شفق نيوز/ غموض يكتنف الأسباب التي دعت الولايات المتحدة الأميركية إلى تعزيز قواتها العسكرية على الحدود العراقية - السورية، في ظل معلومات تشير إلى معركة محتملة في المنطقة.
حيث استقدمت القوات الأميركية خلال الأيام الفائتة تعزيزات عسكرية، تضم آليات وجنود على الحدود السورية، قادمة من الجانب العراقي باتجاه مدينة القائم بالقرب من مدينة البوكمال الحدودية على امتداد نهر الفرات. كما أجرت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تدريبات عسكرية شاركت بها الطائرات الحربية، في قاعدة "كونيكو" بريف دير الزور الشمالي.
وفي هذا الجانب، كشفت كتلة صادقون النيابية الجناح السياسي لحركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، لوكالة شفق نيوز، عن دخول 2500 جندي اميركي إلى الاراضي العراقية واستقروا في قاعدة عين الاسد الجوية، بالإضافة إلى وجود آليات عسكرية وطائرات حربية.
وتزامنت التعزيزات الأميركية مع ارسال الجيش السوري تعزيزات عسكرية للفرقة 17 والفرقة 18 إلى منطقة الميادين بريف دير الزور الشرقي القريبة من الحدود العراقية، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووفقا للمرصد، فإن التعزيزات جاءت لتعويض خسائر الفرقة الذين قضوا في الهجوم الأعنف لتنظيم داعش في بادية الميادين، وأيضاً تحسباً من هجوم محتمل على خلفية معلومات عن قرب صدام عسكري بين القوات الأميركية من طرف والميليشيات الإيرانية من طرف آخر في دير الزور.
هدف التعبئة
في هذا الصدد، قال الخبير الأمني العراقي، سرمد البياتي، إن "الهدف المعلن من التحركات الاميركية الاخيرة هو حماية مصالح واشنطن فقط، لكن من غير الممكن الجزم أين سيكون التحرك المقبل".
وأضاف البياتي لوكالة شفق نيوز: "لكن من المرجح ان يكون العمل في سوريا، لان الولايات المتحدة لن تقدم على اي عمل دون تنسيق مع الحكومة العراقية كون العراق لاعباً مهماً في المنطقة، ومع هذا تبقى الاشاعات كثيرة والاهداف غير واضحة حتى الان".
وكان قائد عملية "العزم الصلب" في قيادة قوة المهام المشتركة في العراق وسوريا، الجنرال الأميركي ماثيو ماكفارلين، كشف أمس الخميس، عن مراقبة التحالف لـ"تهديدات" تقودها جماعات في العراق على منصّات التواصل الاجتماعي، تفيد باستهداف قواعد البعثة العسكرية الدولية.
وأكد الجنرال ماكفارلين في إيجاز خاص من بغداد عبر الإنترنت، رداً عن أسئلة الصحافيين: "الاستعداد للردّ" على هذه الجماعات، وفيما أشار إلى أن أيديولوجية داعش لا تزال تشكّل خطراً، لفت إلى أن التنظيم يطّمح لاستعادة قدراته العسكرية.
عزل جغرافي
إلى ذلك، نقلت صحيفة "الوطن" السورية، تقارير إعلامية أفادت بأن القوات الأميركية الموجودة في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غربي العراق، تنوي غلق الشريط الحدودي مع سوريا.
وفي هذا السياق، رأى المستشار السياسي الأردني في أميركا الوسطى، د.نادر أرميلة، أن "في جو التقلب السياسي العالمي، كل يحاول مجهوده في سوريا ليسيطر على ما يستطيع مع ميليشياته، والهدف الأول للأميركيين السيطرة على نفط القامشلي والآبار وحماية الحلفاء الأكراد".
"يسعى الأميركيون للسيطرة على التوسع الايراني وتحجيمه وعدم تغول الاتراك في شمال شرق سوريا، فهي عملية استهداف منطقة جغرافية وما عليها من عناصر غير مرغوب بها، والحفاظ على قوة عسكرية كافية ضد التغول الروسي والتركي، وضمان عدم عودة النظام السوري للسيطرة على هذه المنطقة"، وفقا لأرميلة، الذي تحدث لوكالة شفق نيوز.
واتفق الخبير الأمني والاستراتيجي العراقي، أحمد الشريفي، مع ما ذهب إليه نادر أرميلة حول "العزل الجغرافي" بالقول إن "الولايات المتحدة من الواضح انها قررت عزل خطوط التماس البرية بين العراق وايران من جهة وسوريا ولبنان وحتى فلسطين من جهة اخرى، وهو ما يطلق عليه بـ(العزل الجغرافي) الذي سيبدأ بمحاور حدودية اهمها القائم والبوكمال".
وأشار الشريفي، خلال حديثه للوكالة، إلى أن "إعادة الانتشار والتموضع الاميركي لا يقتصر على العراق فقط، بل يشمل عموم الشرق الأوسط، ما يدل على وجود استحضارات لمعركة، وهذا لا يعني اندلاع حرب بقدر ما يطلق عليها بـ(العمليات الخاصة)، من أجل وقف الدعم اللوجستي البري للفصائل الموجودة في سوريا".
وأوضح الخبير الأمني، أن "العمليات الجوية الجارية الان هي عبارة عن ضربات لاجنحة او اذرع ايران في سوريا، ووارد جدا أن تنتقل هذه العمليات إلى لبنان عبر حرب بين حزب الله ولبنان".
وفي العراق بين الشريفي، أن "في حال تحركت الفصائل في العراق بتأثير المتغيرات التي تجري في سوريا ولبنان، فلا يُستبعد حصول رد فعل من قبل الاميركان على الفصائل، باستهداف تجمعاتها ومراكز القيادة والسيطرة لديها".
ولكن اذا استطاعت الحكومة العراقية ممثلة بالسوداني من ضبط الأحداث وعدم انجرار الفصائل إلى الاشتباك المباشر او تهديد المصالح الاميركية في العراق، فإن الساحة العراقية ستبقى امنة ومستقرة"، يقول الشريفي.
ضبط الفصائل الإيرانية
من جهته، أشار أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات في الجامعة الأردنية، حسن المومني، إلى أن "الوجود الاميركي في سوريا يشكل ردعاً للفصائل المسلحة التابعة لايران في البلاد، خاصة في ظل تقارير أفادت بان الولايات المتحدة طلبت من ايران ضبط هذه الفصائل وعدم مهاجمة القوات الاميركية كما حصل في أوقات سابقة باستهداف ما يسمى بقوات التحالف الدولي".
وأكد المومني، لوكالة شفق نيوز، أن "الجميع يسعى إلى التهدئة وتجنب المواجهة العسكرية، لكن اذا حصلت مواجهات فإنها من المؤكد ستؤثر على الامن في العراق، لان عدم الاستقرار في سوريا يؤثر سلبا على العراق، وبعض هذه الفصائل لها امتدادات في العراق، والقاسم المشترك هو إيران".