شفق نيوز/ استعرضت اذاعة صوت أمريكا، يوم الاربعاء، الملفات الاساسية المدرجة على جدول اعمال الرئيس الامريكي جو بايدن مع بدء جولته الشرق الاوسطية، وفيما بينت أن هناك "مخاوف" من اشتعال المنطقة خلال الزيارة، تحدثت عن مسعى امريكي لمحاولة دمج شبكات الدفاع الجوية لدول المنطقة معاً لمواجهة ايران والعمل على التطبيع الاسرائيلي السعودي.
وقال تقرير للاذاعة الامريكية، ترجمته وكالة شفق نيوز، إن "بايدن سيمارس ضغوطاً من أجل دمج اسرائيل أكثر في المنطقة، وسيحث دول الخليج على ضخ النفط بشكل اكبر للتخفيف من حدة ازمة الطاقة العالمية، كما سيسعى الى التأكيد على ان اولويات واشنطن في المنطقة، لم تتزعزع، برغم تركيزها على الازمة الاوكرانية وتنافسها الاستراتيجي مع الصين".
واشار الى مسعى امريكي لمحاولة دمج شبكات الدفاع الجوية لدول المنطقة معا، مضيفا أن "رحلة بايدن ستكون معقدة، لأنه تعرض لانتقادات من قبل نشطاء واعضاء حزبه الديمقراطي بسبب اعادة اطلاق العلاقات مع السعودية التي سبق له ان وصفها بانها لا قيمة اجتماعية لها".
العلاقات السعودية الامريكية
ونقل التقرير عن مستشار الامن القومي الامريكي جيك سوليفان، قوله إن "هدفنا كان اعادة تقويم العلاقات مع السعودية، وليس قطعها".
واشار المسؤول الامريكي، الى انه "في ظل تزايد التنافس الجيوسياسي في العالم، خاصة في المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا، فإنه يتحتم على الولايات المتحدة، ان يظل انخراطها في الشرق الاوسط مكثفاً".
واعتبر سوليفان ان "منطقة الشرق الاوسط متداخلة مع بقية العالم، واذا قمنا بالعمل الان على اقامة منطقة أكثر سلمية واستقرارا، فإن الفائدة سوف ترتد على المصلحة الوطنية الامريكية والشعب الامريكي للسنوات الاتية".
أمن اسرائيل والتهديد الايراني
وفي اسرائيل التي وصلها بايدن اليوم، سيلتقي سيلتقي رئيس الحكومة المؤقت يائير لابيد وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو ليبحث معهما "امن اسرائيل في ظل الصعود الايراني، بما في ذلك تكامل القدرات الدفاعية لاسرائيل جوا مع دول الخليج العربية".
أما في الضفة الغربية، فإن بايدن "سيعيد التأكيد على تأييده لخيار حل الدولتين ويسعى الى تجديد العلاقات مع السلطة الفلسطينية بعدما كانت ادارة الرئيس السابق دونالد ترامب خفضت المساعدات واغلقت القنصلية الامريكية في القدس التي كانت بمثابة البعثة الامريكية بالنسبة الى الفلسطينيين".
مجلس التعاون الخليجي
وبعد ذلك، فان "بايدن سيحضر قمة دول مجلس التعاون الخليجي + 3 لتضم ايضا العراق ومصر والادرن، في جدة حيث سيطرح رؤيته لانخراط الولايات المتحدة في المنطقة، كما انه من المقرر ان يلتقي الملك سلمان وولي العهد الامير محمد بن سلمان، بهدف اصلاح العلاقات مع السعودية، وهو بلد سبق للرئيس الامريكي انه تعهد بنبذه".
ولفت التقرير الى أن "المراقبين سيتابعون كيف يمكن لبايدن ان يحقق التوازن بين تلك المصالح والعقيدة الخارجية للولايات المتحدة والتي تركز على تغليب الديمقراطيات على الانظمة الاستبدادية، خاصة في ظل مقتل الصحفيين السعودي جمال خاشقجي، والفلسطينية -الامريكية شيرين ابو عاقلة".
وحدد التقرير القضايا التي يتحتم متابعتها خلال زيارة بايدن الى المنطقة وهي:
اولا: انتاج الطاقة
وأوضح التقرير انه "فيما تواجه فيه الولايات المتحدة ودولاً أخرى قضية الارتفاع الحاد في اسعار الوقود والتضخم، بسبب تداعيات الحرب الروسية في اوكرانيا، فإن بايدن لا يمتلك أي خيار سوى إشراك الدول المنتجة للنفط في المنطقة حيث أن الأسعار قفزت صعوداً مؤخراً بينما من المستبعد أن تتمكن الدول المنتجة من ضخ ما يكفي من النفط بما يخفض الاسعار بشكل مستدام".
ونقل التقرير عن الباحث في معهد بيكر للشرق الاوسط، كريستيان كوتس اولريتشسن، قوله "لا أرى ان السعوديين والاماراتيين على استعداد للخروج من إطار عمل اوبك بلاس، اذ لديهم علاقة خاصة بهم مع روسيا ليحسبوا حسابها".
وبحسب التقرير فانه من "المستبعد ان تتبدل ديناميكيات السوق في وقت قريب، وهو سبب لكي تقلل ادارة بايدن من توقعاتها بان الزيارة يمكن ان تخفض الاسعار وتكبح التضخم، لتؤكد بان التركيز خلال الزيارة سيكون على الامن الاقليمي بدلا من الطاقة".
ثانيا: التكامل الاسرائيلي واحتواء إيران
وذكر التقرير ان "الولايات المتحدة لطالما شجعت باتجاه قيام نظام دفاع جوي متكامل بين دول مجلس التعاون الخليجي واسرائيل، وهو اقتراح متجدد في ظل التعاون المتزايد بين اسرائيل ودول خليجية، وخاصة الامارات".
ونقل التقرير عن المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي جون كيربي، قوله "نتحدث بشكل ثنائي مع الدول في انحاء المنطقة حول قدرات الدفاع الجوي، وما بامكاننا القيام به للمساعدة، واستكشاف القدرة على دمج كل تلك الدفاعات الجوية معا".
وعد كيربي ان "التمحور الاقليمي المتزايد يدفعه للخوف من توسع ايران وصعودها"، مذكرا بما قاله المبعوث الامريكي الخاص لايران روبرت مالي، مؤخرا ان "طهران ربما يفصلها اسابيع فقط عن تخزين ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب من اجل تزويد قنبلة نووية بالوقود".
ثالثا: السعودية واسرائيل
وتابع التقرير الأمريكي انه "في ظل ذوبان الجليد بين اسرائيل والسعودية والقلق في كل منهما من إيران، فان ادارة بايدن تتحرك بهدوء من اجل الدفع بالتطبيع الدبلوماسي بين السعودية واسرائيل".
وبحسب التقرير فإنه "في ظل نفوذ السعودية في العالم الاسلامي، فان هذا التوسيع سيكون الاكثر اهمية لاتفاقات ابراهام في عهد ترامب عندما اعترفت الامارات والبحرين والمغرب والسودان باسرائيل، متخطية الالتزام في العالم العربي بوقف التطبيع الى ان توافق اسرائيل على انهاء احتلال الاراضي الفلسطينية".
واضاف التقرير أن "بايدن سيسافر مباشرة من تل ابيب الى جدة، وهي المرة الاولى لرئيس امريكي بعد رحلة ترامب الجوية التاريخية في العام 2017 من الرياض الى تل ابيب، حيث لا توجد رحلات تجارية مباشرة بين الدولتين".
ورغم اشارة التقرير الى "انه من غير المرجح حدوث التطبيع بوقت قريب"، الا انه اعتبر ان "رحلة بايدن تمثل اشارة اضافية من جانب السعوديين، بان التطبيع سيكون حتمياً".
ونقل التقرير عن الباحث في مجلس العلاقات الخارجية للابحاث الامريكي ستيفن كوك، قوله إن "رجال الاعمال الاسرائيليين يزورون السعودية بالفعل".
وبحسب المراقبين، فان "الاعتراف السعودي لن يتم خلال فترة وجود الملك سلمان في الحكم".
ونقل التقرير عن الباحثة في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ياسمين فاروق، مشيرة الى الامير محمد بن سلمان، قائلة "ليس سراً ان القيادة السعودية الجديدة ترى فائدة كبيرة في العلاقة مع اسرائيل".
حرب اليمن
وتوقع التقرير أن "يشجع بايدن السعوديين على رفع ما تبقى من الحصار المفروض على شمال اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون وتحويل وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في نيسان الماضي ثم تجديده حتى شهر آب المقبل، الى هدنة دائمة".
ونقل التقرير عن الباحث في معهد الشرق الاوسط الامريكي، بريان كاتوليس، قوله انه "لا يستبعد احتمال قيام الحوثيين بهجوم بطائرة مسيرة أو بالصواريخ بما يؤدي الى انفجار الصراع"، موضحاً أن "صندوق الاشتعال في الشرق الاوسط اليوم يمكن ان ينفجر في اي لحظة، وأخشى ان يحدث ذلك خلال وجود الرئيس بايدن في المنطقة".