شفق نيوز/ رغم ارتفاع درجات الحرارة في شهر تموز والتي تجاوزت نصف درجة الغليان، سجلت أسواق محافظة كركوك يوم السبت ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الأسماك. 

وعزا تجار السمك وأصحاب العلوات هذا الارتفاع إلى انقطاع توريدات سمك الجنوب إلى أسواق المحافظة، بالإضافة إلى قلة المنتوج المحلي بعد الحملة الحكومية التي قامت بها الدوائر المعنية في كركوك ضد أصحاب ومربي أحواض الأسماك في جنوبي المحافظة.

الجنوب يجافي أسواق الأسماك في كركوك

يقول أحد تجار الأسماك في سوق كركوك، ويدعى نبيل عبد الله (42 عامًا)، في حديثه لوكالة شفق نيوز، إن "سوق الأسماك شهد ارتفاعًا في الأسعار تزامنًا مع ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 50 درجة مئوية، وعلى الرغم من أن الطلب على الأسماك عادة ما ينخفض في فصل الصيف، إلا أن الوضع هذا العام كان مختلفًا، حيث ارتفع الطلب بشكل ملحوظ في السوق المحلية. ويصل سعر الكيلوغرام الواحد من الأسماك حاليًا إلى حوالي 10,000 إلى 11,000 دينار عراقي، ما يعادل نحو 7 دولارات أمريكية وفقًا لسعر الصرف الحالي (1500 دينار عراقي مقابل الدولار الأمريكي)."

ويتابع عبد الله قائلًا: "كانت أسماك الجنوب، وبالأخص أسماك محافظة البصرة، تسهم بشكل كبير في تلبية احتياجات أسواق الأسماك في كركوك. لكن منذ نحو شهرين، انقطعت الأسماك البحرية والعراقية التي كانت تصلنا من أسواق البصرة وغيرها من علاوي بيع الأسماك، مما أثر بشكل كبير على توافر الأسماك في الأسواق المحلية وزاد من أسعارها."

ويشير عبدالله إلى أن "زيادة الطلب على الأسماك، ساهم في ارتفاع الأسعار، فعندما يرتفع الطلب على الأسماك مقابل قلة المعروض، يتأثر سوق كركوك لبيع الأسماك بشكل مباشر، مما يؤدي إلى زيادة الأسعار."

غياب احواض الاسماك في داقوق  

ويقول أحد تجار الأسماك في علوة بيع الأسماك في كركوك، ويدعى حسين عدنان (53 عامًا)، لوكالة شفق نيوز، إن "قلة المنتوج في السوق المحلية للأسماك ناتجة عن ردم أعداد كبيرة من أحواض تربية الأسماك، خاصة في قضاء داقوق، ( 40 كم جنوب كركوك)"، مبينا أن "داقوق تُعد من أكثر مناطق الإنتاج في المحافظة".

ويضيف أن "كركوك كانت تتصدر قائمة المناطق المنتجة للأسماك في العراق، وتقوم بتصديرها إلى بغداد ومدن إقليم كوردستان وحتى إلى محافظات الجنوب"، موضحا أن "كركوك كانت تنتج أكثر من 100 ألف طن سنويًا من الأسماك."

مدير زراعة كركوك: قلة الأحواض ترفع الأسعار  

يؤكد مدير زراعة كركوك زهير علي، لوكالة شفق نيوز، أن "الأحواض المجازة رسميًا من قبل دائرة زراعة كركوك تصل إلى 30 حوضًا، منها ثلاثة أحواض فقط تعمل حاليًا بينما البقية متوقفة لأسباب تتعلق بأصحاب الإجازات".

ويضيف، أن "من الأسباب التي أدت إلى توقف أحواض الأسماك عملية ردم الأحواض في قضاء داقوق، والتي كانت تتعلق باستخدام المياه بشكل غير قانوني"، مبينا "كان يمكن لأصحاب الأحواض تقديم معاملات رسمية وقانونية لإنشاء الأحواض وفقًا للشروط المعمول بها للحصول على الإجازات اللازمة." 

ويشير زهير علي إلى أن "ارتفاع أسعار الأسماك في السوق المحلية ناتج عن قلة العرض مقابل زيادة الطلب."

رفع 1022 حوضاً مخالفاً

يقول مدير دائرة صيانة مشاريع ري وبزل كركوك محمد مهدي خورشيد لوكالة شفق نيوز، إن "الثروة المائية والخزين تعتبر من أهم الموارد المائية في كركوك، وقيام بعض الأفراد بممارسة تربية الأسماك في مناطق متفرقة يعد انتهاكًا للتعليمات الحكومية". 

ويضيف "قامت دائرتنا خلال الحملة التي أُطلقت هذا العام برفع 1022 حوضًا لتربية الأسماك كجزء من جهودنا لإزالة التجاوزات على الشبكة المائية في أطراف كركوك."

السمك وجبة رئيسية للمائدة في كركوك 

يقول أحد سكان كركوك ويدعى فراس عمار (25 عامًا)، لوكالة شفق نيوز، إن "السمك يُعد وجبة رئيسية على مائدة العائلات في كركوك، حيث لا يمر أسبوع أو حتى ثلاثة أيام دون أن يتوجه المواطنون في كركوك لشراء السمك".

ومع ذلك، يضيف عمار، إن "هناك ارتفاعًا كبيرًا في أسعار السمك، حيث بلغ سعر ثلاثة كيلوغرامات أكثر من 30 ألف دينار عراقي، مما يجعلها وجبة غير ميسورة للكثيرين"، موضحا أن "هذا الارتفاع في الأسعار يثقل كاهل ذوي الدخل المتوسط والفقراء، حيث يضطرون لدفع حوالي 90 ألف دينار لشراء السمك لوجبة واحدة فقط".

ويشير عمار إلى أن "تجار الأسماك لا يراعون في تسعيرها الطبقة المتوسطة والفقراء، حيث يركزون على تحقيق الربح فقط دون النظر إلى تأثير ذلك على ذوي الدخل المحدود، كما أن هناك غيابًا للرقابة على سوق السمك وأسعارها."

مراقبة دورية لأسواق الأسماك  

تشير دائرة المستشفى البيطري في محافظة كركوك إلى أن الأسماك المباعة في العلاوي المخصصة لبيع الأسماك تخضع لمراقبة دورية.

وفي هذا السياق، يقول مسؤول الأسماك في المستشفى البيطري الدكتور زياد عارف صالح لوكالة شفق نيوز، إن "المستشفى البيطري في كركوك يتولى متابعة العلاوي في أسواق المحافظة، بما في ذلك السوق الرئيسي في سوق 'أحمد آغا' وسط المدينة، حيث قامت الفرق الصحية بفحص الأسماك مباشرة وأخذ عينات لتحليلها للتأكد من عدم إصابتها بأمراض فيروسية وصلاحيتها للاستهلاك البشري."

ويتابع الدكتور زياد قائلًا: "جميع الأحواض التي تُباع منها الأسماك في كركوك تعتمد على بيع الأسماك الطازجة، وتستخدم مياه الآبار الجوفية وتغذى بأنواع مختلفة من الأعلاف. وفي حال ظهور أي بؤر مرضية، يمكن السيطرة عليها بفضل استخدام الأحواض الطينية الأرضية التي تتيح السيطرة الجيدة على الوضع الصحي للأسماك."