شفق نيوز/ تناول "معهد واشنطن" الأمريكي مخاطر ما أسماها "حرب الطاقة" التي لوحت بها فصائل عراقية مسلحة ضد دول عربية خصوصا دولة الإمارات والمملكة السعودية والبحرين، وذلك في حال قامت اسرائيل بمهاجمة البنية التحتية للطاقة في ايران.
وأشار التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، الى ان "هذه التهديدات هي بمثابة رسائل من طهران لواشنطن، و تشكل إحراجا للحكومة العراقية فيما لو نفذت".
وذكر، انه من اجل تبرير مثل هذه الهجمات المحتملة، فان "فصائل المقاومة" العراقية، شنت حملة تشويه ضد بعض الدول العربية، وخصوصا الإمارات والسعودية، من خلال خطاب يستهدف تصوير مثل هذه الدول على أنها متواطئة في دعم إسرائيل، ما يمهد الطريق أمام هذه الفصائل لتبرير هجماتها المستقبلية المحتملة ضد مرافق الطاقة الحيوية لديهم.
وبعدما لفت التقرير إلى ان مثل هذه التهديدات من جانب الفصائل العراقية بدأت تظهر وتتردد منذ الهجوم الصاروخي الايراني على اسرائيل في الاول من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، وتهديد اسرائيل باستهداف قطاع الطاقة الإيراني، أوضح أنه في 13 تشرين الاول ، نشرت "كتائب صرخة القدس" التي وصفها بأنها جماعة تابعة لميليشيا حركة النجباء وكانت تعرف سابقا باسم "أصحاب الكهف"، شريط فيديو يهدد بمهاجمة البنية التحتية للطاقة في عدة دول عربية.
وتابع التقرير ان الفيديو أشار الى هذه المواقع باعتبارها "الموارد الاقتصادية العربية التي تدعم الكيان الصهيوني الخبيث"، مضيفا انه "سيكون لنا نصيبنا في وقف هذا الدعم وقطع تصدير الطاقة".
واستعرض الفيديو نفسه خريطة توضح الأهداف التالية، ميناء جبل علي (دبي)، و"ميناء المنامة عيسى"، في إشارة الى ميناء سلمان في البحرين، و معبر نهر الأردن، الى جانب منشأتين للغاز في السعودية ، ومنشأة أرامكو للغاز.
وذكر التقرير أنه قبل يوم من نشر هذا الفيديو، أطلق رئيس المجلس التنفيذي لحركة النجباء ناظم السعيدي، تهديدات مماثلة على التلفزيون، حيث حذر من أن "المقاومة العراقية ستستهدف مراكز الطاقة إذا ما تم قُصِفَت منشآت النفط الإيرانية".
وبحسب التقرير، فإن "كتائب حزب الله" تعتبر أول فصيل عراقي يصعّد من خطاب "حرب الطاقة"، موضحا أن "أبو علي العسكري"، نشر في 3 تشرين الاول/اكتوبر رسالة على تطبيق "تلغرام" جاء فيها، أنه "إذا بدأت حرب الطاقة، سيخسر العالم 12 مليون برميل من النفط يومياً، وكما قالت كتائب حزب الله “سابقًا، إما ينعم الجميع بالخيرات أو يُحرم الجميع".
واضاف التقرير انه بعد رسالة التهديد هذه، نشر الامين العام للجماعة ابوحسين الحميداوي بيانا تضمن لغة شديدة اللهجة ضد بعض الحكومات العربية. حيث قال "لقد تجسدت في جبهة العدو كل أنواع الشر والهمجية والإجرام، متخطيةً كل حدود التصور البشري، وباشتراك مباشر وفعال من أمريكا الشر والدول الغربية التابعة لها، وبدعم من نظام السيسي والنظام الأردني الخبيث، والكيان السعودي بمؤسساته الوهابية، والنظام الإماراتي، وستُحفر أفعال هؤلاء في ذاكرة الأمة ما سينتج بركانا من الغيض والانتقام لا يمكن إيقافه".
واشار التقرير الى ان "ابو علي العسكري" نشر لاحقا بيانا اخر جدد فيه تهديداته حول "حرب الطاقة" ومهاجمة الحكومات العربية، حيث قال إنه "من حيث المبدأ، لن نبدأ حربًا في مجال الطاقة، ولكن إذا بدأت، فإن العالم سيخسر 12 مليون برميل من النفط يومياً، وهذا ما سنتدبر أمره بعون الله. أما بخصوص ما سيفعله الإخوة اليمنيون في باب المندب، والإخوة الإيرانيون في مضيق هرمز، فالله أعلم".
وتابع قائلا إن ما وصفها بـ"انظمة الشر" تتضمن ما ذكره الأمين العام في بيانه الأخير، وهي نظام السيسي، والنظام الأردني، والكيان السعودي بمؤسساته الوهابية، والنظام الإماراتي".
ونبه التقرير الأمريكي إلى انه سبق لكتائب حزب الله، ان شنت "هجمات على أهداف خليجية باستخدام جماعة "ألوية الوعد الحق" الموالية لها، التي هددت بشن هجمات ضد القواعد الأمريكية في الخليج في 24 تشرين الأول/أكتوبر 2023. كما نفذت هجمات ضد البنية التحتية للطاقة في الخليج انطلاقا من العراق، حيث استهدفت، على سبيل المثال، اهدافًا سعودية في مايو/أيار وسبتمبر/أيلول 2019.
وختم التقرير بالقول إنه من المرجح أن تكون حركة النجباء وكتائب حزب الله قد أطلقتا التهديدات الحالية نيابة عن "فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، مضيفا انه ايران تستخدم الميليشيات العراقية كأداة لإيصال رسالة إلى الولايات المتحدة والقوى الأخرى، بأن الضربة الإسرائيلية على البنية التحتية النفطية الإيرانية، يمكن أن يكون لها آثار مزعزعة للاستقرار، وذلك من دون أن تضطر طهران إلى انتهاك اتفاق عدم الاعتداء الذي أبرمته مع السعودية العام الماضي بوساطة صينية.
وخلص التقرير الى القول إن إطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ كروز من العراق، قد يؤدي إلى إلحاق أضرار جسيمة بموقع أو موقعين نفطيين عربيين، رغم أن تأثيره سيكون محدودًا مقارنة بهجوم صارم من جانب إيران، وهو مما قد يعرض الحكومة العراقية الهشة للاحراج وللمزيد من الضغوط.