شفق نيوز/ ذكر موقع "فاريتي" الأمريكي، يوم الثلاثاء، إن فيلما لمخرجة سويسرية تحت عنوان "الخالدون" يستكشف آمال جيل من الشباب العراق ويأسهم، متناولا بشكل خاص اثار الحركة الاحتجاجية في العام 2019 على حياتهم بعدما جرى خطف الوعود التي راهنوا عليها من اجل التغيير.
واوضح التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، ان "الفيلم الوثائقي للمخرجة السويسرية ماجا تسشومي، وهو يستند على تجارب شاهدي العيان ملاك مهدي (ميلو) ومحمد الخليلي، ويتناولون فيه امال واحباط جيل الشباب في العراق المعاصر، وماذا يحدث عندما يتم اختطاف الوعد بحياة أفضل بسبب دهاء قوى سياسية، وذلك من خلال إلقاء نظرة ثاقبة على النسيج الاجتماعي والسياسي للعراق المعاصر".
وبعدما يقول التقرير، إن "الثورات تجلب الأمل بحياة أفضل وقوة في المجتمع، يشير إلى أن "الخالدون" يتطرق الى الناشطين الشباب واثار حراك تشرين للعام 2019، عليهم، ويتناول اليأس بسبب فقدان الأمل والمشاعر الغاضبة التي لا يمكن التعبير عنها ظاهريا".
معاناة واضطهاد
وتابع التقرير ان "الفيلم يروي أيضا معاناة جيل يشارك أحلامه واحباطاته مع اشخاص اخرين في كافة أنحاء العالم يعانون من اضطهاد مماثل، موضحا انه برغم ان "الخالدون" يجسد خصوصية العراق وثقافته، إلا أن تطلعات الناشطين الذين يروي تجاربهم في العراق، تعكس ايضا تطلعات الناشطين الشباب في مناطق اخرى مثل السودان او ايران".
واوضح التقرير ان الفيلم يتتبع ملاك (ميلو) الناشطة النسوية المضطرة للتعامل مع عائلة تفرض قواعد صارمة، ويتتبع ايضا الخليلي، وهو مخرج وجد هدفه في توثيق الثورة.
واضاف التقرير ان ميلو والخليلي لا يمثلان موضوعات الفيلم بقدر ما انهما بمثابة شركاء مع المخرجة تسشومي، حيث انهما شاركا في كتابة السيناريو والسرد القائم على حياتهما وذكرياتهما.
وقال التقرير ان ميلو والخليلي هما بمثابة شهود ويملآن الفيلم باكثر من مجرد روايات واقعية، وهما يحملان الامهما ويأسهما، ولكنهما أيضا يحملان رؤيتهما الحافلة بالأمل لمستقبل يتخطى الوضع الحالي لبلدهم.
وتابع التقرير انه من خلال العمل التعاوني، فإن المخرجين الثلاثة يقومون باعادة تمثيل حلقات من أحداث ميلو والخليلي الماضية التي تضيف سياقا الى الاحداث الحالية، وذلك بسلاسة ومن دون اي انفصال، بحيث لا يمكن التمييز بين المشاهد الحقيقية والمشاهد المعاد انتاجها.
ولفت الى ان كاميرا الخليلي تمنح "الخالدون" صوراً عميقة، وهو يصور الفوضى في شوارع بغداد، وبهجة الثوار الساعين جديا من اجل التغيير، فيما يتطاير الرصاص ويملأ الغاز المسيل للدموع كادر التصوير، الا انه يجسد ايضا فرحة المتظاهرين وعبثهم وتفاؤلهم.
احلام ضائعة
واشار التقرير الى ان شهادات الخليلي تزود الفيلم بتعليقات تثير القلق، وبينما يتطلع بشكل مباشر الى الكاميرا، فانه يقوم بنعي الاحلام الضائعة ويتحدث عن رفاقه الموتى، ولهذا، فإن الفيلم يظهر سبب ضرورة رواية قصته. اما بالنسبة الى ميلو التي تمتلك وجها معبرا حافلا بالعواطف، ونبرات صوتها تنقل العديد من المشاعر بما في ذلك اعتزازها بقدرتها على اكتشاف طريقة لتكون اكثر حرية، وشكوكها حول الاوضاع وشعورها بالخوف.
وتتحدث ميلو عن الحنان والمودة التي يعامل بها هؤلاء الشباب بعضهم البعض. ويطرح الفيلم من خلال سرديته عما اذا بامكان ميلو التوفيق بين حبها لوطنها واصدقائها وتطلعها الى حياة اكثر اكتمالا في مكان آخر؟
وختم التقرير بالقول انه من خلال تاريخ حياة الناشطين الشباب، فان الفيلم يربط نضالهم وقناعتهم القوية باخرين من نفس جيلهم حول العالم.
وخلص الى القول ان هذه الثورة العراقية ربما لم تحقق أهدافها، إلا أن التفاؤل هو الذي يسود طالما ان الشباب مثل ميلو والخليلي أمامهم يوم آخر للحياة.