شفق نيوز/ قبيل 27 يوماً على فتح مراكز الاقتراع أمام الناخبين بشكل عام، و25 يوماً أمام النازحين ومنتسبي الأجهزة الأمنية ونزلاء السجون والمستشفيات في "التصويت الخاص"، ثمة قلق متزايد يلاحق المرشحين للانتخابات في معظم المحافظات العراقية، هذا القلق يتمثل بحملات تشويه وتمزيق للافتات الانتخابية.
وإثر تزايد هذه الحالات، أصدر مجلس القضاء الأعلى، توجيهاً إلى الأجهزة الأمنية كافة، باتخاذ إجراءاتها ضد كل من يعتدي على صور المرشحين.
زي مدني لصيد المخربين
وعلى الفور، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، المباشرة بتطبيق توجيه القضاء الخاص بمنع الإساءة لصور وبرامج مرشحي الانتخابات.
المتحدث باسم القيادة، اللواء تحسين الخفاجي، وخلال حديثه لوكالة شفق نيوز، قال إن "القوات الأمنية باشرت بإرسال مفارز من الاستخبارات والأمن وكذلك الأجهزة الأمنية الأخرى لمراقبة وملاحقة كل من يقوم بتمزيق أو رفع صور المرشحين، كما أنها ومن خلال الكاميرات شخصت بعضاً من الأشخاص الذين يقومون بذلك وبصدد إلقاء القبض عليهم".
وقدم عدد من المرشحين دعوى ضد بعض الأشخاص الذين اعتدوا على صورهم، بحسب الخفاجي، الذي أشار إلى أن مديرية الاستخبارات العسكرية والقوات الأمنية الأخرى، بدأت في "ارتداء زي مدني لملاحقة كل من يقوم بهذه الأعمال".
"أذرع" الساسة
تمزيق وتخريب اللافتات والبوسترات الانتخابية، بوجهة نظر البرلمانية الحالية ناهدة الدايني، أعمال جبانة تقف وراءها جهات سياسية تخشى الهزيمة المبكرة في الانتخابات وتخاطب الجماهير بأساليب همجية بعيدة عن المنافسة الشريفة واحترام إرادة الجماهير والناخبين في اختيار ممثليهم والمدافعين عن قضاياهم.
الدايني أشارت خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أن "اللافتات الانتخابية باتت مصدر رعب لبعض المرشحين واستهدافها يعبر عن ثقافات متخلفة بعيدة عن الواقع الميداني وما تتطلع إليه الجماهير"، محذرة من أن هذه الأعمال "تضع العملية الانتخابية في خانة الاهانات والانتقاص، وتقود لعزوف انتخابي بدوافع الخوف والتوجس".
وطالبت بضرورة تفعيل الإجراءات الرادعة ضد المخربين ممن يستهدفون اللافتات الانتخابية، وإنزال أشد العقوبات بحقهم لعكس الصورة الحضارية للعملية الديمقراطية وحماية حرية الرأي والتعبير.
إفلاس سياسي
فيما اعتبرت البرلمانية الحالية، تمزيق اللافتات والبوسترات الانتخابية "إفلاساً سياسياً وشعبياً لبعض الجهات وأعوانها المأجورين"، مبينة أن "أصوات المرشح تحصد بالانجازات والمصداقية مع الجماهير لا عبر الشعارات التي تحملها اللافتات فقط".
نائب محافظ ديالى الفني، محمد قتيبة البياتي، أيد رأي الدايني، بأن تمزيق اللافتات الانتخابية "إفلاس للخصوم"، وأن هذه اللافتات مجرد سنن تعريفية معمول بها وأن "المعرف لا يعرف".
استهداف للأقوياء
بدوره رأى، أمين عام مجلس ديالى السابق، خضر مسلم العبيدي، أن استهداف اللافتات الانتخابية "يطال مرشحين أقوياء في عموم المناطق وهو عمل منظم وممنهج تقوده جهات سياسية متنافسة."
ووصف العبيدي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، تلك الحوادث أعمال "ضعاف النفوس أو أتباع مأجورين لبعض المرشحين"، مشدداً على ضرورة "تسيير دوريات رصد ومتابعة أمنية لمنع استهداف لافتات المرشحين الانتخابية".
ضعاف نفوس
في إطار ذلك، حصر مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في ديالى، صلاح المجمعي، حوادث استهداف اللافتات الانتخابية بـ"دوافع سياسية ومنافسات غير شريفة وشاذة لمرشحي أحزاب ضعاف النفوس".
وقال المجمعي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إن مكتبه رصد الكثير من حوادث التخريب والتمزيق للافتات والبوسترات الانتخابية في عموم مناطق ديالى.
وأشار إلى أن "تمزيق البوسترات لن يؤثر على نتائج الانتخابات او توجهات الجماهير الانتخابية"، مختتماً حديثه بمطالبة مفوضية الانتخابات والأجهزة الأمنية كافة بـ"توحيد وتفعيل جهود حماية الحملات الانتخابية والدعائية للمرشحين".