شفق نيوز/ سلط تقرير أمريكي، الضوء على مخطط جورج بوش الرئيس الجمهوري الأسبق، لنصب تذكاري في واشنطن يخلد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على "الإرهاب"، لافتاً إلى أن المشرفين على المشروع يطلبون من المواطنين الإدلاء بآرائهم.
وذكر موقع "ذا انترسبت" الإخباري الأمريكي، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "هناك أكثر من 4.5 مليون مواطن أمريكي، لن يكون بمقدورهم الإدلاء بآرائهم حول النصب التذكاري، لانهم قتلوا في الحرب على الإرهاب".
وأوضح التقرير الأمريكي، أن "الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، هو الذي كان قد وقع على تشريع يقر إقامة النصب التذكاري في العام 2017".
وأضاف أن "مشروع القانون أقر استثناء للقانون الأصلي المتعلق بالأعمال التذكارية للعام 1986، والذي كان ينص على انه يتطلب مرور 10 سنوات على الأقل على النهاية الرسمية للحرب قبل ان يتم إقامة نصب تذكاري لها في واشنطن".
وأشار التقرير، إلى أن "القانون القديم لم يكن من الممكن تطبيقه فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب لأنها ما تزال مستمرة"، مضيفا بسخرية أنها "ستختتم بعد 5 مليارات سنة من الآن".
وبحسب التقرير، لم يتم وضع تصميم للنصب التذكاري حتى الان، إلا أن المؤسسة التي تقوم بتمويل إقامة النصب تجري استطلاعاً عاماً للأفكار من الآن وحتى 17 تشرين الاول/اكتوبر الحالي، ويتضمن أسئلة عديدة، من بينها مثلا عندما تقف امام امام النصب التذكاري للحرب العالمية على الارهاب، ما الذي تأمل ان تشعر به؟ واورد اجابات للاختيار من بينها "التكريم"، "التعافي"، "الوحدة"، "التفهم"، "الوطنية" و"السلام".
وانتقد التقرير الأمريكي، فكرة أن لائحة الاجابات المطروحة لا تتضمن مثلا التعبير عن مشاعر "الحزن الحافل بالغضب" أو "الرغبة في محاكمة مجرمي الحرب".
ووفق التقرير، لا ينبغي أن يتفاجأ أي شخص "عندما يعلم أن الرئيس الفخري للمؤسسة هو جورج دبليو بوش، الذي أطلق الحرب العالمية على الإرهاب بغزو أفغانستان في العام 2001، والعراق في العام 2003.
ومن بين الجهات الممولة لإقامة النصب "أمازون" وشركة "بيكر بوتس" القوية للمحاماة في تكساس، والتي تحمل اسم "جيمس بيكر"، الذي كان وزيراً للخارجية في عهد جورج بوش الأب، وفقاً لتقرير "ذا انترسبت".
وذكّر التقرير الأمريكي، بمشروع "تكاليف الحرب" الذي نفذته جامعة براون والذي توصل الى ان اكثر من 4.5 مليون شخص لقوا حتفهم بسبب الاثار المباشرة وغير المباشرة للصراع في مناطق حرب ما بعد هجمات 11 سبتمبر/ايلول، وان من بين هؤلاء هناك حوالي 10 الاف، او 0.22%، أمريكيون (بما في ذلك الذين ماتوا في 11 سبتمبر/ايلول 2001، أو أثناء حربي أفغانستان والعراق).
وبين التقرير، أن "إقامة النصب التذكاري للحرب العالمية على الإرهاب، سيتم في مركز المتحف الوطني بالقرب من النصب التذكاري لحرب فيتنام، والذي يضم أسماء أكثر من 58 الف قتيل امريكي".
ولفت إلى أن بشكل نقدي "قد يكون من الجيد ان نفعل الامر نفسه هنا، ولكن مع تضمين أسماء كل شخص من كل بلد مات بسبب الحرب العالمية على الارهاب، يتطلب نصبا تذكاريا اكبر بنحو 75 مرة من النصب التذكاري لفيتنام".
وتابع التقرير الأمريكي: "مشروع تكاليف الحرب" توصل ايضا إلى أن تكلفة الحرب العالمية على الارهاب، بلغت حوالي 6 تريليونات دولار حتى الآن، وسيتعين على الولايات المتحدة إنفاق 2 تريليون دولار إضافية لرعاية الجنود القدامى في المستقبل، ليصبح المجموع النهائي 8 تريليونات دولار".
وخلص التقرير إلى القول، إن "هذه الاموال جرى حرقها واختفت، لكن الكثير منها ما يزال موجودا في الولايات المتحدة، وخصوصا في الضواحي الجميلة المحيطة بوزارة الدفاع في شمال فيرجينيا".
ونبه إلى أن "بإمكان زوار النصب التذكاري الجديد، ان يشاهدوا من خلال رحلة لهم عبر نهر بوتوماك، جميع القصور، وسيارات (رانج روفر) التي تبلغ قيمتها 180 الف دولار"، في إشارة نقدية إلى ثراء المقاولين المتعاملين مع البنتاغون.
وختم التقرير الأمريكي، بالتشديد على ضرورة "بناء نصب تذكاري يوضح للأطفال كيف ارتكبت الإدارات الأمريكية أعمال عنف لا طائل من ورائها في ذلك اليوم".