شفق نيوز/ طرح معهد "منتدى الشرق الاوسط" الامريكي عدة خطوات بإمكان الولايات المتحدة القيام بها من اجل التصدي لما وصفه بـ"النفوذ الإيراني الشرير" في العراق عسكريا، واقتصاديا، وسياسيا.

وبعدما قال المعهد الامريكي ان جزءا كبيرا من استراتيجية النظام الإيراني، تتمثل في ممارسة الهيمنة والنفوذ على سياسات العراق واقتصاده وجيشه، اوضح ان من شأن ذلك أن يوفر له، ممرا بريا الى سوريا والمشرق الأوسع، لنشر ثورته والفوضى، وتقويض الحلفاء والشركاء الإقليميين للولايات المتحدة. 

ولهذا دعا التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ الولايات المتحدة الى التصدي لـ"النفوذ الإيراني الشرير بكل السبل الممكنة"، برغم انه اشار الى ان العراق وايران يتمتعان بعلاقات اقتصادية مهمة حيث يعتبر العراق ثاني أكبر مستورد للسلع الايرانية بعد الصين، كما أنه يعتمد بشكل كبير على إيران في الحصول على الغاز الطبيعي والكهرباء، في حين ترتبط العديد من الأحزاب السياسية العراقية بعلاقات مع إيران التي تقوم ايضا بتسليح وتمويل الميليشيات في العراق، والمعروفة باسم الحشد الشعبي. 

وفي حين لفت إلى ان بعض الميليشيات، مثل كتائب حزب الله وعصائب اهل الحق، نفذت هجمات قاتلة ضد القوات الاميركية وقوات التحالف، قال إن الهدف الرئيسي لقوات الحشد الشعبي، تسهيل الهيمنة الايرانية وإخراج القوات الاميركية من البلد. وأشار في هذا الاطار الى كتائب حزب الله هاجمت القواعد الامريكية في العراق على مر السنين، بما في ذلك الضربات القاتلة في كانون الأول/ديسمبر 2019 وفي آذار/مارس 2022.

كما ذكر التقرير باشادة "كتائب حزب الله" بهجوم حماس في 7 اكتوبر/تشرين الاول ووصفها بانها "انتصارات عظيمة". واشار ايضا الى ان وكيلا آخر لإيران، هو تنظيم "كتائب سيد الشهداء" حذر من أن "أي دخول أمريكي مباشر في صراع الكيان المنهار (اسرائيل)، سيجعل جميع المواقع الامريكية في المنطقة أهدافاً مشروعة لمحور المقاومة"، مذكرا بأن أكثر من 100 هجوم تعرضت له القوات الامريكية في العراق وسوريا خلال الشهور الثلاثة الماضية. 

ولهذا، اعتبر المعهد الامريكي انه يتحتم على الولايات المتحدة أن تتحرك سريعا من أجل التصدي للنفوذ الايراني في العراق، وذلك من خلال وسائل عسكرية واقتصادية وسياسية. 

واولا، دعا التقرير واشنطن الى تعزيز المساعدات العسكرية والدعم الاستشاري للحكومة العراقية لموازنة الميليشيات المدعومة من إيران، معتبرا أن الضربات التي وجهتها ادارة الرئيس جو بايدن ضد الميليشيات في سوريا والعراق، ليست كافية، ويجب عليها أن تكثف مثل هذه العمليات بشكل ملحوظ ضد وكلاء إيران للحد من قدراتها العملياتية.

وثانيا، دعا التقرير واشنطن الى العمل على تطوير قطاعي النفط والغاز العراقيين بشكل يكون مستقلا عن النفوذ الإيراني، مضيفا انه "من غير المعقول أن تدفع دولة مثل العراق، الغني بموارد النفط والغاز، أسعارا أعلى من السوق مقابل الطاقة المستوردة". 

وثالثا، قال التقرير إن بإمكان واشنطن أن تفرض عقوبات على "شركة المهندس العامة" التابعة لقوات الحشد الشعبي، والتي تسعى قوات الحشد من خلالها الى السيطرة على الاقتصاد العراقي.

ورابعا، قال التقرير؛ إنه يتعين على الولايات المتحدة أن توفر الدعم للقوى السياسية الموالية لها في العراق من خلال الانخراط الدبلوماسي والمساعدات الاقتصادية. 

وختم التقرير بالقول ان "النظام الإيراني ينتهج استراتيجية متماسكة في الشرق الاوسط، ويتحتم على الولايات المتحدة ابتكار وتنفذ استراتيجية واضحة المعالم خاصة بها في مواجهة ذلك".

ترجمة: وكالة شفق نيوز