شفق نيوز / أكد مايلز كاغينز، المتحدث الرسمي لقيادة قوات التحالف الدولي في العراق، ان التحالف مؤمن بأن استمرارية التواصل الكامل بين قوات البيشمركة والقوى الامنية العراقية، يؤدي الى القضاء على داعش بصورة أكبر.


وأجاب كاغينز، في حوار خاص، مع وكالة شفق نيوز بشأن طائفة واسعة من القضايا من بينها الوضع الأمني بمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، والأخبار عن انسحاب قوات التحالف من العراق، والموقف من القصف التركي للأراضي في اقليم كوردستان، وملفات أخرى. 


-وكالة شفق نيوز: بداية نود أن تضعونا بالصورة بشأن خطط التحالف الدولي للانسحاب من العراق، لأن اطرافاً تعتقد بوجود حاجة ضرورية لتلك القوات، لكن اطرافاً اخرى تعتقد ان القوات العراقية تكفي لحفظ الأمن، ما هو تقييمكم للوضع بهذا الخصوص؟


- مايلز كاغينز، "في عام 2014 جرى استدعاء التحالف الدولي بالعراق من أجل القضاء على تنظيم داعش، الذي كان مسيطراً على مدن واسعة في العراق مثل الموصل وتكريت والانبار، منذ ذلك الوقت قام التحالف الدولي بالتعاون مع القوات العراقية بتحرير ثمانية ملايين مواطن عراقي وما يقارب 110 ألاف كيلو متر مربع من أراضي العراق من خطر داعش.

ويضيف انه في بداية عام 2020، قامت قوات التحالف الدولي بتسليم او اعادة سبع قواعد عسكرية إلى حيازة قوات الامن العراقية، وتلك القواعد، تقع في القائم وكركوك والقيارة، والقواعد تحتوي على مكان سكن للجنود مطور وحديث وميادين رمي حديثة وفي الوقت نفسه دربنا ما يطلق عليهم  بالمدربين العراقيين ليدربوا بدورهم العناصر العراقية الملتحقة.

ويتابع كاغينز: وفي 16 من شهر آب الجاري قامت قوات التحالف الدولي بتسليم مخزن امن وعتاد إلى القوات العراقية، وهذا المخزن يستعمل لخزن الاطلاقات النارية والصواريخ، بسبب نجاحات قوات الامنية العراقية، وان قوات التحالف الدولي بدأت تتقلص، مثلاً بمدينة الموصل كانت قوات التحالف تتواجد في قاعدة القيارة لمحاربة داعش بالتنسيق مع القوات العراقية، وبعد ان تم تحرير المدينة منذ ثلاث سنوات فلا يوجد سبب لاستمرار تواجدنا في الموصل.

ويوضح المتحدث الرسمي للقيادة قوات التحالف الدولي، حجم قوات التحالف في العراق بالقول: عندما كنت بالعراق بالسابق كان عديد قوات التحالف في البلد 120 الفاً منذ 2003 إلى 2009، وفي هذا اليوم يتواجد اقل من 10 آلاف عنصر من قوات التحالف بالعراق.

ويزيد كاغينز: حاليا قوات التحالف لديها مشرفين من اجل مساعدة القوات العراقية، ومعهم بعض العناصر لتقديم الدعم والامن،  وفي الحقيقة الذين يدافعون عن العراق أمام داعش هم، قوات القوى الامنية العراقية والبيشمركة؛ وبعض قوات الحشد التي تصدت لداعش.

وينوه إلى ان قوات التحالف الدولي بدأت تتقلص شيئاً فشيئاً بالاخص عام 2020، "وحاليا اتواجد انا المتحدث باسم التحالف الدولي بقاعدة عراقية يديرها الأمن العراقي، ولدينا علاقة قوية بهم، والزملاء من العراقيين تحدثوا عن اهمية تواجد قوات التحالف الدولي في العراق". 

-شفق نيوز: كما هو ملاحظ مؤخرا تزايد التفجيرات التي تستهدف الأمدادات اللوجستية للتحالف الدولي جنوبي العراق، ما تعليقكم، ومن تعتقدون الجهة المستهدفة؟

-كاغينز: أن الأرتال التي تقوم بنقل المواد اللوجستية ليس فيها أي عنصر من عناصر التحالف الدولي، وللتوضيح أكثر فإن القوافل مكونة من عجلات عراقية وسواق عراقيين وتسير على شوارع عراقية، الا ان من يقوم بالهجمات، مجاميع خارجة عن القانون لاستهداف القوافل، مشيراً الى انه "في اغلب الاحيان هذه القوافل تحمل مواد لوجستية عسكرية لدعم قوات الأمن العراقية المتواجدة في الخطوط الامامية من اجل القضاء على داعش، وأحيان أخرى تحمل هذه القوافل مواد لوجستية تابعة للتحالف الدولي من اجل اخراجها من العراق، لكن لا اعرف ماهي نوايا هذه المجاميع الخارجة عن القانون، ولماذا تستهدف هذه القوافل، ولو كنت عراقيا لسألت: لماذا هذه المجاميع تستهدف القوافل؟ 

- وكالة شفق نيوز:  بعد اغتيال سليماني والمهندس تزايدت عمليات قصف المنطقة الخضراء، هل عرضتم على الحكومة العراقية طرق دفاعية خاصة؟

- كاغينز "منذ تواجدنا هنا بالقاعدة، الهجمات التي تتعرض لها المنطقة الخضراء متنوعة، اننا لا نهاجم ولا ندخل بصراع مع أي دولة مجاورة للعراق، اذ أن التحالف جرى استدعاؤه  للقضاء على داعش بصورة محددة، ونحن كعسكريين لدينا الحق للدفاع عن أنفسنا، وان تركيزنا الأساسي هو القضاء على داعش، علماً ان الحكومة العراقية صرحت انها ستدافع عن البعثات الدبلوماسية". 

- وكالة شفق نيوز: كيف ترون تقويم تدريب وكفاءة قوات البيشمركة؟ 

- كاغينز: لتحالف الدولي بصورة عامة له تقويم لقوات الأمن العراقية بأكملها وهي أقوى من تنظيم داعش، وفي اقليم كوردستان قمنا بتدريب نحو 5500 عنصر بالبيشمركة، وايضا قمنا بتدريب المدربين، وفي المستقبل سيتولون تدريب العناصر الملتحقة بقوات البيشمركة، بالاجمالي قمنا بتدريب ما يقارب 240 ألف عنصر من قوات الأمن العراقية منذ عام 2014، بسبب ما يظنه بعض العناصر والجهات من ان قوات التحالف الدولي متمثلة فقط بامريكا"، لافتاً الى ان "تدريب القوات يجري بوساطة دول عدة، والتي دربت البيشمركة هي من هنغاريا وفنلندا وايطاليا والمملكة المتحدة بريطانيا، كما قامت ألمانيا بتوفير مدربين لتدريب قوات البيشمركة بمنطقة اتروش وتدريب الأمن العراقي بقاعدة عين الاسد، واسبانيا هي واحدة من أكثر الدول الداعمة ولها دور فعال بقوات التحالف الدولي وتدريب الأمن من الجيش والشرطة بقاعدة بسماية في بغداد، وان هذه القوات قامت بأعمال بطولية بتحرير الانبار من نفوذ داعش". 

- وكالة شفق نيوز: ماهو دور التحالف الدولي في المباحثات الأخيرة والخاصة بإعادة انتشار قوات البيشمركة في المناطق الساخنة؟

- مايلز كاغينز: توجد اجتماعات على مستوى عال من أجل القضاء على داعش في المناطق الساخنة، وان هذه الاجتماعات تجري على مستوى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس وزراء كوردستان مسرور بارزاني وكذلك على مستوى ضباط بوزارة الدفاع العراقية وضباط بقوات البيشمركة"، مبينا ان "هناك عمليات تجري وفق تنسيق مشترك في مناطق جبال مكحول وحمرين وطوزخورماتو على مستوى عال من الاهمية من اجل القضاء على تواجد داعش في المناطق الساخنة، وهناك تنسيق ذو اهمية عالية بين قوات البيشمركة وبقية القوات العراقية من اجل القضاء على داعش". 

ويردف: في الشهر الماضي "عملية ابطال العراق" كانت منفذة من قوات الجيش والشرطة العراقية وقوات البيشمركة وبعض قوات الحشد الشعبي وبالتنسيق بين  القوات كافة ادى ذلك الى القضاء على بقايا داعش في نحو اربعة الاف كيلومتر مربع في محافظة ديالى، وفي عطلة نهاية الأسبوع قام ابطال القوى الامنية العراقية، متمثلة بمكافحة الإرهاب بالقاء القبض على خمسة من عناصر داعش وهم مطلوبين على مستوى عال جدا، وبين هؤلاء الخمسة مسؤولون عن مجزرة سبايكر التي حدثت قبل خمس سنوات، وهذا شيء يعكس قابلية وقوة والتزام قوات الامن العراقية بشتى صنوفها بالقضاء على داعش في أي مكان يتواجدون فيه". 

ويتابع حديثه بالقول"قام التحالف بدعم هذه العمليات التي تشن للقضاء على داعش بالطائرات المسيرة من اجل الاستطلاع، وكل هذا الدعم جاء من خلال طلب الحكومة والامن العراقي من التحالف الدولي، وان التحالف مؤمن بأن  استمرارية  التواصل الكامل  بين قوات البيمشركة والامن العراقي يؤدي الى القضاء على داعش بصورة اكبر". 

وعن سؤال بشأن تقويم قوات التحالف للتأثير الحالي لتنظيم داعش، واين يكمن الخطر؟

يجيب مايلز كاغينز : في الوقت الحالي داعش ليس له تاثير واضح جدا، وليس له قدرة وقابلية السيطرة على المواطنين او الارض، وبالنتيجة فان داعش فقد سيطرته، وان قوات الامن العراقية لها القوة والقابلية للقضاء على داعش، وان التحالف الدولي ملتزم مع الشعب العراقي والشعب السوري في شمال سوريا.

وفي اجابته عن  واقعة تبادل إطلاق النار بين قوات التحالف الدولي وقوات النظام السوري، كيف حدث، وما هو تعليقكم على ذلك؟

يوضح كاغينز "ان قوات التحالف الدولي مشتركة مع قوات سوريا الديمقراطية من اجل القضاء على بقايا داعش في شمال سوريا، واليوم  على امتداد  15 كيلومتر في منطقة القامشلي كانت هناك دورية لقوات التحالف الدولي، الا انها اقتربت من سيطرة تابعة لقوات النظام السوري، هذه الدورية كانت بمعية  قوات سوريا الديمقراطية، كانوا يبحثون عن عناصر داعش في المنطقة؛ وبسبب قيام قوات النظام السوري باطلاق النار باسلحة خفيفة باتجاه قوات التحالف وسوريا الديمقراطية، فان قوات التحالف لها حق الدفاع عن نفسها وقامت بالرد على قوات النظام وبعدها تم تدمير نقطة السيطرة بشكل كامل وعادت قواتنا إلى مواقعها"، مشيرا الى ان هناك "علاقات بين  التحالف وقوات سوريا الديمقراطية والأمن العراقي من اجل المحافظة على الحدود العراقية السورية لمنع تسلل عناصر داعش، وان قوات التحالف الدولي ملتزمين بحفظ الأمن ودعم القوات بهذه المنطقة".

ويضيف: بالنسبة لقوات التحالف الدولي فإنها تتحدث مع القوات الروسية المتواجدة أيضا في سوريا وتنسق اذا تواجدت اي دوريات على الارض متمثلة بالعجلات او في السماء بطائرات، وهذا التنسيق يمنع اي صدام قد يحدث بالمستقبل، وفي السنوات السابقة كانت هناك عدة دوريات لكن لم يحدث اي حادث، بالنسبة ما حدث يوم الاثنين لم يحدث مثله سابقا وما تزال الحادثة قيد التحقيق.

وعن التحركات التركية وتوغل وقصف القوات التركية على الأراضي العراقية، لاسيما في اقليم كوردستان، وموقف  التحالف الدولي بشأن ذلك. 

يختم المتحدث الرسمي لقيادة قوات التحالف الدولي في العراق، مايلز كاغينز، هذا الحوار بالقول: بالنسبة للتحالف واجبه الأساسي وتركيزه الوحيد القضاء على داعش، وفيما يخص الفعاليات العسكرية التي تحدث في اقليم كوردستان فليست من اختصاص التحالف الذي أنشأ للقضاء على داعش، التحالف مراقب للوضع في اقليم كوردستان، مستدركاً "و في الوقت نفسه نعزي عائلات الشهداء من ضباط قوات الحدود العراقية، ومن معهم، وان من اهداف التحالف ان يحاول تجنب الخسائر المدنية وارواح الابرياء وهذا المبدأ يؤمن به التحالف الدولي بصورة خاصة".