شفق نيوز/ مع اقتراب العملية الانتخابية المقرر اجراؤها في العاشر من تشرين الأول/اكتوبر المقبل، تزداد حدة التنافس بين المرشحين عن الدوائر الانتخابية الاربعة في محافظة الأنبار بالتزامن مع قيام مجهولين بتمزيق صور مرشحين وانسحاب آخرين من العملية برمتها.
ورأى مراقبون، في احاديث متفرقة مع وكالة "شفق نيوز"، أن "تمزيق صور مرشح يعني استهداف المرشح بعيدا عن كتلته او حزبه، كون التنافس انحصر بين المرشحين وليس الكتل، كما ان المحافظة اشرت عدة خلافات ومشاكل ومشاجرات بالأيدي بين أنصار المرشحين، وهذا ما لم تشهده المحافظة في الدورات السابقة".
وأشار هؤلاء إلى أن "هناك العديد من المرشحين انسحبوا من العملية مع اقترابها، معللين اسباب ذلك، الى اربعة نقاط؛ الأولى هي عندما يجد المرشح مرشحين أقوياء ينسحب لحفظ ماء وجهه، والثانية هي من يتم تبليغه بالانسحاب من قبل كتلته، لتذهب اصواته لمرشح آخر اقوى منه في ذات الكتلة والدائرة، والثالثة هي من يبيع انسحابه لمرشح خارج كتلته، والاخيرة هو من ينسحب بعد ضمان حصوله على منصب بعد الانتخابات".
من جهته قال قائممقام قضاء الرمادي مركز المحافظة، ابراهيم العوسج، "نلاحظ يوما بعد آخر، أن ساحة الانتخابات في الانبار، تظهر قوة كل مرشح وحجم تأثيره على الشارع الانباري، والكثير منهم عرف قيمته الحقيقية ووزنه في الشارع، مما دفعهم للانسحاب من العملية".
واضاف العوسج، لوكالة شفق نيوز، أن "الكثير ممن اعلنوا انسحابهم من الانتخابات، يتحلون بالحكمة والعقلانية، ومن اجل ان لا يؤثر على زميله المرشح، او المرشح عن ابن منطقته وعشيرته، وفسح المجال لمرشح افضل".
وحول ظاهرة تمزيق صور المرشحين، قال العوسج، إن "هذه الافعال تدل على طفولية البعض من المواطنين، وتم القاء القبض على سبعة اشخاص منهم، وتم اتخاذ الاجراءات اللزمة بحقهم، وتم زجهم في السجن، واثناء التحقيق معهم، تبين أنهم قاموا بذلك طوعا ولم يتم دفعهم من اي جهة".
وكانت المرشحة المستقلة، سناء عباس العيساوي إحدى المرشحات التي تعرضت صورها إلى التمزيق في الأنبار.
وقالت العيساوي، إنها "لست الوحيدة ممن مزقت صور اعلاناتها الانتخابية، انما العديد من المرشحين تعرضوا لذلك، وهذا يدل على قلة وعي المواطن والمنافسين في الانتخابات، فأحياناً هنالك منافسة غير شريفة، واحياناً يكون الناخبين نفسهم من يمزقوا الصور، كونهم رافضين للانتخابات بصورة عامة".
وأضافت العيساوي، في حديثها لوكالة شفق نيوز، "رأينا هذه الظاهرة في العديد من المحافظات وليست في الانبار فقط، وهناك من يمزقها بسبب رؤيته لفشل العملية الانتخابية، وتمزيق الصور لن تؤثر علينا كمرشحين".
ورأى الباحث في الشأن السياسي العراقي، زياد العرار، أن "عملية تمزيق صور المرشحين، هي مخالفات ترتكب من قبل أشخاص مؤيدين لمرشح معين، أو بتوجيه من مرشحين، وهذا يدل على عدم فهم العملية الانتخابية والديمقراطية، وقد قامت المفوضية بوضع ضوابط ولوائح تنص على معاقبة المخالفين للشروط".
واضاف العرار، لوكالة شفق نيوز، أن "انسحاب مرشحين من العملية الانتخابية مع قربها، هي قراءات سياسية للبعض منهم، بعدما اكتشفوا بأنهم غير مؤثرين في دائرة معينة، ففضلوا الانسحاب، وترك الفرصة لصالح مرشح او حزب معين".
وتابع بالقول، "احياناً يكون الانسحاب بصفقات سياسية، مقابل وعود بالمناصب او غيرها، ولكن هذا لا يعني بأن هذه الأمور ستؤثر على العملية الانتخابية، كون الناخب قد اختار المرشح الذي سيصوت لصالحه في يوم الاقتراع".
وأشار العرار، إلى أن "كل ما يجري من صراعات ومخالفات في العملية الانتخابية، تؤكد بأن مفهوم الانتخابات في الشارع العراقي، بسيط جداً".
واختتم العرار، حديثه بالقول "ان الخطأ الكبير في مفهوم المجتمع العراقي، هو اعتقاده بأن العملية الديمقراطية هي الانتخابات، إلا أن الأخيرة هي جزء مقوم للديمقراطية، التي تبدأ بحرية الرأي وتنتهي بصندوق الاقتراع، لذا إننا بحاجة إلى برامج توعوية من خلال فعاليات مجتمعية وسياسية، لبرمجة فكر المواطن تجاه الديمقراطية الحديثة".
في الأثناء، قال مدير دائرة الإعلام والاتصال بالجماهير في مفوضية الانتخابات، حسن سلمان العبوسي، إنه "لغاية اليوم لم يصلنا أي إشعار رسمي بانسحاب اي مرشح عن الأنبار في الانتخابات القادمة، نهائياً، وما يعلن عنه بعض المرشحين عن انسحابه من الانتخابات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، لا تعترف به المفوضية".
وأضاف العبوسي، لوكالة شفق نيوز، أن "قيام بعض المرشحين بإعلان انسحابهم من الانتخابات عن طريق فيسبوك وغيره من مواقع التواصل، لا يؤشر لدى المفوضية، ولا يؤثر على وجود أسمائهم ضمن اسماء المرشحين على أوراق صناديق الاقتراع، اطلاقاً".