شفق نيوز/ سلطت صحيفة "ناشيونال" الصادرة بالإنكليزية الضوء على تجربة موسيقار العود العراقي أحمد مختار الذي اختار في العام 1996 اللجوء إلى بريطانيا، عوضاً عن اضطراره للعزف أمام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين خدمة للديكتاتورية.

وأوضح التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن مختار غادر العراق عام 1996 من أجل الدراسة في بريطانيا، وتقدم بطلب اللجوء وبقي فيها وأقام حياته في لندن حيث يدرس العزف على العود والإيقاعات العربية الآن.

ولفت التقرير إلى أن مختار كان مختلفاً عن غيره من الأطفال الذين نشأوا في بغداد، ناقلاً عنه قوله "أحببت العود منذ المرة الأولى التي رأيته وسمعته على شاشة التلفزيون".

وبين التقرير أن البرامج التلفزيونية في العراق كانت تبدأ عصراً بنفس الطريقة في الساعة الرابعة مساء بالضبط، حيث يسمع الصوت الشجي للعود، وأنه في حين كان ذلك بالنسبة إلى العديد من الأطفال، مجرد إشارة إلى أنهم يقتربون من مشاهدة أحد برامجهم الكارتونية المفضلة، إلا أنه بالنسبة إلى مختار الذي كان يبلغ من العمر ست سنوات فقط، فإن آلة العود هي التي كانت تجذبه.

ونقل التقرير عن مختار قوله إن "الأطفال الآخرين لم يكونوا مهتمين بالعود، ويحبون ميكي ماوس، وأنا كنت آتي للاستماع إلى العود وبعد ذلك استمر بمشاهدة التلفزيون".

وأشار التقرير إلى أن مختار بدأ بعدها بوقت قصير بتعلم العزف على العود، وعندما كان ما يزال طفلاً اضطر إلى العزف أمام صدام حسين، الذي كان لديه نقطة ضعف تجاه هذه الآلة الموسيقية العربية التقليدية.

وتابع التقرير أن مختار واصل تعلم إتقان العزف على العود، وفي ظل المهارة التي صار يتمتع بها، فأنه كان من المتوقع أن يعزف بانتظام للرئيس العراقي الأسبق، وهو التزام لم يكن ينوي القيام به.

ونقل التقرير عن مختار قوله "كان الوضع فظيعاً، ولم تكن هناك حرية، واستخدموا الموسيقى من أجل خدمة أهداف الدكتاتورية"، مضيفاً في الوقت نفسه، أنه في حال لم تقم بالعزف "فأنك ستواجه العديد من المشاكل ولن تتمكن من العزف على العود حيث ترغب".

وتابع قائلاً "لم تكن شخصاً حراً. لقد وجدت الفرصة للهرب، ولهذا غادرت".

وذكر التقرير أن مختار كان قد قرأ عن لندن ومعالمها السياحية مثل ساعة بيغ بن، وكانت صورتها عنده جميلة، مضيفاً أن مختار استقر بعدها في لندن وكان سعيداً، وتلقى الدعم لدراسة اللغة الإنكليزية، بما مكنه من الالتحاق بالجامعة.

وبحسب مختار "وجدت الكثير من الأشياء الجميلة في بريطانيا، وأحبها، وبإمكاني أن يمضي حياتي والقيام بالأمور المفضلة لدي"، ومن بينها العود، الذي واصل دراسته كجزء من درجة الماجستير حول موسيقى الشرق الأوسط، في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية، بالإضافة إلى دراسته الأداء الموسيقي والتدريس.

وذكر التقرير بأنه تم العثور على آلة العود للمرة الأولى في بابل، في العراق القديم، منذ نحو خمسة آلاف عام، حيث تقول الأسطورة أنها كانت مصنوعة من الحفيد السادس لآدم.

ولفت التقرير إلى أن مختار أصبح أستاذاً في العود إلا أنه ما يزال يمضي الكثير من وقت فراغه في التدريب، عندما لا يقوم بتعليم الآخرين كيفية العزف في المركز العربي البريطاني.

وأشار إلى أن مختار يقوم حالياً بتأليف موسيقى لفيلم وثائقي وهو يعمل على إنتاج ألبومه الموسيقي السابع، إلى جانب مشاركته في عروض في أنحاء العالم كافة، بما في ذلك في مدن بريطانية وفي هولندا وفرنسا وإسبانيا والهند وتايلاند.

وبحسب مختار، فإن العديد من طلابه عرب، وهناك بعض الطلاب الإنكليز، موضحاً "يساعدني العود على التواصل مع العديد من الأشخاص الذين يحبون الثقافة العربية، وهم يحبون العراق وتراثه"، مضيفاً أن ذلك يساعده على البقاء على تواصل روحي مع وطنه العراق، الذي ما يزال يزوره.

وقال مختار "عندما أعزف، تنتقل مشاعري إلى العراق وأحياناً إلى أماكن في العراق".

ترجمة وكالة شفق نيوز