شفق نيوز/ في ظاهرة غير مسبوقة على مستوى مدن محافظة الأنبار غربي العراق، دخلت المرأة بقوة على خط الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في العاشر من الشهر المقبل، على خلاف التجارب الانتخابية الأربع التي أعقبت الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003.
ومن المقرر تمثيل 83 امرأة في مقاعد البرلمان العراقي المقبل، أي على عدد الدوائر الانتخابية في عموم البلاد، (امرأة لكل دائرة انتخابية) وذلك بعد إجراء تعديلات على قانون الانتخابات أفضت إلى هذا التغيير.
طابع المدينة
وتتافس أكثر من 25 مرشحة من النساء في دوائر المحافظة الأربع، والتي يجب أن يفوز أربع منهن فقط وفقا لنظام الكوتا، بينما برزت أخريات في المشهد السياسي ضمن التحالفين الغريمين "عزم"، و"تقدم" بزعامة كل من رجل الأعمال والسياسي خميس الخنجر، ورئيس البرلمان العراقي الحالي محمد الحلبوسي.
ورغم أن محافظة الأنبار ذات طابع عشائري بحت، إلا أنها بدت غير متقاطعة مع الظاهرة الجديدة، وتجد أن فترة النزوح والتهجير برزت فيها وجوه نسائية في مجال الإغاثة والمساعدات قدمن أدوارا أهم بكثير من دور السياسيين الرجال، كما يقول أهالي.
وعن هذا الأمر، قال مدير دائرة الاعلام والاتصالات في المفوضية العليا للإنتخابات، حسن سلمان، إن "مشاركة المرأة في هذه الدورة يعد نقطة تحول، كون المتعارف على العراق أنه مجتمع ذكوري لكن الفترة الأخيرة شهدت تشجيعاً كبيراً للمرأة كناخبة ومنتخبة، وهذا يدل على توسع الأفق الديموقراطي، أو لربما أن المغانم السياسية هي من دفعت بعض النساء للمشاركة".
ولفت العبوسي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الفترة الماضية لوحظ رغبة مشاركة المرأة في الانتخابات أكثر من الدورات السابقة"، مرجحاً أن يكون لـ"النظام الانتخابي دور كبير في هذا الجانب، وأن فرصة فوز المرأة في الانتخابات القادمة أكثر منه بالدورات السابقة".
مفجأة بعد عزوف
وبعد أن كان هناك عزوف من قبل النساء الأنباريات في المشاركة بالعملية الانتخابية، فترى رئيسة تجمع نساء الأنبار، وديان محمد، أن "الأنباريات سيفاجئن المجتمع هذه المرة بالمشاركة الفعالة والقوية في الانتخابات المقبلة"، لافتة إلى أن "أعداد الناخبات سيفوق أعداد الناخبين بالمحافظة".
وبينت محمد، أن "العزوف الذي شهدته الدورات الانتخابية السابقة من قبل المرأة، كان بسبب غياب الخدمات والتحضر ودعم المجتمع للمرأة، إلا أن ما شهدته المحافظة من إعمار رافقه تأهيل النفوس وتطوير فكر المجتمع الأنباري من خلال ندوات وبرامج توعوية، ساهم بالنهوض بدور المرأة في المجتمع".
وأشارت إلى أن "العادات والتقاليد العشائرية في محافظة الأنبار، لا تأثير لها على العملية الانتخابية"، مردفة بالقول "أذكر جيداً أن شيوخ العشائر كانوا يصحبون نساءهم وبناتهم لمراكز الاقتراع للمشاركة في الانتخابات، وكانت نسب مشاركة المناطق الريفية أكثر من المدن حتى".
قضية المرأة
بدورها نوهت مستشارة شؤون المرأة في مركز اليرموك للدراسات والتخطيط الاستراتيجي، فضاء مهدي، إلى أن "الأزمات التي رافقت فترة الحرب ضد داعش، في محافظة الأنبار والتي عاشتها المرأة لسنوات، ساهمت بخلق قياديات وأصبح للمرأة قضية، وعند العودة من فترة النزوح عملت المرأة على مساندة الرجل في كل مفاصل الحياة، وهذا ما زاد المرأة أهمية في المجتمع".
ورغم الأنبار التي تحمل طابعاً عشائرياً، إلا أن فترة النزوح ساهمت بتغيير هذا الطابع بوجهة نظر مهدي التي تحدث لوكالة شفق نيوز، مشيرة إلى أنها واحدة من نساء المناطق الريفية (الصقلاوية) تحديداً، وابنة أحد شيوخ العشائر، إلا أنها تتلقى الدعم المعنوي من العشائر وأبناء مدينتها في مسيرتها الأكاديمية".
وخلصت إلى القول إن هذا الأمر "ينطبق على العملية الانتخابية ايضا، حيث أن المرأة تحظى بدعم كبيرة، كناخبة وكمرشحة".