شفق نيوز/ وفّرت الحملات الانتخابية المحتدمة منذ عدة أسابيع في محافظة الانبار، المئات من فرص العمل للشباب العاطلين، إلا أنها "نعمة" لفترة محدودة تنتهي بإعلان نتائج الاقتراع، فيما يأمل المحظوظين الذين وجدوا فرصة للعمل في هذه الحملات، أن يفي المرشحين بوعودهم التي قطعوها.
ويقول مراقبون في أحاديث لوكالة شفق نيوز، إن "مدن الأنبار التسع الرئيسة (الفلوجة، الرمادي، هيت، حديثة، القائم، راوة، الخالدية، الكرمة، والعامرية)، شهدت العديد من المؤتمرات والندوات وورش العمل ومختلف الحملات الانتخابية لعشرات المرشحين، وهو ما ساهم بتوفير فرص العمل".
و أوضحوا أن "المطاعم والمطابع وسائقي سيارات الأجرة وقاعات المناسبات وورش الحدادة والنجارة وعمال لصق البوسترات وتوزيع الصور واللافتات، وجوانب أخرى، خلقت فرصاً للكثير من الشباب في هذا الإطار".
ويقول أيمن فرحان، وهو صاحب مطبعة في مدينة الفلوجة شرقي الانبار، إن "الاشهر الماضية شهد سوق المدينة ركوداً اقتصادياً كبيراً، بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، بالإضافة الى عدم صرف التعويضات ومنح العائدين من النزوح، ما ادى الى اضطرار العديد من أصحاب المحال الى غلق محالهم للتخلص من بدلات الايجار واجور العاملين، التي اصبحت تشكل عبئاً علينا، نتيجة هذا الركود".
وبين فرحان، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أنه "منذ قرابة الشهر والسوق بدأ ينشط بشكل لافت، وذلك مع اقتراب الانتخابات، حيث أن مطابعنا بدأت تعمل على مدار الساعة، من أجل طباعة بوسترات المرشحين والبطاقات التعريفية لبرامجهم الانتخابية، وحتى اسواق النجارة والحدادة وغيرها العديد من المهن، بدأت تنشط ايضا".
أما أحمد فلاح (27 عاماً، فيقول "منذ ثلاثة أشهر، بدأت بالعمل على ترويج الدعاية الانتخابية وتنظيم المؤتمرات والندوات لأحد المرشحين، بعد أن عجزت على ايجاد فرصة عمل لي في الفترة الماضية، رغم انني امتلك شهادة بكالوريوس".
ويضيف في حديثه لوكالة شفق نيوز، قائلاً "نحن 13 شخصاً نعمل على ترويج الدعايات للمرشح نفسه، وغالبيتنا من العاطلين عن العمل، ورغم سعادتنا بهذا العمل، إلا انها فرحة لن تكتمل كوننا نعلم بأن عملنا ينتهي بعد انتهاء الانتخابات مباشرةً".
ويأمل فلاح، أن "يفي المرشح الذي نعمل معه الآن بوعده لنا، وهو تعييننا بمكتبه في حال فوزه، وأن لا ينسى اشكالنا بعد الفوز، مثل ما فعل غيره في الدورة السابقة".
من جهته، أكد الخبير في الشأن الاقتصادي، سليمان الجميلي، أن "الحملات الانتخابية لمرشحي الانبار، ساهمت بتحريك العجلة الاقتصادية في المحافظة، وذلك من خلال زيادة الإقبال على ورش النجارة والحدادة وغيرها، بالإضافة الى قيام كل مرشح بتشغيل ما لا يقل عن خمسة أشخاص لإدارة دعايته الانتخابية".
وأضاف الجميلي، في حديثه لوكالة شفق نيوز، قائلاً "نلاحظ صرف مبالغ كبيرة على الدعاية الانتخابية التي أطلقها المرشحين في الانبار، مما ادى الى تنشيط الوضع الاقتصادي، ومن خلال هذه الحملات، اتضح أن الوضع الاقتصادي بحاجة الى خطط دائمة المفعول، لتشغيل العاطلين".
ولفت الى أنه "من الضروري أن تعمل الحكومات المحلية في عموم مدن البلاد، على التعامل مع أصحاب الورش بشكل دائم، بدلا من الاستعانة بالمواد الجاهزة والمستوردة".
وتابع بالقول "نتمنى من المرشحين الذين سيفوزون في الانتخابات، الايفاء بالوعود التي قطعوها على انفسهم، ومنها تشغيل العاطلين وفتح مشاريع مختلفة لهم، كونهم بحاجة ماسة إليها".
وختم الجميلي حديثه بالإشارة إلى أن "هناك مرشحين قطعوا وعودا كبيرة، واكبر من حجمهم واكبر حتى من امكانية الدولة نفسها، لكننا نأمل أن يوفوا بشيء منها".