شفق نيوز/ في مشهد مليء بالتوتر والدموع، حاولت أم إقناع ابنتها بالعودة إلى ديارها، لكنها فشلت، فسقطت على الأرض تندب حظها أمام الحاضرين، وكانت ابنتها، مثل أي فتاة اخرى، قد رفضت العودة مع ذويهم وفضلت البقاء في التنظيم النسوي لحزب العمال الكردستاني، في نهاية المفاوضات، تمكنت الجهات المعنية من إعادة أربع فتيات إلى أهاليهن، لكن الفتاتين الأخريين كانتا مصرّتين على البقاء مع حزب العمال.
جرى التفاوض داخل مقر الفرقة العسكرية 20 بحضور ما يقارب 30 شخصاً، شملوا التنظيمات النسوية لحزب العمال وعوائل الفتيات المختفيات، وكان الجو مشحوناً بالتوتر، حيث حاول الجميع البحث عن حل يرضي جميع الأطراف.
التحاق الفتيات
وكانت خمس فتيات قد اختفين يوم الأربعاء الماضي من قبيلة عربية في قرية ام الذيبان قرب قضاء سنجار، توترت الاوضاع على اثرها في المنطقة وهددت عشيرة الفتيات بضرورة اعادتهم قبل أن تنجح اليوم الجمعة جهود آمر اللواء 60 في الحشد وقائد الفرقة 20 في الجيش العراقي بقيادة التفاوض بين عائلات الفتيات وقيادات نسوية في حزب العمال الكوردستاني.
وعن زيادة العدد إلى ست فتيات اوضح مصدر أمني أن "فتاة سادسة كانت قد التحقت قبل الخمسة الأخريات بالتنظيمات النسوية لكنها شملت بالتفاوض".
وبيّن المصدر، أن "بعض الفتيات العربيات لديهن أب أو أخ في صفوف حزب العمال".
ما هي وحدة حماية المرأة؟
تُعد وحدة حماية المرأة واحدة من التنظيمات النسوية التابعة لحزب العمال الكوردستاني. تأسست هذه الوحدة بهدف تعزيز دور المرأة وحريتها، وتثقيفها بأنها لا تختلف عن الرجل في أي شيء، وتقدم الوحدة محاضرات وورش عمل لتعليم النساء كيفية النضال من أجل حقوقهن والدفاع عن أنفسهن.
وتتواجد هذه القيادات النسوية في جبل سنجار، حيث يقمن بتدريب النساء وتثقيفهن، ثم ينزلن إلى المدينة في سنجار لإعطاء محاضرات للفتيات حول الحرية والمساواة.
وبحسب مصادر امنية ، فإن "هذه القيادات تؤدي دوراً كبيراً في توعية النساء و تمكينهن".
أسباب التحاقهن بحزب العمال
ووفقًا لمصادر رفضت الكشف عن اسمها، فإن أسباب التحاق الفتيات بحزب العمال تعود بشكل رئيسي إلى الجفاف الذي يلحق بأراضيهن الزراعية منذ سنوات. بالإضافة إلى ذلك، فإن غلق الحدود بالكتل الكونكريتية مع سوريا، قد حد من عمليات التهريب التي كانت تعول عليها تلك المناطق، وهذه الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت الكثيرين للانضمام إلى حزب العمال بمبالغ تقدر بـ 500 ألف للرجل و400 ألف للمرأة.
رأي خبير سياسي
وفيما يتعلق بأحداث سنجار وكيفية الخروج من هذا النفق، يعتقد الخبير السياسي ليث احمد، أن "الحل يكمن في تحسين الأوضاع الاقتصادية والبنية التحتية في تلك المناطق"، مشيراً إلى أن "الفقر المدقع هو العامل الأساسي الذي يدفع الشباب والفتيات للالتحاق بتنظيمات مثل حزب العمال، لذا ينبغي الحكومة العراقية، والمنظمات الإنسانية العمل على توفير فرص عمل وتحسين الظروف المعيشية لتلك الأسر".
ويضيف الخبير أن "قضية التحاق الفتيات بحزب العمال الكوردستاني، تبقى قضية معقدة تتداخل فيها العديد من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تحتاج هذه القضية إلى حلول شاملة ومعالجة جذرية للأسباب التي تدفع الفتيات للالتحاق بهذه التنظيمات، وذلك من خلال تحسين الأوضاع المعيشية وتوفير فرص تعليمية ومهنية للشباب والفتيات في تلك المناطق".
وكان مصدر امني في محافظة نينوى، قد أفاد يوم أمس الخميس، بأن مفاوضات بين الحشد الشعبي وحزب العمال الكوردستاني أفضت الى إعادة أربع فتيات عربيات فيما يجري التفاوض على فتاتين أخريين متبقيتين.
وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، إن "مفاوضات قادها آمر اللواء 60 في الحشد الشعبي عبد الخالق الدباغ مع حزب العمال نجحت في إعادة أربع فتيات إلى منازلهن في مجمع أم الذيبان قرب قضاء سنجار التابع لناحية القحطانية".
وأضاف أن "المفاوضات ما تزال مستمرة من أجل إعادة الفتاتين المتبقيتين".
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء الماضي، كشف مصدر أمني، عن اختفاء خمس فتيات عربيات من مجمع أم الذيبان التابع لناحية القحطانية القريبة من قضاء سنجار.
وأخبر المصدر، الوكالة، بأن "عشيرة عربية مستنفرة في مجمع أم الذيبان ضمن ناحية القحطانية بعد اختفاء خمس فتيات من القرية، وتبحث الآن عن الفتيات وهددت جهات أمنية وأخرى بالحشد بضرورة الكشف عن مصير الفتيات".
وأوضح المصدر، أن "العشيرة ادعت أن بناتهن أُختُطفن من قبل جهات مجهولة"، مؤكداً أن "التحقيقات مستمرة بالموضوع لمعرفة مصير الفتيات".
وبحسب المصدر، فإن الفتيات "اللواتي أعمارهن من 13 إلى 15، قد التحقن بمجلس نساء مقرب من حزب العمال الكوردستاني، دون علم ذويهن".
تعليق آل شمّر
بدوره كشف النائب عن نينوى، عبد الرحيم الشمري، الأربعاء الماضي، عن مصير الفتيات العربيات الخمس اللواتي اختفين وسط ظروف غامضة قرب قضاء سنجار.
وقال الشمري، لوكالة شفق نيوز، إن "الفتيات التحقن بمجالس النساء التابع لحزب العمال الكوردستاني"، موضحاً أن "مجمع أم الذيبان يضم مجلساً للنساء تابع للعماليين، تديره فتيات ونساء محليات يعملن في هذا المجلس، ويجندن الفتيات للعمل لحساب هذا المجلس مقابل مبالغ بسيطة تقدر بـ100 أو 200 دولار بسبب الأوضاع المزرية والفقر المدقع الذي يعيشه سكان هذه المناطق".