شفق نيوز/ على الرغم من مرور أكثر من خمس سنوات على إعلان تحرير مدن محافظة الانبار غربي العراق، من قبضة تنظيم داعش، إلا أنها لا تزال تعاني من آثار ما خلفته الحرب من دمار واسع طال بناها التحتية، ولعل ابرزها تدمير شبكة الطاقة الكهربائية، التي تسببت بغياب تام للطاقة بعدد من مدن أعالي الفرات.
وبأحاديث متفرقة مع وكالة شفق نيوز، شكا سكان مدن أعالي الفرات وهي التسمية الخاصة بالمدن الواقعة أقصى غرب الانبار وأبرزها ( القائم، الرطبة، هيت، عنة، راوة، آلوس، جبة، الرمانة، حصيبة والحقلانية وحديثة وبلدات أخرى ) من سوء وقلة ساعات تجهيز الكهرباء، مطالبين الحكومة المحلية والمركزية بالعمل على تأهيل الشبكة المدمرة، بدلاً من تنفيذ مشاريع بناء المولات والـ"نافورات".
ويقول قائممقام قضاء الرمادي مركز المحافظة، ابراهيم العوسج، إن "الرمادي تمر بأسوأ فترة زمنية بتجهيز الطاقة الكهربائية منذ عشر سنوات، حيث ان التجهيز سيء جداً ولا يتلاءم مع حاجة المدينة وسكانها اطلاقاً".
ويشير العوسج، في حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "ساعات تجهيز المدينة بالكهرباء ضئيلة جداً، اضافة إلى رداءتها، نتيجة قدم المحولات والاسلاك الموجودة، فضلا على عدم تأهيل العديد من المحطات المتوقفة منذ تحرير المدينة".
ومن الرمادي إلى راوة، حيث يقول قائممقام القضاء، حسين الراوي، أن "المدينة تعاني من سوء كبير بتجهيز الطاقة الكهربائية، خاصة الأشهر الثلاثة الأخيرة، حيث أن ساعات التجهيز باتت لا تزيد عن ساعة واحدة في اليوم"، معللاً سبب ذلك، إلى "اعتماد المدينة بتجهيز الكهرباء على محطة سد حديثة الواقع على نهر الفرات، ونتيجة انخفاض مناسيب مياه النهر، تم اغلاق توربين عدد 2، ولم يتبق قيد العمل سوى توربين واحد، ما تسبب بانخفاض وسوء توليد الطاقة للمناطق الغربية من الانبار".
ويؤكد الراوي في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "اعتمادنا كلياً يقع على المولدات الاهلية، لكن بعد قرار المحافظة المفاجئ، بتقليل حصة الكاز المقدمة للمولدات من 35 الى 10 لترات، للساعة الواحدة، اصبحت لا تكفي لتشغيل المولدات لمدة عشرة ايام حتى".
واشار، الى اننا "طالبنا الحكومة المحلية ووزارة النفط، بزيادة حصة المدن الغربية من مادة الكاز، لكن نحصل على الرد لغاية اللحظة".
ويقول قائممقام قضاء الرطبة، عماد الدليمي، أن "الرطبة تعاني من انقطاع تام للتيار الكهربائي، وذلك منذ تحريرها من داعش ولغاية اليوم، كون خط الكهرباء الواقع بين القائم والرطبة البالغ طوله، قرابة 300 كم، مدمر كلياً، ويحتوي على ما يقرب 700 برج، تعرض منها حوالي 550 برج للتدمير، وذلك نتيجة الحرب ضد تنظيم داعش".
وبين الدليمي، ان "تجهيز المدينة بالكهرباء، يعتمد على محطة ديزلات مؤقتة، تقوم برفع الكهرباء وايصالها للأحياء السكنية بواقع يصل احياناً إلى 50%"، مشيراً، إلى أن "السكان يعتمدوا غالباً، على المولدات الاهلية التي اثقلت كاهلهم، حيث أن سعر الامبير الواحد يتراوح بين 10-12الف دينار شهرياً، مستقر صيفاً وشتاءاً ".
وحول أمكانية تأهيل خطوط الطاقة الكهربائية في الرطبة، قال الدليمي، أن "من المؤمل أن يتم في الايام القادمة، المباشرة بالعمل على الاتفاق الكهربائي مع الاردن، إذ سيتم الربط من ( محطة الريشة في الاردن ) وصولاً إلى ( طريبيل ثم الرطبة وحتى قضاء القائم )"، مؤكداً، بأنه "تم اكمال الاستعدادات والمخططات اللازمة، فضلا على مواقع الـGBS وتهيئة موقع الشركة واستطلاع المواقع، ومن المتوقع وصول التيار الكهربائي من الاردن نهاية العام الجاري".
من جهته يرى مدير توزيع كهرباء الفرات الاعلى، خالد فخري، أن "سبب انخفاض ساعات تجهيز المناطق الغربية بالكهرباء الوطنية، هو تدمير خطوط (حديثة - غرب بغداد) و (حديثة - بيجي) اثر الحرب ضد داعش، وقيام الاخير بتدمير الابراج الناقلة للطاقة، والتي لم يتم اعادتها بعد، مما جعل تلك المناطق معزولة عن مدن البلاد".
وبين فخري في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن "مناطق الفرات الاعلى تعتمد كلياً على محطات الانتاج المتوفرة هناك، وهي محطة سد حديثة الكهرومائية، ومحطة ديزلات مخلص كافي، موضحاً، ان "انخفاض الطاقة المنتجة من المحطة الكهرومائية، يعود لقلة التصريف المائي وهذا الامر لا يعود الى زارة الكهرباء، كون من المعروف اننا نمر بسنوات جفاف وقد انخفضت مناسيب الانهر بشكل كبير، واما بخصوص محطة ديزلات مخلص كافي، فأن المحطة بحاجة للتأهيل، وقد ابرمت وزارة الكهرباء عقد مع احدى الشركات، لتأهيل المحطة، لكن انجازها بحاجة للوقت فضلاً على مبالغ كبيرة".
وأختتم فخري، بالقول "ان هنالك حلولاً لكنها تتطلب الوقت، ومنها ادخال محطة عكاز للعمل قبل موسم الصيف القادم، فضلا على تأهيل محطة ديزلات مخلص كافي، التي سيتم تأيلها على شكل مراحل، ومن المرجح اقرار المباشرة بتأهيل خطوط ( حديثة – غرب بغداد ) ، وبهذه الحلول من المؤكد بأن ستتم زيادة ساعات التجهيز للمنطقة الغربية".