شفق نيوز/ دفعت حرارة الصيف اللاهب وحرارته المرتفعة في مناطق جنوبي العراق، الكثير من الشباب الى السباحة في نهري الفرات ودجلة التي تشق تلك المدن أو الأنهر المتفرعة عنهما أو تلك المتكونة بسببهما كشط العرب في محافظة البصرة، فيما تنتهي بعضها بفواجع نتيجة وفاة هؤلاء السباحين بسبب غرقهم في تلك الانهر.
ملاذ غير آمن
ويقول المواطن شهاب علي وهو من أهالي محافظة البصرة، لوكالة شفق نيوز، "مع ازدياد حدة حرارة الصيف في المحافظة، يزداد إقبالنا نحن أهل المدينة على نهر شط العرب، بحثا عن المياه الباردة لتبريد أجسادنا بسبب حرارة الجو اللاهبة ووصولها لدرجات قياسية".
ويضيف علي، أن "الشرطة النهرية دائماً ما تحذرنا من خلال دورياتها الجوالة في النهر حول أهمية البقاء بداية النهر وعدم الدخول إلى العمق بسبب المخاطر التي تحيط بنا".
وأوضح إن "ذهابهم إلى النهر يعود بالأساس إلى الحاجة للترفيه في الأماكن المفتوحة وعدم اللجوء إلى الأماكن المغلقة (قاعات المسابح الاستثمارية) بسبب عدم مطابقة غالبيتها للشروط الصحية، وضعف المتابعة الحكومية عليها".
لا أرقام رسمية
يقول مدير الشرطة النهرية في محافظة البصرة، العقيد منتصر العبادي لوكالة شفق نيوز، "لا نملك إحصائيات بأعداد المتوفين العام الماضي وبداية العام الحالي نتيجة السباحة في النهر، كوني حديث العهد بالمنصب" ، لافتا إلى أنه "وجه بتسيير دوريات عديدة في النهر، حيث تمكنا من إنقاذ (5) أشخاص خلال الشهرين الماضيين فقط، فيما توفي (5) آخرين بسبب الغرق في ذات المدة".
وأكد العبادي، "نواجه صعوبة في التعامل مع الشباب في الشرح حول مخاطر السباحة النهرية، ونحن بحاجة إلى الدعم الإعلامي لغرض السيطرة على هذه الظاهرة التي تقتل شبابنا".
أرقام مرعبة في البصرة وميسان
ويكشف مصدر مطلع في محافظة البصرة، إن المحافظة سجلت منذ مطلع العام الحالي 29 حالة غرق في الأنهر بسبب السباحة.
وذكر المصدر لوكالة شفق نيوز، أن "المحافظة سجلت منذ بداية العيد ولغاية الآن 19 حالة غرق انهر متفرقة من المحافظة أبرزها شط العرب"، لافتا إلى إن "الأيام التي سبقت العيد سجلت فيها 10 حالات غرق".
وبين المصدر، إن "أعداد الوفيات بتزايد مستمر يومياً بسبب ارتفاع درجات الحرارة".
وفي محافظة ميسان، كشف مصدر أمني عن تسجيل 40 حالة غرق العام الماضي 2023.
وذكر المصدر لوكالة "شفق نيوز"، إن " التحقيقات الجنائية بحالات الوفاة غرقاً لـ40 شخصاً، اتضحت ان الحالات الحقيقية للغرق بلغت حالتين اثنتين فقط، من أصل 40 حالة، فيما كانت هناك 38 حالة توزعت بين الانتحار والقتل الجنائي".
الكورنيش غير مكتمل
وبهذا الشأن، يقول قائممقام شط العرب، حيدر طعمة، ان درجات الحرارة بلغت مستويات مرتفعة, دفعت بالكثير من الشباب نحو النهر لغرض السباحة وتبريد أجسادهم.
وذكر طعمة لوكالة شفق نيوز، أن "الشرطة النهرية تبذل جهود كبيرة في سبيل الحفاظ على أرواح الشباب السباحين، من خلال منعهم من دخول النهر حماية لحياتهم"، لافتا الى ان "ادارة القضاء لديها افتتحت سابقاً مسبحاً واحداً عن طريق الاستثمار، فيما تعد الثاني وهو في طور الإنشاء".
وأوضح، إن "إدارة القضاء تعاني من عدم أكمال مشروع كورنيش شط العرب، حتى نستطيع التمكن من إنشاء مسبح مائي مفتوح مسيج داخل نهر شط العرب، ليتمكن الشباب المحلي من السباحة بنسبة أمان كبيرة في ذلك الوقت بالأماكن المفتوحة".
في النجف .. حملة لنحيا يقول ناشطون محليون في النجف، إن المحافظة كانت تسجل في السنوات الماضية حالات غرق تتجاوز الـ60 حالة سنوياً.
وابلغ الناشطون وكالة شفق نيوز، أن "الضغوطات وبعد إطلاق حملة (لنحيا) لتوعية الشباب بمخاطر السباحة النهرية، فيما ضغط على الحكومة المحلية لمنح موافقات استثمارية لغرض إنشاء مسابح مائية بطريقة الاستثمار مع الاستمرار بالحملات التوعوية للشباب في المحافظة".
وأضاف الناشطون، إن "فريق (لنحيا) نجح بضغطه على الحكومة المحلية في المحافظة واليوم النجف تملك (7) مدن مائية بطريق الاستثمار، فيما انخفضت حالات الغرق في المحافظة بنسبة تتجاوز الـ97% بعد فتح هذه المسابح، فيما باتت النجف اليوم تسجل اليوم حالات سنوية لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة سنوياً، حيث سجلت العام الحالي حالتين فقط لغاية الان".