شفق نيوز/ اعتبرت اذاعة "صوت امريكا"، اليوم الاحد، أن المعلومات الاستخباراتية الجديدة تشير إلى أن خطر تنظيم "داعش" الارهابي ما زال يتزايد في كل من العراق وسوريا، في وقت يركز العالم الغربي حالياً على الخطر "الداعشي" الظاهر في افغانستان.
وقالت الاذاعة الامريكية في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، إن "عدد اعضاء داعش تراجع بكثير إلى نحو 10 الاف شخص، وهو يعمل من خلال خلايا سرية صغيرة عبر العراق وسوريا، ويقول مسؤولو الجيش والاستخبارات إن الجماعة الارهابية تحاول الابقاء على تمرد منخفض وتحقق مستويات متفاوتة من النجاح".
وأشار التقري إلى أن "المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الامريكيين يحذرون الان من أن فرص حظوظ داعش ربما بدأت تتغير، مما قد يسمح لها باستعادة الأراضي في سوريا والعراق ويتيح لقادتها تعزيز تأثيرهم على عناصرهم واتباع التنظيم في جميع أنحاء العالم".
ولفت التقرير بشكل خاص الى سوريا حيث قال إن "تنظيم داعش يبدو على استعداد لتعزيز نشاطه بعد فترة من التعافي، وهو ما ابلغت الاستخبارات العسكرية المفتش العام لوزارة الدفاع الامريكية في تقرير فصلي صدر للتو عن العمليات العسكرية الامريكية في المنطقة".
ونقلت الاذاعة عن تقرير وكالة استخبارات الدفاع قوله إن نشاط داعش "بدأ في الانتعاش في ايلول/سبتمبر الماضي، مع تزايد عدد الهجمات في المناطق الصحراوية الوسطى في سوريا ضد القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد، وان لائحة الاهداف الاخرى في سوريا، شملت ايضا البني التحتية للوقود وطرق الامدادات وحتى الميليشيات المدعومة من ايران".
وذكرت الاذاعة أيضاً نقلاً عن "مسؤولي الاستخبارات العسكرية الاميركية ان هناك دلائل على ان داعش، نقل بعض مقاتليه من الصحراء الوسطى إلى شمال شرق سوريا، حيث يقول مسؤولون محليون في المنطقة، إن التنظيم يجد وسائل اضافية لتوسيع نفوذه".
وأعاد التقرير إللى الاذهان، تصريح إلهام أحمد، الرئيس التنفيذي لمجلس سوريا الديمقراطية قولها خلال زيارة لواشنطن الشهر الماضي أن "داعش لا يقتصر على الوجود العسكري فقط"، موضحة أن "الاكثر اهمية هو التأثير الفكري والايديولوجي لداعش على الناس"، وان التنظيم شكل خلايا في مدن رئيسية مثل الرقة ودير الزور".
كما نقل التقرير عن الرئيس المشارك لمجلس دير الزور المدني غسان اليوسف قوله إن "عودة ظهور داعش ممكنة للغاية، وهم قادرون على اعادة التنظيم لجمع الاموال ليصبحوا اكثر قوة".
وأشار التقرير إلى أن "داعش وجد مكاناً خصبا للقيام بتجنيد عناصره في مخيمات النازحين مثل مخيم الهول الذي يضم نحو من 60 الف امرأة وطفل، والعديد منهم لهم ارتباطات بعناصر داعش القتلى او الاسرى".
وتابع التقرير أنه، "رغم الجهود من جانب قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، فان مسؤولي الاستخبارات العسكرية الامريكية، يحذرون من ان تنظيم داعش "يحتفظ بالقدرة على التطرف، والترهيب، والتجنيد، وتنفيذ الهجمات".
أما مسؤولو وزارة الخزانة الاميركية، فانهم يحذرون من جهتهم، من أن "مخيم الهول ملا يزال مركزاً رئيسياً لتمويل تنظيم داعش، حيث يستقبل ويوزع التبرعات من انصار التنظيم الإرهابي من جميع انحاء العالم".
وأشار التقرير إلى أن حركة الاموال والامدادات والمقاتلين تجري بحرية من سوريا الى العراق، فيما يقول مسؤولون امريكيون إن هناك ادلة على أن التنظيم وسع شبكة الملاذات الخاصة به اثناء القيام بهجمات كبيرة "مخطط لها بشكل افضل" على القوات العراقية والبنية التحتية.
وفي المقابل، يلفت التقرير إلى أن قوات الامن العراقية، نجحت في تحقيق بعض النجاحات، اهمها اعتقال سامي جاسم الجبوري، المعروف باسم "الحاج حامد"، الشهر الماضي والذي وصفه البنتاغون بانه "أحد كبار قادة داعش".
ونقلت الاذاعة عن احد مسؤولي مكافحة الارهاب الغربيين الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قوله إن اعتقال الجبوري "مهم للغاية" حيث ان الجبوري كان ينظر اليه على انه مرشح محتمل لخلافة زعيم داعش الحالي أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى (المعروف ايضا باسم ابو ابراهيم الهاشمي القرشي) في حال جرى قتله او اعتقاله.
وتابعت الاذاعة انه فيما يمكن ان يزود الجبوري العراق بكمية كبيرة من المعلومات الاستخباراتية المهمة، فان بعض المسؤولين الامريكيين يحذرون من ان بغداد قد تكون محدودة في قدرتها على الاستفادة من المعلومات المنتزعة منه أو من غيره من كبار المسؤولين في داعش المعتقلين حالياً.
وكتب القائم باعمال المفتش العام بوزارة الدفاع شون أودونيل في تقريره الصادر الخميس الماضي، ان قوات الامن العراقية استمرت في اظهار هشاشة في الامن التشغيلي، والنقص في المعلومات الموثقة حول العمليات ضد داعش، والضعف في التحكم التكتيكي وتنسيق الضربات.
وإلى جانب ذلك، تشير عملية "العزم الصلب" التي تقودها واشنطن، إلى ان القوات العراقية "لم تحقق اي انجاز كبير" عند تنفيذ عمليات ضد داعش، من دون مساعدة قوات التحالف.
وتابع تقرير الاذاعة، أنه برغم من هذه الانتقادات، فأن مسؤولين عراقيين روجوا قبل انباء المحادثات مع الولايات المتحدة والتحالف، معتبرين ان جميع الاطراف تمضي على الطريق الصحيح لانهاء العمليات القتالية الامريكية في العراق بحلول نهاية العام 2021.
اما المسؤولين في البنتاغون فقد سعوا إلى التقليل من تاثير ذلك، مشيرين إلى أن القوات العراقية كانت تقوم بدور ريادي منذ بعض الوقت.
ونقلت الاذاعة عن المتحدثة باسم البنتاغون "جيسيكا ماكنولتي" قولها إن البنتاغون مستمر في التنسيق مع الشركاء العراقيين من خلال المحادثات الفنية العسكرية الجارية حول "الانتقال الى دور التدريب وتقديم المشورة والمساعدة وتبادل المعلومات".
وأضافت ماكنولتي أن واشنطن "ما زالت ملتزمة بالحفاظ على الوجود العسكري الامريكي في العراق بدعوة من الحكومة العراقية".