شفق نيوز/ أثار إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مؤخرا تسمية (التيار الوطني الشيعي) حفيظة الأوساط السياسية في البلاد، معتبرينه تمهيداً تدريجياً للعودة إلى الساحة السياسية والمشاركة في انتخابات الدورة النيابية السادسة المقبلة.
وأمس الأربعاء، قام الصدر بتغيير اسم التيار الصدري الى "التيار الوطني الشيعي" في كتاب أصدره متضمناً طرد أحد عناصر التيار.
وكان قيادي في التيار الصدري أبلغ وكالة شفق نيوز، يوم الأربعاء الماضي 3 نيسان 2024، بأن تحركات الصدر نحو القواعد الشعبية وتوجيه نواب الكتلة الصدرية السابقين، تأتي ضمن الاستعدادات السياسية والشعبية لعودة الصدريين للمشهد السياسي عبر بوابة انتخابات مجلس النواب المقبلة، والتي سيكون مشاركاً وبقوة فيها.
خطوة شبيهة بالأغلبية
ويرى المختص في الشؤون السياسية، صلاح الموسوي، أن اختيار تسمية التيار الوطني الشيعي لا يعني تغيير شيء في المعادلة ما دام التسمية محصورة ضمن الإطار الشيعي.
وذكر الموسوي لوكالة شفق نيوز، أن "تسمية الصدر بهذا الشأن ربما هي إشارة إلى أن هناك شخصيات شيعية غير وطنية، وهي ربما تكون الجهات الحاكمة في الوقت الحالي، وهذه الجهات لا يسعى بالضرورة الى ابعادها من النظام العام، وإنما يطرح نفسه انه هو الوطني بينهم، لانه جزء من هذه المنظومة بشكل أو بآخر".
وتابع، أن "خطوة الصدر الحالية هي شبيهة بخطوة طرح موضوع تشكيل الاغلبية الوطنية مع حزب تقدم بزعامة محمد الحلبوسي، والحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة مسعود بارزاني خلال الانتخابات الماضية".
وأوضح الموسوي، ان "طرح الصدر لهذا الموضوع، سيُبنى عليه أشياء هو يتصورها فقط، ولا يمكن لأحد التنبؤ بها مثلا على مستوى التحالفات، فربما الصدر سيسعى بهذه التسمية إلى عزل الأحزاب المرتبطة بإيران بشكل كامل، وهم أصحاب سوابق معه في السياسة حتى وصل الأمر للصدام المسلح معهم".
أدوات جديدة
ويقول رئيس المركز الإقليمي للدراسات، علي الصاحب، في حديثه لوكالة شفق نيوز، إن "المراقب للمشهد السياسي يلاحظ أن تحركات التيار الصدري في الآونة الأخيرة دلالة واضحة على رغبته في العودة الى المعترك السياسي، لكنه يبحث هذه المرة عن آلية وأدوات جديدة يستطيع من خلالها تشكيل حكومة الاغلبية السياسية والتي اسمها هذه المرة الاغلبية الوطنية، محاولا بذلك عزل بعض خصومه التقليديين في البيت الشيعي وتحديدا من داخل الإطار التنسيقي، رغم كل ما اشيع من تقارب في وجهات النظر والجلوس على طاولة الحوار مع جناح نوري المالكي مؤخرا".
ويضيف، "رغم أن التكهن في خطوات الصدر او حتى ما يفكر به ليست باليسيرة، لكن هناك تلميحات باتت قوية وربما إجراءات من داخل هيكلية التيار تؤشر الى ان العودة قريبة وممكنة، ولاسيما ان الصدر يحاول انغماس تياره داخل المجتمع العراقي، ورفع كل القيود ما بين مفاصل التيار والمجتمع، أي ما معناه انه يريد اسناد جماهيري يتعدى حدود التيار وجمهوره العقائدي".
ولفت الصاحب، إلى أن "المواطن العراقي وتحت الظروف المعيشية الصعبة وخذلان بعض مؤسسات الدولة لاحتياجاته الضرورية في الصحة والتعليم والخدمات بات هو الآخر يبحث عن مخرج من هذه الازمات ان لم نقل يبحث عن منقذ لذلك نستطيع القول ان قادم الأيام سيشهد متغيرات كثيرة يكون التيار الصدري ابرز ملامحها وابطالها".
الصدر يريد العودة تدريجياً
بدوره يقول المحلل السياسي، سيف سعدي، إن التيار الصدري بدأ يمهد تدريجياً للعودة إلى الساحة السياسية خصوصاً بعد لقاء الصدر بالمرجع الاعلى للشيعة بالعراق اية الله علي السيستاني، وقد أعقب هذا اللقاء عدة قرارات منها استبعاد قيادات بارزة في التيار الصدري وعزلها وكذلك حل موكب آل الصدر ودمجه بالمجتمع او ما اسماه الفضاء الوطني"، مبينا ان "هناك تحفظات على التسمية التي أوردها الصدر من تسمية التيار الوطني الشيعي، لأنه لا يمكن دمج المكوناتية مع الوطنية، ولكن تبقى هي نظرته للواقع السياسي".
وتابع سعدي في حديث لوكالة شفق نيوز، "نرى أن عودة التيار الصدري للمشاركة في الدورة النيابية السادسة باتت قريبة وشيكة، ولا سيما هناك العديد من المعطيات حول هذا الموضوع منها إعادة اجتماع الفائزين المنسحبين من التيار الصدري في الدورة النيابية الاخيرة، اذ ان هذا الامر يدل على إعادة ترتيب الأوراق والتحضير للمرحلة المقبلة"، مؤكدا أن "التيار الصدري هو ركن من أركان العملية السياسية وله تأثير بشكل مباشر أو غير مباشر عليها".
واضاف، "حسب القراءة للمنهاج الحكومي وكما ورد في باب التشريع، الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة، لكنه لم يتم التحديد لموعدها وهو امر ملزم من الناحية الدستورية، بان المنهاج الذي تم التصويت عليه ملزم بالتطبيق في الواقع ومن ضمنه إجراء انتخابات مبكرة والتيار الصدري يعول على هذه الفقرة".
واكد سعدي، ان "إطلاق الصدر تسمية (التيار الوطني الشيعي) تعني ان في السياسة كل شيء وارد، وربما نشهد دخوله بتحالف مع السيد السوداني رئيس مجلس الوزراء الحالي في الانتخابات المقبلة، لان السوداني تم منحه فرصة وهو يقترب نوعا من باقي أطياف المجتمع بعدم وجود خلاف معهم، وانما الخلافات الحالية مع الإطار ذاته، وليست مع الحكومة وهي سابقة في الحقيقة أن تكون الحكومة ليست طرفاً مشاكساً مع الأطراف المكوناتية الأخرى في المجتمع".
وأوضح،" اما بالنسبة للمالكي فلا يمكننا إطلاقا مشاهدة الصدر دخوله بتحالف معه، بسبب نوعية الخلاف الذي بين الطرفين وهو خلاف بنيوي في العقيدة".