شفق نيوز/ أعلن التحالف الدولي، تقديم مساعدات تجاوزت أربعة مليارات دولار للعراق، في إطار التصدي لتنظيم داعش، فيما لفت إلى أن بقاءه في العراق مرتبط بتفاهمات بغداد وواشنطن وطلب الحكومة بهذا الخصوص، اتهم مجاميع خارجة على القانون باستهداف ارتال الدعم اللوجستي المقدم للجانب العراقي.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، اتفقت واشنطن وبغداد، في بيان مشترك، على تحول دور قوات التحالف الدولي من محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي إلى دور "استشاري تدريبي"، مع انسحاب تدريجي للقوات الأجنبية من العراق وفق جدول زمني محدد.
ومنذ 2014، تقود واشنطن تحالفا دوليا لمكافحة "داعش"، الذي استحوذ على ثلث مساحة العراق آنذاك، حيث ينتشر بالعراق نحو 3000 جندي للتحالف، بينهم 2500 أمريكي.
"ملترمون بهزيمة دائمة لداعش"
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد واين ماروتو، في مقابلة خاصة مع وكالة شفق نيوز، "يشترك التحالف والعراق في شراكة أمنية قوية تشمل مجموعة من الأنشطة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والأمن البيولوجي وأمن الحدود وبناء المؤسسات الدفاعية، التي تعزز الأمن العراقي والأمريكي".
وأضاف أن "مهمة التحالف لم تتغير، نحن في العراق بناء على طلب حكومته، ونعمل مع القوات الشريكة لنا – القوات الأمنية العراقية والبيشمركة-، ملتزمون بالهزيمة الدائمة لداعش، كما نواصل توفير الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع واللوجستيات وتقديم المشورة وتمكين القوات الشريكة على المستويين العملياتي والاستراتيجي، بالإضافة إلى توفير القوة الجوية عند الطلب".
"القتال ضد داعش لم يكتمل بعد ويسعدنا أن نرى أن قوات الأمن العراقية قد انتقلت الآن إلى زمام المبادرة، وحيث كان التحالف يقاتل بجانبهم على الأرض، الآن يقوم العراقيون بالقتال بأنفسهم. لقد تحولت مهمة التحالف من مهمة قتال مباشر إلى مهمة دعم أكثر لهم، تدريب، تقديم المشورة، المساعدة، غالبًا على مستوى عالٍ جدًا، وبعيدًا عن القتال على الأرض"، يقول ماروتو.
أكثر من أربع مليارات مساعدات للعراق
كما تطرق المتحدث باسم التحالف الدولي، بشأن برنامج صندوق التدريب والتجهيز (CTEF) (الممول من الحكومة الأمريكية) الذي يمنح معدات للقوات الأمنية العراقية، وبين أن التحالف يشرف على هذا البرنامج لتوفير معدات قدرة بالغة الأهمية لقوات الأمن العراقية في مهمتها المستمرة لهزيمة داعش.
وقال إنه تم تصميم برنامج CTEF لتوفير مصدر مرن وموثوق للتمويل والتدريب والدعم التشغيلي لتعزيز شركاء التحالف وقدرات قوى الأمن الداخلي لمواجهة تهديدات داعش الحالية والناشئة والمستقبلية. منذ عام 2014، قامت قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب بتوفير أكثر من 4.13 مليارات دولار من المواد والخدمات والرواتب والدعم لشركائنا الأمنيين ومهمتهم في هزيمة داعش. في كانون الثاني (يناير) 2021، استلم شركاؤنا العراقيون أربعة أبراج مراقبة للنشر الأولي السريع لإيروستات (RAID) (ما يقرب من 14 مليون دولار من معدات أنظمة المراقبة).
وأضاف "نظرًا لأن الأبراج تهدف إلى إعادة تحديد موقعها، فسيتم وضعها في البداية في مواقع داعش عالية الكثافة. ستوفر أبراج RAID والملحقات المصاحبة لها للجيش العراقي معلومات أساسيًة بالموقف ضروريًا لتحسين الأمن والعمليات اليومية في القواعد العسكرية العراقية وحولها. فنظام RAID عبارة عن مزيج من الكاميرات ومعدات المراقبة الموضوعة على أبراج عالية وأجهزة تهوية، من أجل مراقبة منطقة واسعة حول مواقع مهمة. ستستمر قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب في بناء قدرات وإمكانيات قوات الأمن العراقية لضمان الهزيمة الدائمة لداعش".
"عصابات تستهدف الارتال"
وبشأن آلية تواجد قوات التحالف الدولي في العراق، قال ماروتو "إن قوات التحالف موجودة بناء على دعوة من الحكومة العراقية، ونحن نحترم سيادة البلاد. سيتم تحديد وتوقيت إعادة نشر القوات المقاتلة المتبقية من العراق في المحادثات الفنية المقبلة بين الحكومة الأمريكية وحكومة العراق".
وفيما يخص استهداف ارتال الدعم اللوجستي التي يقدمها التحالف إلى الجانب العراقي، يوضح ماروتو "هناك اعتقاد خاطئ بأن داعش أو العصابات الخارجة عن القانون تهاجم القوافل الأمريكية التي تنقل الإمدادات إلى القواعد الأمريكية في العراق. هذا ليس صحيحا. بالنسبة الى داعش، فهو لا يسيطر على أي أرض، وتطارده قوات الأمن العراقية بفاعلية مواقع اختبائها بدعم من التحالف.
لكن المتحدث باسم التحالف الدولي قال إن هذه العصابات الخارجة عن القانون تهاجم القوافل اللوجستية المدنية العراقية المتعاقدة التي يقودها مدنيون عراقيون يحاولون كسب لقمة العيش وإعالة أسرهم. أما بالنسبة الى المعدات التي يتم سحبها هي معدات تابعة او يتم توفيرها للقوات الأمنية العراقية.
وبين أن معظم هذه الأرتال محمية من قبل القوات الأمنية العراقية. - وللعلم أقل من 5٪ من هذه القوافل المدنية المتعاقد عليها تعرضت للهجوم وأدى معظمها إلى تأثير ضئيل على المهمة. كما لا توجد قواعد أميركية في العراق. قوات التحالف ضيوف في القواعد العسكرية العراقية فقط.
وتتعرض قوات التحالف لهجمات متكررة في العراق، يشتبه بأن فصائل مرتبطة بإيران تقف وراءها للضغط عليها لمغادرة البلاد.
وفي 5 يناير/كانون الثاني 2020، صوّت البرلمان العراقي لصالح قرار يطالب بإخراج القوات الأجنبية، بما فيها الأمريكية، من البلاد.
"شلل أصاب داعش"
وعرج المتحدث باسم التحالف الدولي على مخاطر تنظيم داعش، الذي وصفه بأنه ما يزال يمثل تحديًا خطيرًا، "لكن الضغط المستمر من قبل شركائنا الأمنيين في العراق وسوريا يمنع عودة ظهور داعش".
وأضاف "قيادة داعش وتمويلها وتجنيدها مشلولة في العراق، يواصل داعش ممارسة التمرد باستخدام تكتيكات الكر والفر والاغتيالات والخطف والنشاط الإجرامي لتمويل الإرهاب. تتعارض الصورة التي يرسمها داعش بشكل متزايد مع الواقع. لم يعد داعش قادرًا على احتلال أي أرض في العراق وسوريا بشكل مستدام".
واستدرك حديث بالقول، "على الرغم من الزيادة في صيف 2020 في الهجمات البسيطة منخفضة المستوى من قبل داعش، ولم يلاحظ أو يؤشر لقوات المهام المشتركة على عودة الظهور، انخفضت أعداد الهجمات، ولم يسيطروا على أي منطقة، وتطارد القوات الأمنية العراقية بفاعلية مواقع اختبائهم بدعم من التحالف".
وقال "من المهم أن نتذكر أن قوات الأمن العراقية قطعت خطوات إيجابية في الاحتراف وقدرتها على العمل بشكل مستقل لإبقاء الضغط على داعش، هذا التقدم جعل من الممكن للولايات المتحدة أن تسحب قواتها بشكل كبير. لقد تحركت قوات الأمن العراقية الآن في زمام المبادرة، وحيث كان التحالف يقاتل إلى جانبهم على الأرض، يقوم العراقيون الآن بالقتال بأنفسهم. لقد تحولت مهمة التحالف من مهمة قتال مباشر إلى مهمة دعم أكثر لهم، تدريب، تقديم المشورة، المساعدة، غالبًا على مستوى عالٍ جدًا، وبعيدًا عن القتال على الأرض.
وبشأن تعاون التحالف مع القوات العراقية وآلية دعمها، قال "سيواصل التحالف تقديم المشورة على المستوى العملياتي والدعم بالمعدات والمواد من خلال صندوق تدريب وتجهيز مكافحة داعش لدعم كل من قوات الأمن العراقية وقوات الأمن لأقليم كوردستان (بيشمركة) في سعيهم لسد الفجوة الأمنية الحالية من خلال التنسيق الوثيق للعمليات ووحدة القوات المسلحة. ويعد دعم هذ التنسيق الأمني المشترك أمرًا بالغ الأهمية لضمان الهزيمة الدائمة لداعش".
"أراضي داعش في الكهوف والصحراء"
وأسهب في هذا الشأن بالقول، "ما يزال تنظيم داعش يمثل تحديًا خطيرًا، لكن الضغط المستمر من قبل شركائنا الأمنيين في العراق وسوريا يمنع عودة ظهور داعش، نجح التحالف والقوات الشريكة له في هزيمة داعش في ساحة المعركة. لم يعد داعش يسيطر على 110.000 كيلومتر مربع. أو يحكم أكثر من 8 ملايين شخص. تتكون أراضي داعش الآن من الكهوف والأنفاق والصحراء - آخر معاقل ما يسمى بالخلافة.
وقال ايضا "لقد أخذت قوات الأمن العراقية الآن في زمام المبادرة، وحيث كان التحالف يقاتل إلى جانبهم على الأرض، يقوم العراقيون الآن بالقتال بأنفسهم. سيواصل التحالف تقديم المشورة على المستوى العملياتي وسحب الاستثمارات من خلال صندوق تدريب وتجهيز مكافحة داعش لدعم كل من قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة في سعيهم لسد الفجوة الأمنية الحالية من خلال التنسيق الوثيق للعمليات ووحدة الجهد.
وخلال الشهور الأخيرة، زادت وتيرة هجمات لعناصر "داعش"، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين وديالى (شرق).
وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على "داعش" باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014. إلا أن التنظيم ما يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.