شفق نيوز/ بينما تسير بغداد على "خط رفيع" لتجنب الانضمام إلى حرب الشرق الأوسط، وتسعى جاهدة لكبح جماح الفصائل المسلحة الموالية لإيران والتي تخاطر بجر العراق إلى حرب إقليمية، تواصل تلك الفصائل هجماتها "بلا فائدة" ضد إسرائيل، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وأعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي تحالف فضفاض من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، مسؤوليتها عن عدة غارات بطائرات بدون طيار استهدفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة، والتي تقول إنها تدعم حليفتها الفلسطينية حماس في قطاع غزة.

ورغم أنه تم اعتراض معظم الهجمات، إلا أن غارة بطائرة بدون طيار الأسبوع الماضي أكدت إسرائيل أنها انطلقت من العراق أسفرت عن مقتل جنديين إسرائيليين، وعلى إثر هذه الضربة قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اليوم التالي إن بلاده "تدافع عن نفسها على سبع جبهات"، بما في ذلك ضد الجماعات الشيعية في العراق".

ومع تزايد التحذيرات من حرب إقليمية شاملة، فإن حقيقة أن الحكومة العراقية نفسها يقودها تحالف "الإطار التنسيقي" المتحالف مع إيران قد تجعل من الصعب على بغداد أن تظل بعيدة عن أي امتداد آخر، لكن وبعد عقود من الحروب والأزمات، يريد العراق منع العنف الذي يدمر المنطقة من الانتشار إلى أراضيه.

وقال مصدر مقرب من الفصائل العراقية، لـ"فرانس برس" إن "المسؤولين في الإطار التنسيقي التقوا مؤخرا بعدد من قادة الفصائل، وأكدوا لهم أن الهجمات على إسرائيل تعرض البلاد لخطر الضربات الجوية التي يمكن الاستغناء عنها".

لكن قادة هذه الفصائل طالبت خلال الاجتماع، الحكومة بـ"عدم التدخل"، معتبرة أنها وحدها "ستتحمل مسؤولية أي عواقب"، بحسب المصدر نفسه.

ونقلت الوكالة الفرنسية، عن المحلل السياسي العراقي سجاد جياد، قوله إن بغداد أدركت أنها لا تستطيع "السيطرة على الأحداث" على أراضيها، ولن تكون قادرة على "منع أي رد من خارج البلاد".

وأوضح جياد، وهو زميل في مركز أبحاث "سنجري إنترناشيونال" ومقره نيويورك، أنه "في نهاية المطاف، قد لا يكون الأمر متروكًا للعراق سواء تم جره إليه أم لا"، مضيفاً أنه في حالة وقوع هجوم إسرائيلي على البنية التحتية العراقية أو حقول النفط، "فلن يكون أمام الحكومة العراقية بديل سوى دعم أي رد عسكري على إسرائيل".

لكن وبحسب الخبير العسكري العراقي منقذ داغر، فإن الفصائل تعلم أن أي مواجهة مع إسرائيل لن تكون معركة متكافئة، نظراً لذكائها وبراعتها العسكرية، حيث تخوض الجماعات العراقية، على حد تعبيره "معركة إعلامية"، لأنها "تعرف حدود قدراتها العسكرية".