى الحديدي، أن "ابتعاد التركمان عن تشكيل الحكومة المحلية في كركوك يشكل عامل عدم استقرار أمني، وربما المسيّرة التركية يوم أمس هي رسالة لارجاع التركمان والاستماع لمطالبهم ومشاركتهم في تشكيل الحكومة المحلية".

وبالانتقال إلى محافظة نينوى، يؤكد عضو مجلس محافظة نينوى، وممثل كوتا الإيزيدية، عيدان شيخ كالو، أن "أي خلاف بأي مستوى كان، سيؤدي إلى عرقلة في الأداء السياسي والإداري والمتابعة، لذلك حصل توقف في الكثير من الأمور الإدارية والخدمية في المحافظة".

ويبين كالو خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "ما حصل في محافظة نينوى في الفترة الأخيرة من انقطاعات وغيرها أدت إلى حدوث مشاكل في المتابعة وتنفيذ الأعمال وغيرها، لذلك نحن ضد بقاء هذه الخلافات والصراعات السياسية وندعو إلى الحوار لحلها".

وينوّه إلى أن "البعض حاول الربط بين كركوك ونينوى، لكن الوضع بين المحافظتين يختلف ولا يوجد ربط بينهما، لأن كل محافظة لها خصوصية، صحيح قد يكون هناك تشابه من حيث المكونات لكن الأمور مختلفة".

من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي، عبدالجبار الجبوري، إن "الوضع الأمني في محافظات نينوى وكركوك وديالى مستتب تقريباً، ولكن الأوضاع السياسية التي جاءت بعد انتخابات مجالس المحافظات هي التي أربكت الوضع السياسي في هذه المحافظات". 

ويؤكد الجبوري لوكالة شفق نيوز، أن "الصراعات السياسية في نينوى وكركوك وديالى جعلت من هذه المحافظات عرضة للتأخير في استقرار الوضع السياسي وتحقيق المشاريع الخدمية التي يحتاجها المواطن".

ويعرب الجبوري عن أمله بأن "يتم لم شمل هذه الكتل وأن تنأى بنفسها عن المصالح الشخصية وعن التدخلات الخارجية"، داعياً "أعضاء مجالس هذه المحافظات إلى الجلوس على طاولة واحدة والترفع عن الخلافات والصراعات السياسية".

بدوره، يقول رئيس مركز "رصد" للدراسات السياسية والاستراتيجية، د.محمد غصوب يونس، إنه "كان الأجدر بأعضاء مجالس المحافظات وخاصة في محافظات كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين أن يكونوا أكثر انسجاماً في سبيل خدمة المحافظات لا يكونوا مجرد أدوات بيد القادة السياسيين".

ويشرح يونس خلال حديثه لوكالة شفق نيوز الوضع في المحافظات الأربع بالقول إن "محافظة نينوى هي في أزمة حالياً، فهناك كتلتين الأولى (نينوى المستقبل) والثانية (نينوى الموحدة) لكن لا يوجد مستقبل لنينوى كما لا توجد وحدة في المحافظة".

ويبين، أن "أكثر من 95 بالمائة من أعضاء مجلس محافظة نينوى هم من أحزاب خارج المحافظة تهيمن على الواقع بشكل كامل، وإذا استمر هذا الوضع سينعكس على الخدمات والمشاريع وكذلك على الأمن".

ويضيف، أن "قوات (قسد) أطلقت قبل شهر تقريباً سراح عدد كبير من إرهابيي داعش وكانت حدود نينوى مهددة نتيجة ذلك، كما هناك كتل سياسية تمتلك السلاح وتحاول إثارة بعض الزوبعات في سبيل تحقيق مكاسب سياسية".

أما الوضع في محافظة ديالى، فإن "هناك علاقة متشنجة بين أعضاء مجلس المحافظة ولا يزال الوضع متوتراً في ديالى، رغم أهمية المحافظة الحدودية التي قد تستغل لتهريب المخدرات وغيرها"، وفق يونس.

وعن محافظة كركوك، يقول إن "كركوك المحافظة النفطية تشهد صراعات بين مكوناتها الإثنية والقومية والدينية في داخل مجلس المحافظة، والاتفاق الذي جرى لاختيار المحافظ ورئيس مجلس المحافظة أثار حفيظة التركمان والحزب الديمقراطي الكوردستاني، ولا يزال الوضع السياسي متوتراً فيها، أما أمنياً فهناك تحركات لعناصر داعش الإرهابي في المناطق المحيطة بالمحافظة، وكذلك الحال في محافظة صلاح الدين، فهي تشهد وضعاً متوتراً وغير مستقر أيضاً".

ويؤكد يونس في ختام حديثه، أن "التوافق هو الطريق الأفضل في سبيل الحفاظ على الأمن والأمان في هذه المحافظات الأربع، وإلا سينعكس هذا الوضع المتشنج والصراع المستمر بين القادة السياسيين في سبيل تحقيق المكاسب السياسية على الوضع الأمني وبعدها سندفع ثمناً كبيراً ونأمل عدم حصول ذلك، لذلك على القيادات السياسية العودة إلى صوابها والتفكير بأهالي هذه المحافظات".