شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الفنان العراقي الاميركي مايكل راكويتز أحرج المتحف البريطاني بعدما اقترح اعادة تمثال آشوري أثري يمثل كنزا، الى بلده الاصلي في العراق.
وذكرت الصحيفة البريطانية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن راكويتز اقترح على المتحف البريطاني اعادة تمثال الثور المجنح الذي يسمى ايضا باسم "لاماسو"، على أن يتبرع هو بأحد منحوتاته الصخرية الخاصة والتي تجسد ثورا.
وجاء اقتراح الفنان العراقي الأمريكي في رسالة وجهها الى المتحف البريطاني ويتضمن المبادلة بين التمثال الآشوري التاريخي، وبين تمثاله المعاصر، على أن يعود التمثال الآشوري الاثري الى بلده العراق.
ولفت التقرير البريطاني إلى أن تمثال الفنان العراقي الأمريكي والذي يجسد ثورا، ظهر على قاعدة صخرية في ميدان ترافلجار اللندني ما بين العامين 2018 و2020.
وبحسب الاقتراح؛ فإن التمثال المعاصر سيهدى إلى دار "تيت مودرن" البريطاني، على أن يعيد المتحف البريطاني احد منحوتتيه اللتين تمثلان ثورين مجنحين من العصر الاشوري، الى العراق، وهما تمثالين كان عالم الاثار السير اوستن هنري لايارد، قد اكتشفهما في القرن التاسع عشر.
واوضح راكوفيتز في رسالة الاقتراح ان اعادة أحد هذين الثورين من بريطانيا، ستساعد في استبدال الثورة المجنح المنتصب عند بوابة نركال الأثرية في نينوى، كان عالم الآثار لايارد، قد تركه في مكانه، الا ان مسلحي تنظيم داعش دمروه خلال احتلالهم للموصل في العام 2015.
وذكر التقرير؛ أنه من المتوقع أن يكون اقتراح راكويتز على جدول أعمال زيارة وزير الثقافة العراقي الجديد أحمد فكاك البدراني الى لندن في الشهر المقبل، حيث من المتوقع أن يقوم بجولة في المتحف البريطاني.
وفي رسالته إلى المتحف البريطاني، قال راكويتز "عندما كنت افكر في هديتي لامة بريطانيا العظمى (تمثال الثور في ميدان ترافلجار) بدأت اتصور ان بالامكان ارفاقها بهدية ثانية: عودة أحد الثوريين من المتحف البريطاني، الى العراق، ليحل محل ما دمره داعش".
وذكر راكويتز بحجم الدمار الذي لحق بالآثار وغيرها في العراق، والى شهية الغرب ونهمه للأشياء المتعلقة بالشرق، بينما لم يظهر اهتماما مشابها بشعوب المنطقة، مشيرا الى ان اعادة تمثال الثور المجنح الى نينوى سيكون اكثر من مجرد جواب وإنما خطوة اصلاحية.
ولفت راكويتز إلى أن المتحف البريطاني رفض الفكرة في البداية عندما اقترحها للمرة الاولى في العام 2020، وجرى إبلاغه بأن المتحف ساعد في إنتاج نسخ طبق الأصل من النسخ الأصلية.
واشار التقرير الى انه منذ ذلك الوقت، أصبح الخبراء الآخرون في المتحف أكثر تعاطفا مع موقفه، مضيفا أن دار "تيت مودرن" كانت تضغط ايضا من وراء الكواليس من أجل تحقيق ذلك.
كما قال راكويتز أنه عندما اتصل بمسؤولين في وزارة الخارجية العراقية بشأن الاقتراح الذي قدمه، فإنه لمس حرصا على عودة الثور المجنح القديم الى العراق.
وتابع قائلا ان المسؤولين العراقيين بينما اظهروا حبهم لتمثل الثور المجنح الذي صنعه هو، إلا أنهم "لم يرغبوا في ترك بريطانيا تفلت من مأزقها، وانهم يريدون عودة الآثار الحقيقية (الثور المجنح)"، مضيفا أن هناك ضرورة لعودة أحد الثورين المجنحين من لندن الى العراق".
ونقل التقرير عن استاذة تاريخ الشرق الاوسط القديم في جامعة كوليدج لندن اليانور روبسون، ان المتحف البريطاني يبدو وكأنه يخفف من موقفه بشأن اعادة الكنوز الى بلدها الاصلي، مشيرة إلى أن تجديد متحف الموصل على رأس جدول الأعمال لأنه تضرر بشدة من قبل داعش.
الا انه اشار الى انه من غير الواضح ما إذا كان الوزير العراقي سيضغط من أجل اعادة الثور المجنح الاصلي الى العراق.
وختم التقرير بالاشارة الى المتحف البريطاني لم يظهر التزاما بتسليم أي من الثورين الاشوريين المجنحين الى العراق، لكنه لم يستبعد احتمال تقديم قروض.
وقال متحدث باسم المتحف "لقد شاركنا في دعم الطلبات العراقية للحصول على نسخة طبق الأصل من الثور المجنح لوضعه في الجزء الخارجي من مكتبة الجامعة في الموصل، ومؤخرا متحف البصرة، حيث نعمل في شراكة منذ عقد من الزمان، وقد يشمل التعاون في المستقبل التعاون في المعارض والقروض" بحسب التقرير.
ترجمة: وكالة شفق نيوز