شفق نيوز/ يؤدي تراكم النفايات إلى انبعاث روائح كريهة وانتشار الذباب والبعوض والحشرات أخرى بشكل كبير يتسبب بمخاطر صحية عديدة، وهو ما يثير سخط المناطق القريبة منها وخاصة مع هبوب الرياح، واستياء الناشطين البيئيين لعدم اتخاذ الإجراءات الصحيحة لمعالجتها في العراق بصورة عامة والبصرة بصورة خاصة.

روائح كريهة تحاصر الأهالي

تقول المواطنة أم غدير من منطقة المطيحة في محافظة البصرة، إن "مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة نضطر إلى فتح النوافذ لكن بعد دقائق نسارع لإغلاقها بسبب الرائحة الكريهة التي تحملها الرياح إلى بيوتنا، فيما تفاقم مبردة الهواء هذه المعاناة فهي تسحب الهواء الخارجي بما فيه من روائح إلى داخل البيت". 

وتؤكد السيدة لوكالة شفق نيوز، أن "الواقع البيئي في عموم محافظة البصرة متردي، وعلى الحكومة التخلص من النفايات سريعاً لأن الهواء الملوّث يسبب أمراضاً ومشاكل صحية كثيرة". 

من جهته، يعزو الناشط البيئي من البصرة، فلاح حسن، تراكم النفايات في المحافظة إلى أن "طوال الفترة السابقة لم يتم تحديث آلية جمع ورفع وعزل النفايات، وأوقات تواجد الكابسات وخرائط تجميع النفايات والمحطات الوسطية لها، فهذه جميعها تحتاج إلى تحديث لإدارة ملف النفايات". 

ويؤكد حسن خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "هناك حاجة لتوعية العاملين في رفع النفايات للمحافظة على سلامتهم، وكذلك توعية المواطنين في عدم رمي النفايات في الشوارع وأركان الأفرع، وفي الوقت نفسه العمل على مشاريع تدوير النفايات للاستفادة منها وتحويلها إلى طاقة وإنشاء مطامر صحية وفق المعايير الدولية". 

ملايين أطنان النفايات يوميا

ويقول رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان في العراق فاضل الغراوي في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، ان المواطن يساهم في إنتاج أكثر من 2 كيلو غرام يوميا من النفايات لتصل نسبة النفايات اليومية الى 23 مليون طن يوميا مسببة تلوثا كبيرا في الهواء.

حلول لمعالجة النفايات

بدوره، يشير عضو مجلس محافظة البصرة، ثائر الصالحي، في حديث لوكالة شفق نيوز، إلى أن "حكومة البصرة المحلية بشقيها التنفيذي والتشريعي عازمة لوضع حلول لمعالجة النفايات والطمر الصحي من خلال إنشاء معامل لتدوير ومعالجة النفايات تحت سقف زمني محدد، وكان هناك اجتماع مع شركة (إيني) في هذا الخصوص، وهو ملف مهم اقتصادياً وفي الوقت نفسه يحافظ على البيئة لأن أغلب النفايات تحرق وتسبب تلوثاً".

أما معاون محافظ البصرة لشؤون البلدية، هشام علي، فقد أكد أن "عملية نقل النفايات تغيرت منذ قرابة شهر، حيث تم استحداث شفت ليلي بعد أن كان صباحي ومسائي فقط، ومن مهام الشفت المستحدث الدخول إلى المناطق الصعبة الدخول في وقت الذروة".

ويدعو علي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أصحاب الدور السكنية والمحلات التجارية إلى "التعاون مع عمال البلدية وإخراج النفايات وقت مرور الكابسات، وعدم رميها في الشارع ما يؤدي إلى تشوه منظر المدينة". 

لكن الناشط البيئي من البصرة، علي قاسم، ينوّه إلى أن "البلدية عليها معالجة ما قبل رمي النفايات وليس المرحلة الأخيرة وهي انتظار قدوم عمال البلدية لرفعها، ففي دول العالم يتم تحليل مصادر النفايات لتقليلها من خلال رفع الضرائب عليها، وهنا تكون المعالجة الحقيقية".

ويضيف قاسم لوكالة شفق نيوز، "كما أن البصرة لم تتبن أي مشروع لإعادة تدوير النفايات رغم أنه يعد من المشاريع الربحية والذي ينهي النفايات بشكل كبير، حيث سيتم الاحتفاظ بالنفايات وبيعها بدل من رميها في الشوارع". 

من جانبها، ترجع عضو لجنة الخدمات والاعمار النيابية، مهدية اللامي، نقص الخدمات والتلكؤ الحاصل في عموم المحافظات ومنها البصرة إلى "عدم وجود التخصيصات المالية، كما تم خفض تخصيصات المحافظات من الموازنة العامة لعام 2024 جراء وجود عجز كبير فيها".

وتوكد اللامي لوكالة شفق نيوز، أن "خفض تخصيص المحافظات وخاصة الجنوبية سيلقي بظلاله سلباً على الواقع الخدمي في تلك المناطق التي هي بحاجة إلى زيادة تخصيصاتها لسد نقص الخدمات، لكن ما حصل هو العكس".

ويسبب تراكم القمامة بـ"العديد من الأمراض التي تنتشر عن طريق ناقلات مثل الذباب والبعوض والقوارض والحيوانات الأليفة، حيث تعتبر القمامة بمثابة موطن لتكاثر هذه النواقل، وبالتالي هناك حاجة ملحة لإدارة التخلص من النفايات بشكل فعّال"، وفق د.منتهى المالكي، دكتوراه تمريض الأم والوليد.

وتوضح المالكي في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "طرق التخلص من النفايات مختلفة منها دفن النفايات وطمرها في الأرض، وحرق النفايات، وإعادة تدوير النفايات، واسترداد الطاقة، والتقليل من النفايات بالحد من الاستهلاك، لكن أهم طريقة للتخفيف من النفايات هي التقليل من إنتاجها".