شفق نيوز/ ذكر موقع "العدالة إنفو" السويسري المتخصص بأخبار قضايا العدالة، أن هولندا ستشهد قريبا بدء المحاكمة الاولى من نوعها على أراضيها لجرائم متعلقة بالاقلية الايزيدية التي تعرضت للابادة في العراق.
وفي تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز؛ اوضح الموقع السويسري ان السيدة الهولندية التي تحمل اسم "حسناء العرب" (31 سنة)، من بلدة من بلدة هينجيلو الهولندية، تواجه اتهامات بالارهاب وفرض العبودية التي تعتبر جريمة ضد الانسانية.
وبذلك، فان هولندا تصبح الدولة الثانية التي تلاحق أعضاء في تنظيم داعش لارتكاب جرائم ضد الايزيديين امام محكمة وطنية، وذلك بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية، حيث ان المانيا كانت الأولى التي تبادر الى ذلك حيث أدانت محكمة المانية زوجين بجرم ارتكاب ابادة جماعية ضد الايزيديين الذين يعيشون في منطقة سنجار، والذين استهدفهم داعش في العام 2014.
وذكر التقرير؛ أن حسناء العرب مثلت للمرة الاولى أمام محكمة في روتردام في 14 فبراير/ شباط، وقد وجهت إليها اتهامات بالاشتراك في العبودية كجريمة ضد الانسانية ضد امرأة ايزيدية (يشار اليها باسم Z لأسباب أمنية). وبحسب الادعاء، فإن السيدة الهولندية أجبرت الضحية الايزيدية على "القيام باعمال التنظيف والعمل المنزلي، واعداد الطعام والعناية بابنها لساعات طويلة يوميا، كعمل قسري".
ولفت التقرير إلى أن الجريمة ارتكبت في العام 2015 في مدينة الرقة السورية.
وتابع أن القضية ينظر فيها في روتردام من قبل محكمة مقاطعة لاهاي، التي تتعامل مع الجرائم الدولية، وقد عقدت جلسة ثانية في 25 أبريل/ نيسان، ومن المقرر عقد الجلسة التالية في 27 يونيو/ حزيران المقبل.
وأشار التقرير إلى أن حسناء العرب هي واحدة من 12 امرأة تمت إعادتهم من المخيمات الواقعة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، مع 28 من أطفالهن في تشرين الثاني/نوفمبر 2022. وتابع انه تم احتجاز جميع النساء عند دخولهن الى هولندا.
وبحسب التقرير؛ فإن هناك امراة اخرى متهمة بارتكاب جريمة دولية متمثلة بالنهب كجريمة حرب. وتابع أن المحتجزات يواجهن اتهامات بالانتماء الى منظمة ارهابية.
وبالنسبة إلى حسناء العرب، فإن تهمة الاستعباد تستند إلى أقوال ثلاثة شهود ايزيديين، من بينهم الضحية (Z) نفسها، حيث أوضح الادعاء ان هذه الاقوال تم تقديمها في البداية لفريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها داعش "يونيتاد".
وتابع التقرير ان حسناء العرب سافرت الى سوريا من هولندا مع ابنها البالغ من العمر 4 سنوات في العام 2015 بهدف الزواج من مقاتل مغربي من داعش، وبين بين 1 أيار/مايو و 1 آب/أغسطس العام 2015، أقامت في منزل أحد معارف زوجها في الرقة، التي كانت من أولى المناطق الرئيسية التي وقعت في ايدي داعش في العام 2014.
ونقل التقرير عن المدعية العامة ميريام بلوم خلال الجلسة الأولى من المحاكمة أن "هذه القضية يجب أن يتم النظر إليها في سياق القتل الجماعي والإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش ضد المجتمع الايزيدي"، مضيفة أن المتهمة "كانت على علم بالهجوم الواسع النطاق والمنهجي الذي استهدف الايزيديين وكانت تعلم ان (Z) ايزيدية".
لكن محاميي حسناء العرب، اندريه سيبريجتس وميرجام ليفي، يقولان إن موكلتهما لم تحتجز (Z)، ثم لجأت المتهمة الى حقها القانوني بالتزام الصمت، وهي لم تحضر الجلسة الثانية من المحاكمة في 25 أبريل / نيسان، إلا أن المتهمة أقرت بوجودها في نفس منزل (Z). وقال المحاميان أن موكلتهما كانت شابة وساذجة وقد وضعها زوجها في المنزل ثم غادرها.
ونقل التقرير عن الناشط الايزيدي وهاب حسو، المقيم في هولندا، ومؤسس منظمة "أن ال لمساعدة الايزيديين"، قوله "إننا سعداء لأن شيئا ما يتحرك اخيرا، فهذا يعني الكثير" للمجتمع الايزيدي، مضيفا انه يأمل بتحقيق المزيد في هذه القضايا قائلا "كنا نطالب الحكومات الغربية والحكومة الهولندية، بموقف أكثر نشاطا".
ولفت إلى أن حكومة هولندا لم تبدأ في التحرك إلا عندما بدأ المقاتلون الأجانب وأقاربهم يعودون الى الوطن وإثارة مخاوف من أن يشكلوا خطرا على الأمن القومي.
وقال حسو "نريد تعويضات ونريد أن يحصل الايزيديون الذين يأتون إلى هولندا كلاجئين على حق اللجوء"، مضيفا أن هناك حاجة لكي "تتحمل هذه الحكومة المسؤولية الآن لأن مواطنين هولنديين ساهموا في الإبادة الجماعية ضدنا".
ونقل التقرير عن المدير التنفيذي لمنظمة "فري ايزيدي" غير الحكومة باري ابراهيم الذي يتخذ من هولندا مقرا له، أنه "من المهم أن نرى حكومتنا تتخذ إجراءات قانونية ضد المواطنين الهولنديين، ليس فقط لانضمامهم الى داعش، ولكن أيضا بسبب الفظائع التي ارتكبوها كأعضاء في داعش ضد أفراد أبرياء مثل الايزيديين".
كما نقل التقرير عن مديرة الدعم القانوني في منظمة "يازدا" الايزيدية ناتيا نافروزوف، قولها "هذا في الحقيقة ليس كافيا".
وختم التقرير بالإشارة إلى أن هولندا تعترف رسميا بالابادة الجماعية للايزيديين في تموز/يوليو العام 2021، مضيفا ان العديد من الدول الاخرى قامت بالخطوة نفسها، لكن حتى الآن لم يبادر لم سوى المدعون العامون في هولندا وألمانيا، الى القيام بخطوات ملموسة في هذا السياق.
ترجمة: وكالة شفق نيوز